عمان لم ولن تعرف الذلة


(( قومي انزعي عنك ثوب المذلة يا عمان )) عبارة انطلقت من فم مقدم حفل القداس الذي أقامه البابا في ستشاد عمان الدولي ، فبئس هي من مقولة، انطلقت من إنسان كان من المفترض انه تم اختياره لأنه على قدر عالي من الثقافة والعلم ، لكن يبدو إن هذا الاختيار لم يكن موفقا ، فأي ذلة يا هذا ستنزعها عمان عن نفسها وهي التي لم تعرف للذل طعما ولن تعرفه ما دام فيها رجال يفدونها بدمائهم ويحمونها من عاديات الدهر ، عمان الكرم الأصيل الذي استقبلت بين جنابتها رمز المسيحيين الأول قداسة البابا ولبست أحلى زينة لترحب بضيف عبدا لله بن الحسين ، عمان التي رفضت الوقوف إلى جانب قوات التحالف ضد الشقيقة العراق في حرب الخليج الثانية ، وارتضت لنفسها إن تعيش ضائقة اقتصادية بسبب توقف الدعم الخليجي النفطي لها أضف إلى ذلك عودة مئات الألوف من أبنائها من دول الخليج آنذاك وتوقف التحويلات المالية التي كانوا يرسلونها ، هل هذه الذلة التي تتحدث عنها يا هذا ، وماذا تقول في وقفة العز التي وقفها جلالة الملك المرحوم الحسين بن طلال طيب الله ثراه أثناء محاولة اغتيال خالد مشعل ورفضه تسليم عملاء الموساد إلا بعد إحضار العلاج من إسرائيل ، بل انه رد الاهانة الإسرائيلية للاردن آنذاك باشتراطه إطلاق الشيخ الشهيد احمد ياسين رحمه الله وكان له ما أراد ، فهل هذه الذلة التي تعنيها ، أم لعلك تعني رفض الأردن إن يدور في فلك دولة إقليمية ذات توجه مذهبي شيعي ، وإعلانه بصراحة انه يحذر من هلال شيعي بدأت ملامحه تلوح في الأفق ، إن مواقف العز الأردنية الهاشمية يضيق بها المقام ، فالهاشميين أهل عز منذ إن رفض الشريف الحسين بن علي الظلم العثماني للعرب من إعدامات وفرض للغة التركية ومصادرة االاراضي فثار وانتفض على هذا الظلم ، ومنذ رفض جلالة الملك الحسين رحمه الله إن يأتمر أي ضابط أو جندي أردني بأوامر كلوب باشا فعرب الجيش ليكن عربيا خالصا ، ومنذ إن كان الجيش الأردني أول جيش في المنطقة ينهي مقولة الجيش الذي لايقهر والتي ترسخت في عقول العرب آنذاك فاجبر الجيش الإسرائيلي على طلب الهدنة والانسحاب في معركة الكرامة ، هذه بعض النماذج على مواقف العز الهاشمية الأردنية وهي على سبيل المثال لا الحصر ، فرأس عمان سيبقى عاليا ولن تخضع لغير الله وستبقى سياسة الاعتدال والوسطية التي تنتهجها القيادة الهاشمية عنوان للمسيرة وقنديل يضيء في ظلام التشدد والتخبط الفكري ، ولن يضرهم بأي أوصاف وصفهم بها الحاقدون .

إن العتب لا يكون على هذا المقدم ، فلقد يكون اخطأ أو انه لم يعرف معنى الكلمات التي تخرج من فمه ، لكن العتب وكل العتب على الجهة المنظمة لزيارة البابا فهذه ليست المرة الأولى التي يخطأون فيها ، فبالأمس كان الخطأ الأول حينما لم يعلموا المرافقين للبابا بضرورة خلع حذائه قبل دخوله مسجد الملك الحسين ، فقد حمل الناطق باسم البابا الجهة المنظمة مسؤولية عدم إخباره بذلك ، فأدى دخوله إلى المسجد بالحذاء إلى استفزاز مشاعر الكثير من المسلمين ، وجاء الخطأ الثاني المتمثل بسوء اختيار مقدم الحفل وتفوهه بهذه العبارة المشئومة ليستفز مشاعر الأردنيين ، ويثير فيهم الغيرة على بلدهم وعاصمتهم .

عمان لم ولن تعرف الذلة أبدا ، وستبقى سيفها مسلولا ورأسها عاليا ، ولن تركع لغير الله ، وستحرق أي يد تمتد لها بالسوء ، وفي المقابل ستصافح أي يد تمتد لها بالخير .

Fd25_25@yahoo.com



تعليقات القراء

مخلص امين
الله واكبر شو هلمقال الناري
11-05-2009 06:35 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات