عذرا نقابة المهندسين لقد سمعت عنكي كثراً ، لكني لم أشهد منكي شيئاً يذكر، اسمع عن إجتماعاتٍ وندواتٍ ودراسات وأخرها مؤتمر المهندسين الشباب ، وأتسائل هل يوجد مهندسين غيرنا تطبق عليهم فرص التشغيل أم ماذا، سمعت وقرأت عن نسب كثيرة وأرقام حققتها نقابتنا أتراكي تطبقينها خارج الأردن أم ماذا...
وثمة ملاحظات:-...
اولا: تقول حكمة صينية قديمة " تبدأ الحكمة بتسمية الأمور بأسمائها " فكما اعلم كغيري من المهندسين ان أهداف نقابة المهندسين تنحصر في جوهر العمل المهني ولا دور للنقابة في العمل السياسي بأي صورة من الصور ولا بأي شكل من الأشكال... ولعل ما هو معروف ولا يجادل فيه اليوم ان النقابة اصبحت تقول في السياسة اكثر مما قالة مالك في الخمر وما نتج عن ذلك من أثار سلبية جعلت من النقابة وإمكاناتها مطية ركوب لفلان وعلان وادت بالنتيجة الى احجام الكثير من الزملاء عن المشاركة وترسيخ قناعة لدى هذه الغالبية بان النقابة حلم لا يمكن تحقيقه وأصبح الحكيم من يحتفظ برأيه لنفسه وهذا أمر خطير.
ونأسف عندما نقرأ الكثير من المقالات في الصحف الالكترونية والتي لا اعرف مدى صحة هذه المعلومات التي تتحدث عن الاستثمار الوظيفي والتلاعب في اسعار شراء الاراضي وتجاوزات مالية وادارية في نقابتنا.
ثانيا: (أنت لست المعيار المثالي للحياة، فلو لم يتصرف الناس مثلك لا يعني أنهم على خطأ) وان كان البعض في نقابتنا ما زال حاملا للواء المقاومة من بهو فنادق الخمس نجوم أو من القاعات الفخمة بالخطب والشعارات والبيانات النارية ، فليس من حقه ان يلزم الآخرين بحمله. واشير هنا الى بعض اللجان وسياساتها ، ولو أن المجال يتيح لي مجالا أوسع للحديث لقلت ما في داخلي دون تردد ....ولكني اكتفي بهذا القدر من البوح.

ثالثا: عاش الهرج والمرج في أمر نشاطات وتبرعات النقابة اللامتناهية التي يراها المراقب على أنها أفعال ولدت من رحم القومية الإسلامية المجيدة وذات أهداف سامية عزيزة... وللأسف، لا محالة ان مضمونها لا يتعدى سوى اصطفافات واملاءات لكسب مواقف جعلت منهم الحزب الحاكم وأصحاب السلطة يتصرفون بنقابتنا كما يشاءون.
رابعا: شاركت في مؤتمر المهندسين الشباب ولحسن حظي ذاك اليوم اتيحت لي الفرصه التي كنت انتظرها بفارغ الصبر لاتوجة بالسؤال لعطوفه الامين العام عن ما هي الدواعي وراء تسييس النقابة والتسييس في مفهومة هو سيطرة حزب سياسي أو جبهة أو حتى جهة معينة ومن ثم محاولة تجيير النقابة لتنفيذ أجندة خاصة لهذا الحزب أو غيرة. . وما هي الا دقائق وكان رد عطوفه الامين هجوميا ولا يتعدا خطابا تعبويا في الشكل وخاليا من المضمون... وردة فعل واحدة كانت كفيلة لي في كشف كل شيء ووقفت حائرا حينها وضربت سلاما لأيام وصفي.
خامسا: تماشيا مع المبدأ القائل ان لكل انسان الحق ان يدلي بدلوه و يعبر عن رأيه... لا ارى في كثرة الخدمات والمزايا والمبادرات التى تتغنى بها النقابة الا سرابا وجمل براقة والقليلون فقط من يتنعمون بها بناءً على توجه فكري وحزبي.
سادسا: عندما تذهب للنقابة في مجمع النقابات ترى الكثير من الصور والمقولات التي تخلد ذكرى بعض شهداء الوطن العربي والكثير أيضا من الوقفات واليافطات التي تتكلم عن بعض رموز شعوب الوطن العربي وحتى القاعات تسمى باسماء ذات دلالات حركية معينة... لكن وصفي التل بكل زعامته السياسية والاجتماعية لم يتم التطرق يوما الى تاريخه.
سابعا: قد يستغرب البعض من طرحي والبعض الاخر قد ينعتني ببعض من الصفات الا انني أعتز بـأردنيتي... احمل فكرا سياسيا اعتز به ولا ادعي السياسة , ولست مؤطرا سياسيا ولا تنظيميا ولا حزبيا ولا اومن باي فكر حزبي ولكن احترم كل الاحزاب السياسية على امتداد ساحات الوطن العربي واقف الى جانبها في القضايا الوطنية والقومية في المسائل والمفاصل التاريخية من حياة الامة.
واخيرا لابد من التساؤل... الم يحن الوقت ليعمل المهندسون على استعادة مكانتهم الاجتماعية الرفيعة التي منحها لهم المجتمع والتي تم اهدارها ؟ الم يحن الوقت بالنسبة لهم للعمل على استعادة نقابتهم المختطفة ومهنتهم المهملة الى احضانهم ؟ فاذا لم يكن من اجل وطنهم فمن اجلهم هم وعائلاتهم على الاقل.
المهندس عامر محمد المومني
عضو نقابة المهندسين – الشعبة الكهربائية
عضو لجنة المهندسين الشباب التي لم ادعى لحضور جلساتها ولو لمرة واحده...لا اعلم لماذا؟