عليك الإختيار


يمرّ الإنسان في حياته بمحطات عديدة ؛ إمّا أن تجعل منه قويّا لا يهاب المنيّة ، أو أن تحفر منه قبرا هشّاً فلا يعلم معنىً للصمود والوقوف بعزّة قويّة ، حياة قد تحتوي على عقبات وصعوبات ولكنّ النهاية لا توجد إلّا عند من حكم على نفسه بالضّعف والخضوع ، فليس الجميل بأن يحدث التّراجع بعد المضيّ قدما في الإرتفاع والصّعود ، وإنّما الجمال يتجسّد بالإستمرار في رفع البنيان للوصول إلى المبتغى دون خضوع وإذلال .

كن قدوة لنفسك ، جملة قد تثير التّساؤل ، ولكنّي أدعوكم إلى تدبّر معانيها ، فأجمل ما تستطيع فعله هو أن تكون أفضل شخصية من شخصياتك العديدة التي تستطيع إيجادها ، لا أريد أن تكون كلماتي ذات فلسفة عميقة بقدر أنّي أريد أن أرى تصحيحا لمفاهيم حياتنا العديدة ، وكلماتي لي قبل أن تكون لكم فليس الكاتب بأفضل من القارئ.

فرصة تأتي إليك في هذه الأيام فلا تضيّعها ، فليست الفرص متاحة في كلّ الأزمان ، فحافظ عليها لأنّها جاءتك دون أن تطلب منها المجيء ، فالفرص الماسية قد لا تتكرّر ، فاظفر بهذه الحلّة البهيجة لتكون لك ناصرة ومعينة ، فأنت الآن تستطيع فعل الجميل في ريب أنّك قد لا تستطيع بعد ذلك القيام بالتعديل .

كثيرون في هذه اللحظة قد حكموا على حروفي بأنّها حكاية مفروغ منها عند بني البشر ، فلا أحد يرى السّوء في نفسه ، فقد جعل أحدنا عينه مرصادا للآخرين و رأى نفسه إنساناً قويم ذو سلوك سليم ، فلم ينظر إلى هفواته ليكترث بتسجيل أخطاء من حوله دون تدبّر ما يستطيع تقديمه من خير جميل.

الجنة ، هي المطلب والمبتغى ، خير ما قد يكون ، وأفضل الأمنيات حتى في الأحلام والذّهون ، فمن وصلها سلم من الشّرور ، ومن تركها ساءت حياته على مرّ العصور، فمن دخلها أمِن من العِلل والمصائب ، وعاش في طيب طوال الدّهور.

عدّل وبدّل وقوّم وصحّح وامضِ واسعَ وارتقِ واظفر وتغيّر وارجع إلى خير عاقبة ترسمها لنفسك ،وتبتغيها لغدك ،وتبنيها لأملك ، وتحرسها لمستقبلك ، وتنقشها في عالمك ، وترتفع بها عند خالقك.

قد تقول لا أستطيع أن أترك أشياء اعتدت على فعلها ، أو لا أستطيع أن أمضي دون مصيبة في حياتي فعلتها ، أو لا أقوى على التّراجع بعد أن وصلت إلى حدود عالمي الحالي ، وأنا الآن راضي عن نفسي كما الجميع من حولي ! سأجيب عن مثل هذا التّساؤل بأنّ المثالية غير موجودة في عالمنا ، وما قد يحدث هو سعينا للوصول إليها والإقتراب من حدودها وخطوطها ، هناك في كلّ الأمور صواب وخطأ ، ولا يكون الحكم بما تبتغيه نفسك أو بما يقرّره عليك من حولك ، بل إنّ الكون يسير في نظام واتساق ، وهناك أحكام ومنهج نأخذ منه الدّليل والمعين لتحقيق الوِفاق ، فلا تظلم نفسك ، وإن رضيت ذلك عليها فلا تبتغيه على من حولك،وكن خير أنموذج تخرجه من ذاتك تحقّق به مرادك ، واجعل الجنّة جزاءك .

شهر رمضان يطرق الأبواب فكن خير مجيب للدعاء ، وقدّم لنفسك الخيرات تجد في أوقاتك المسرّات ، وامض في دربك بثبات وعطاء واجعل النّجاة لك ولمن حولك في مجتمعك مطلبا ومأوى ، فليس الجميل إلّا من حفظ نفسه وصان من حوله ، ومن الآن اترك الماضي بما احتوى من أحزان واجعل المستقبل هنيئا بانتظام ولا تقبل لنفسك أو لمجتمعك العيش في الذّلّ أوالهَوان .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات