من يطالع بيان حركة حماس حول عزل الرئيس مرسي يعتقد أن الحركة تقود بلادا قوية مترامية الأطراف غنية يحلو لها أن تصدر ما تراه مناسبا من مواقف بغض النظر عن النتائج التي قد تنتج .
ما جرى في مصر هو انقلاب على الشرعية ، ومن حق الجميع ان يعلن الرفض ،
لكن لحماس وغزة ظروف وواقع صعب يعيشونه ، ولا حاجة لغزة بمزيد من الحصار والتحديات التي قد تزداد مع بيانات الحركة ومواقفها المناوئة للحكم في مصر والتي يبدو أنها اغضبت العسكر الممسكين بالسلطة الان ،إذ يقول البيان مثلا فيما ورد أن الانقلاب العسكري جولة باطل ، وان الجهاديين مطالبين بالعمل !
حتى لو اتفقنا على مضمون البيان ،فإننا لانتفق على محتواه وظروف اصداره في وقت يتلمس اهالي غزه مزيدا من الحرية وفتح المعابر وتخفيف الضغط عنهم وخاصة المرضى والمصابين والتجار .
البيان لم يكن ذكيا بالمعنى الدبلوماسي ، ولم يكن سياسيا بالمعنى المتوازن فالمواقف تصدر تبعا لظروف محددة وليس تبعا لحالة عاطفية آنية , فالبيان هذا قد يكلف غزة وشعبها مزيدا من الضغط والحصار والجوع وحتى المؤامرة ،فيما تصدر دولا مثل السعودية او الأمارات بيانات وتصريحات غير عابئة بالنتائج ،فهي غير محاصرة ولا يعنيها الموقف الشعبي او حتى الرسمي في عهد مرسي من قبل .
قد تطول الأزمة في مصر ، وقد يرحل مرسي ، وقد يحكم العسكر لسنوات ، او تأتي حكومات غير متضامنة مع غزه التي يتهمها العسكر و المعارضة في عهد مرسي بالتدخل في شؤون مصر وخطف جنود مصريين واحتجازهم في غزة حتى اليوم ، فليكن خطاب الحركة اكثر اعتدالا ، فالمسألة السياسية هنا تعالج بعقلانية بعيدا عن العاطفة والتجييش و متعلقة بهموم ومشكلات " امارة غزة التي يعيش فيها 2 مليون بظروف وواقع صعب حيث الالم والحرمان والحصار الصهيوني وحتى المصري المرهق .
الخطاب السياسي مفتاح اي عملية سياسية ، فليكن "المفتاح " هنا اكثر عقلانية وواقعية ويحسب فيه حساب مصالح الناس وعدم تعريضها لمزيد من الالم ،حتى لا يبدو البيان وكأنه جاهل القى حجرا في بئر .
بصراحة البيان متسرع ولم يكن على درجة " الانضباطية السياسية " التي كان عليها الموقف من الاحداث في سوريا ، و التي اعلنت حماس موقفها من نظام بشار بعد شهور تبعا لظروفها وظروف شعبها في المخيمات ..