"ثورة الشعب أسقطت حكم الإخوان"


زحفت الجماهير المصرية زحفا غير مسبوق في تاريخ مصر الحديث لإسقاط حكم الإخوان في مصر،ورئيسه "محمد مرسي"وانتفض الشعب في كل المدن والقرى على نظام الإخوان ،وملأ الميادين والشوارع بجموع قُدرت بسبعة عشر مليونا أو يزيد.

فأخذت أركان الحكم في الانهيار ،واعترف "مرسي"بأخطائه، ولكن الجماهير ظلت ترفع شعارها المحبب لها "أرحل"،ولكن "مرسي"أعلن بخطابه الأخير أنه متمسك بالشرعية وأنه سيدافع عنها حتى آخر قطرة من دمه!!

فتسارعت الأحداث ،وأوفى الجيش الوطني المصري بوعده في الوقوف إلى جانب الشعب لتنفيذ مطالبه ،فسرعان ما سقط النظام بفترة زمنية لا تتجاوز الثلاثة أيام !!

فهل كان سقوط النظام بانقلاب عسكري أم بثورة شعبية مكررة؟ إن التعريف للانقلابات العسكرية هو استيلاء العسكر على السلطة بعد تشكيلهم المجلس العسكري الذي سيديرون الحكم من خلاله.

أما الثورة فهي حركة الشعب بأسره ،تستهدف التغيير الشامل.

لقد أعلنت القيادة العسكرية أنها لا تنوي المشاركة في السلطة وأن دورها هو في حماية الشعب وثورته،وحراسة مؤسسات الدولة،وحماية حدودها.

لقد عبر الشعب المصري عن ثورته،بأكبر حشد جماهيري في التاريخ،بهدف تصحيح مسار ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011م ، وقد جاءت خارطة الطريق التي أعلن عنها في 3/7/2013تتضمن تسعة أهداف تسعى المرحلة الانتقالية إلى تحقيقها بفترة زمنية محددة لا تتجاوز العام الواحد. وللتأكيد على مصداقية القائمين عليها فقد تولى رئيس المحكمة الدستورية "عدلي صادق"المسيحي رئاسة الدولة تعبيرا عن الوحدة الوطنية والهوية الوطنية الجامعة،و انيطت له صلاحيات الرئيس ليتمكن من إدارة الدولة وفق خارطة الطريق المرسومة التي توصل إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية .

كانت ردة فعل الإخوان المباشرة على نجاح ثورة الشعب المصري ،رفضهم القاطع لما حدث،واعتباره انقلابا على الشرعية التي كررها مرسي في خطابه أكثر من مئة مرة،والتي عبر عنها الكاتب الشهير "محمد حسنين هيكل"بالشرعية"المعلبة" فالشرعية دستوريا هي ما تفرزه صناديق الاقتراع من نتائج،ويظل الحاكم شرعيا بموجب هذه النتائج،مادام شعبه راضيا عنه،أما إذا غضب شعبه عليه،وخرج وربما بالملايين يطالب برحيله،فعندها تسقط شرعية الحاكم ،وترتفع شرعية الشعب،هكذا تفهم الشرعية الشعبية على أنها شرعية حيّة عنوانها إرادة ورغبة الشعب.

فإذا استمر الإخوان باتجاه التصعيد والتطرف وحمل السلاح في وجه سلطة الشعب فإن دلالاته تؤشر إلى مؤشرات خطيرة ستنعكس على الإخوان أنفسهم ،فسوف يتحولون إلى تنظيم إرهابي يقاومه كل الشعب المصري،وسوف يجر هذا التوجه الجيش الذي سيتصدر المشهد الأمني والسياسي الذي قد يؤدي إلى فرض حالة الطوارئ،حيث تدخل مصر مرحلة خطيرة لايُعرف مداها ولا نتائجها بسبب تعنت الإخوان في مواقفهم من ثورة الشعب المصري.

أما إذا أدرك الإخوان خطورة هذا التوجه،وابتعدوا عنه ،وقيموا الأمور بشكل صحيح وواقعي،واستوعبوا الحدث،ووضعوا الخطط المستقبلية التي تنظر بمنظار حكيم، وتحولوا إلى تنظيم معارض في ظل النظام الديمقراطي الجديد،فإنهم سيظلون في المشهد السياسي المصري لاعبا أساسيا، وربما يحققون في المستقبل بعض المكاسب التي تعوضهم عن خسارتهم في الحكم.

-إن الدرس المستفاد من فشل الإخوان وسقوطهم في حكم مصر،هو أنهم مارسوا الحكم كحزب شمولي ،ففشلوا كغيرهم من الأحزاب الشمولية التي مارست السلطة، في تجربة حكمها وتعاملها مع الجماهير.إن سياسة الإقصاء والتفرد في الحكم لم يعد لها مكان أو مبرر.

-كما إن استئثار القيادات التي قضت عقودا وهي على رأس التنظيم قد آن آوانها في الابتعاد عن القيادات الأولى،وإفساح المجال أمام جيل الشباب كي يأخذ دوره في القيادة ،وبخاصة أنه جيل مؤهل وقادر على تحمل المسؤولية في قيادة التنظيم.

-لقد خسر الإخوان الحكم ولم يقف مؤيدا لهم سوى أصحاب الراية السوداء التي كانت مرفوعة في مظاهراتهم ومهرجاناتهم وراية الانتداب الفرنسي على سوريا.

وخسروا لأنهم وصلوا إلى السلطة بدون خبرة في إدارة الدولة ،فقد قضوا سنينهم الطويلة معارضين ،وخسروا لأنهم آثروا الهيمنة على السلطة ،وأقصوا جميع الأطراف والقوى السياسية التي قادت ثورة الخامس والعشرين من يناير عام2011م لقد أصاب الأخوان الغرور،وسيطرت عليهم الأنانية ،واعتبروا أنفسهم أنهم وحدهم أصحاب القرار الصحيح.أما الدين فقد وظّفوه لصالح حكمهم توظيفا سيئا،مستغلين عواطف المواطنين المتدينة ،فسيطروا على الدولة باسم الدين. ثم ماذا بعد!!.

-لقد رحبت القوى والأحزاب القومية واليسارية والتقدمية بثورة الشعب المصري في أرجاء الوطن العربي ،واعتبرت الثورة عملا ثوريا أعاد مسار الأمور إلى نصابها الصحيح،واستبشر الشعب العربي بعودة مصر إلى الحظيرة العربية قائدة لا تابعة، ورائدة في العمل القومي كعهدها في الخمسينات والستينات ،حيث كانت نهضة الأمة العربية قبل ثورة/23/يوليو/1952م/ مجرد تلمسات تائهة المعالم والهدف.

وتعامل الغرب مع الوطن العربي وكأنه أرض خلاء لا شعب يحيا فوقها.وما عمليات تجزئته وتقسيمه إلى دويلات وإمارات ثم إعطاء جزء منه إلى اليهود،إلا دليل صارخ على الاستهتار والاحتقار للأمة العربية.فما أشبه اليوم بالبارحة حيث لايزال الغرب راعيا وقيّما على الوضع العربي،يتصرف بشؤونه وفق أهوائه ومصالحه!

إن مصر اليوم وهي تقود ثورتها المجيدة بحاجة إلى تغيير وجهها ،بالمصالحة الوطنية،ووضع خارطة المستقبل ،وتشكيل وزارة الكفاءات من جيل الشباب،ووضع برنامج تصحيحي للوضع الاقتصادي.

-لقد أضحت المنطقة العربية أمام فترة مبشرة ,بعد أن فرض الطوفان الشعبي ما لم يمكن متوقعا.

إن مصر اليوم تنهض من جديد،معتمدة على عزم وإرادة شعبها المليء بالكفاءات والخبرات العلمية والاقتصادية والسياسية.

-إن دور مصر القادم سيكون دورا رياديا ،شعاره وحدة الأمة وحريتها واستقلالها وسيكون الهدف لثورة الثلاثين من حزيران ،التي التحم فيها الجيش بالشعب،تصحيح النظام العربي ،حيث الوضع العربي المتدهور الذي وصل إلى حافة الهاوية،وحيث التطورات العاصفة على الساحة السورية البوابة الشمالية للأمن القومي المصري، وحيث كانت سوريا شريكة لمصر على مدى المراحل في الخمسينات والستينات وحتى وفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.

إن على مصر العروبة ،يقع اليوم العبء الأكبر في إعادة بناء العمل العربي الرسمي والشعبي ،وذلك بسبب الإمكانات والخبرات الهائلة التي يختزنها الشعب العربي المصري.

فتحية لشعب مصر العظيم صانع الثورات المجيدة ،23/يوليو/1952/،و25/يناير 2011 ،وثلاثين حزيران 2013م، ومبروك لجيشه الوطني ،بطل العبور وصانع أمجاد حرب تشرين التحريرية مع رفيقه الجيش العربي السوري البطل.



تعليقات القراء

محمد المومني
يا قومجي مش ثورة الشعب الي خربت البلاد التامر الصهيو امريكي بالبترو دولار العربي هو الذي خرب البلاد والشعب المصري اظنك ترتجف منه في الميادين على الميدان ياالله انزل على الميادن..
06-07-2013 03:33 PM
ق-ث-ض
وهل تظن ان من سيأتي بعد مرسي سيتوفق ؟--صدقني لن يدوم له الحكم فكما ىيقول المثل( لو دامت لغيره ما اجا)
06-07-2013 04:15 PM
الوطن العربي
نعم سقط الاخوان في مصر ،،، و في سوريا ايضا ،،، يعطيك العافية سعادة النائب
رد بواسطة عبدالله صالح
الاعمال بخواتيمها يا علمنجيه فقط انتظروا ايام
06-07-2013 05:26 PM
mimi
تحليل منطقي لما يجري حيث ان اللوم وحده يقع على جماعة الاخوان التي انفردت واستاثرت بالسلطة بدون اي خبرة في ممارسة الحكم ولكني لا اتفق مع سعادة النائب بالتمجيد المستمر والغير مبرر للجيش العربي السوري وكانه هو صانع امجاد الامة العربية وليس صانع خسائر الامة العربية
06-07-2013 07:23 PM
تمارا
الله يهدك على كثرة كذبكم ونفاقكم العالم كلها فاهميتكوا وعارفين شو انتو
06-07-2013 09:58 PM
علي روابدة
كبييييير يا سعادة النائب امضي بنا ،، فالكلاب تعوي و القافلة تسير
07-07-2013 06:20 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات