امام عرش الموت


ان الزواج في ايامنا هذه تجاره مضحكه مبكيه يتولى امورها الفتيان واباء الصبايا الفتيان يربحون في اكثر المواطن والاباء يخسرون دائما اما الصبايا المتنقلات كالسلع من منزل الى اخر فتزول بهجتهن ونظير الامتعه العتيقه يصير نصيبهن زوايا المنازل حيث الظلمه والفناء البطيئ ان المدينه الحاضره قد انمت مدارك المراه قليلا ولكنها اكثرت اوجاعها بتعميم مطامع الرجل كانت المراه بالامس خادمه سعيده مضارت اليوم سيده تعسه كانت بالامس عمياء تسير في نور النهار فاصبحت مبصره تسير في ظلمة الليل كانت جميله بجهلها فاضله ببساطتها قويه بضعفها فصارت قبيحه بتفننها سطحيه بمداركها بعيده عن القلب بمعارفها فهل يجيئ يوم يجتمع في المراه الجمال بالمعرفه والتفنن بالفضيله وضعف الجسد بقوة النفس انا من القائلين ان الارتقاء الروحي سنه في البشر والتقرب من الكمال شريعه بطيئه لكنها فعاله فاذا كانت المراه قد ارتقت بشئ وتاخرت بشئ اخر فلان العقبات التي تبلغنا قمة الجبل لا تخلو من مكامن اللصوص وكهوف الذئاب ففي هذا الجبل الشبيه بالغيبوبه التي تتقدم اليقظه في هذا الجبل القابض بكفيه على تراب الاجيال الغابره وبذور الاجيال الاتيه في هذا الجبل الغريب بميوله وامانيه لا تخلو مدينة من امراه ترمز بوجودها عن ابنه المستقبل كذا تبيد الشعوب بين اللصوص والمحتالين مثلما تفنى القطعان بين انياب الذئاب وقواطع الجزاريين وهكذا تستسلم الامم الشرقيه الى ذوي النفوس المعوجه والاخلاق الفاسده فتتراجع الى الوراء ثم تهبط الى الحضيض فيمر الدهر ويسحقها باقدامه مثلما تسحق مطارق الحديد انيه الفخار وماذا يا ترى يجعلني الان اشغل هذه الصفحات بالكلام عن امم بائسه يائسه وانا قد خصصتها لتدوين حكايه امراءه ناعسه وتصوير خيالات قلب وجيع لم يلمسه الحب باخراجه حتى صفعه باحزانه لماذا تراود الدموع اجفاني لذكر شعوب خامله مظلومه وانا قد وقفت دموعي على ذكرى ايام امراه ضعيفه لم تعانق الحياه حتى احتضنها الموت ولكن اليست المراه الضعيفه هي رمز الامه الضعيفه المظلومه اليست المراه المتوجعه بين ميول نفسها وقيود جسدها هي كالامه المتعذبه بين حكامها وكهانها او ليست العواطف الخفيه التي تذهب بالصبيه الجميله الى الظلمه القبر هي كالعواصف الشديده التي تغمر حياة الشعوب بالتراب ان المراه هي الامه بمنزله الشعاع من السراج وهل يكون شعاع السراج ضئيلا اذا لم يكن زيته شحيحا
كذا يضعف القنوط بصيرتنا فلا نرى غير اشباحنا الرهيبه وهكذا يصم الياس اذ اننا فلا نسمع غير طرقات قلوبنا المضطربه

talal_gerasa@yahoo.com



تعليقات القراء

ابواحمد الطفيلي
وين التعليق على زلمتكم ولا مابعجبكم رأي الناس لانة اكثر من تعليق على فكر هذا الكاتب وبتطلبوا من الحكومة تكون ديمقراطية 0000
09-05-2009 06:13 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات