عَـطوان ، لا تهدم البنيان


إصرار الكاتب عبدا لباري عطوان على التقرير في أذهان الناس ،  أن العرب مهزومون سياسيا في كل الأحوال ،  يبعث على الأسى ، فنبرته لا تتغير ولا تتبدل ، فهو لا يرى أغلب الأشياء إلا بمنظار أسود  مهما كانت بيضاء كالثلج ،  فاعتقاده الجازم أن الملك عبدالله الثاني عاد من واشنطن وقد حمّل مطلبا أمريكيا بتعديل المبادرة العربية المقترحة للسلام ، وتأكيده بأنه من خلال تجاربه السابقة مع الحكومات العربية ‘ فإن ما تريده أمريكا سوف تحصل عليه باجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة ، كل هذا لم يتحقق ، وجاء التصريح على لسان أكثر من مسؤول أردني وعربي بنفي ذلك وأن المبادرة ليس عليها تعديل.


إن لجوء بعض وسائل الإعلام العربي إلى الترويج  لأخبار باطلة وتحليلات بائسة ، مسوقين حججا واهية وعبارات مثيرة ، إنما هو في الحقيقة مخطط للنيل من سمعة الأردن ، وتشويش على حضورها اللافت وإنجازها العظيم في واشنطن ، والذي أوجد في صدور البعض الحسد ، بدلا من أن يعظموا هذا الإنجاز ويشجعوا الآخرين على الاقتداء به  (لو كانوا يحملون حسا إعلاميا عربيا صادقا ) . فوقوف المليك  واثقا من نفسه ، ومتسلحا بموقف عربي موحّد ، ومصرا على إسماع الأمريكيين صوتا حرا مرتفعا ، وبنبرة شجاعة لا مستجدية ، أربك الإسرائيليين ، وأوقعهم في مأزق سياسي غير متوقع ،  وجعلهم يفقدون توازنهم أمام التّغير اللافت في الموقف الأمريكي الجديد في موضوع الالتزام بحل الدولتين ، وهو ما كان كافيا لكل إعلامي صادق أن يستغلّ ذلك الموقف استغلالا قوميا تعبويا  يساند الدور الأردني  الممثل للعرب هناك .


إن انتهاج فلسفة تحليلية من منطلق (الهوى السياسي)  مع شيء من الإصرار على تسويق وجهة نظر طرف ما لا يروق له ما تحقّق  ، إنما هو أمر مخز ، ونوع من الهزيمة النفسية أو الإفلاس السياسي الذي طالما جعل من بعض إعلاميينا خوّانين للأمة ومشككين بقدرتها على إحداث التغيّر على الساحة الدولية  ، بحجة أن التجارب كلها متشابهة ، لذا صار على هؤلاء أن يبدلوا لغتهم التشكيكية ، وأن يغيروا ما بأنفسهم تجاه الأردن وقيادته  ، وأن يفهموا أن أدواتهم  الموتورة تصيب الإنسان العربي بالهزيمة النفسية التي يسعى إعلام العدو إلى تكريسها ، فهل هم منتهون؟

Kh.darabseh@hotmail.com



تعليقات القراء

ابن الشمال
عبدالباري وقناة الجزيرة مشكوك فيهم والله تعالى أعلم
08-05-2009 03:54 PM
أبو سمير العماني
ما تقوله صحيح بدليل أن قناة الجزيرة بالأمس حاولت أن تثبت صدق تحليل عطوان غير أن وزراء الخارجية العرب فشلوهم.
08-05-2009 05:58 PM
صديق
مع احترامي الشديد لك يا استاذ خالد ولمقالاتك كلها الى انني اخالفك الرأي في هذه المقاله.

أبدأ معك بالسيد عبد الباري عطوان حيث انه مفكر سياسي عربي غيور على العرب والمسلمين وحالهم الذي تراه - كما تعلم أكيد- واذ ان كلامه سوداوي فأود أن ألفت انتباهك انه سوداوي خاص بالحكام والملوك والرؤساء العرب سامحهم الله فوالله يا ابو عزيز ليس عطوان بل لو كان صخر لا يتكلم ويرى الاذلال والضعف الفكري والمرتبط بالشخصية الهزيلة ووالله انت على دراية كاملة بهم وبأسلوبهم الضعيف في الحوار والمساوامة مع الطرف الاخر ( اليهود)... وبإعتقادي اننا بحاجه لمثل هذا الكلام حتى تتحرك الهمم والمشاعر والغيرة العربية الأصيلة التي نحن بأمس الحاجه لها فلا أظن ان من الحكمه ان يتكلم خطيب المسجد في أيام الحروب والهجوم على المسلمين وبلاد الاسلام بأن يتحدث عن أحكام الطلاق أو أحكام الطهارة.

وأخيرا أرجو يا أبو عزيز أن تنادي رجل له مكانه مرموقه ومشهود به وفيه في عصرنا وبصراحه أكثر يوازي أشخاصا مهمين أمثال ...... في المرات الثانية أرجو ان تناديه ب السيد عبد الباري عطوان ...

وجزاك الله خيرا
09-05-2009 01:06 AM
بكر النصيرات
اش فهمك انت؟
09-05-2009 10:24 AM
أبو النمر
إلى رقم 3 الرجل لم ينتقد أو ينال من الرجل بل علق على موقف واحد كلنا ننكره على الكاتب الكبير عطوان.
09-05-2009 12:28 PM
اردني اصيل
جزاك الله خير يا استاذ خالد عالمقال الرائع والشفاف وما تقوله صحيح فكلام عبد الباري عطوان محبط يقلل الهمم .
10-05-2009 03:12 AM
ابن الاردن
يعطيك العافية يا استاذ خالد وأقول ان ما قام به جلالة الملك لا يجرؤا احد ان يقوم به فهذا الدور دور رجال هاماتهم لا تنحني الا لله امد الله في عمر قائد البلاد وانار دربه للقيام بامهمات الخيرة.
10-05-2009 03:15 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات