المؤامرة والتخلف الفكري


إذا اعتبرنا ان ما يجري في الاقليم خاصة في العراق وسوريا ولبنان من تقسيم وتدمير (خاصة سوريا ) هو مؤامرة وهي بالفعل مؤامرة إسرائيلية غربية فكيف تستطيع الجهات المتأمرة تحقيق مخططاتها على أرض الواقع؟ الجواب الوحيد لهذا السؤال هو التخلف الفكري وهو أساس التخلف الحضاري والعلمي والتكنولوجي وغيرها كيف نساهم في تحقيق تلك الاهداف الخبيثة وتنجر وراء أركانها الاساسية بحيث نتسارع في الانقسام الديني والمذهبي والعرقي ونحول المنطقة الى حروب طائفية متصارعة تؤدي الى أنقسامات وخرائط جديدة مما يعني تدمير الدول المجاورة لاسرائيل تدميرا كاملا لكي تصبح اسرائيل هي الدولة الوحيدة القوية التي تستطيع فرض إرادتها وتصفية القضية الفلسطينية وتهديد اي دويلة طائفية ضعيفة واحيانا التحالف معها ضد دويلة أخرى كل هذا يحدث بسبب التخلف الفكري الذي ساد لاسباب متعددة أولها استعدادنا الفطري والجهوي بسبب تخلفنا الفكري وعجزنا الاقتصادي وفشلنا في تحقيق العدالة الاجتماعية بالرغم من إمكانات العرب الاقتصادية وفشلنا في الوصول الى الديمقراطية التي تجمع مكونات الشعب المختلفة في إطار الدولة الحديثة دولة القانون والمساواة عندما يشعر الجميع أن لهم كامل الحقوق بغض النظر عن الدين والطائفة والعرق ثم هناك عامل مهم دخل الى المجتمعات العربية ألا وهو دخول الدين في السياسة.عندما انشأت عشرات الفئات التي تتحدث باسم الدين وهي بريئة منه وتسخر نظرياتها في السياسة فشوهت صورة الدين في الخارج وأعطت صورة بشعة عن شعوبنا وبأننا إرهابين وبأننا ضد الانسانية وما صورالقتل المروع الذي نشاهده ويشاهده العالم إلا تجسيد لتلك الصوره وهذا ما تريده أسرائيل في الدرجة إلاولى .فالربيع العربي الذي بدأ وكأنه ثورات شعبية ضد الانظمة الفاسدة والمتصلطة تحول وبسرعة إلى صراعات داخلية طائفية وعرقية ودينية فكان من نتائج ذالك الربيع هو تدمير سوريا وهو ما تريده أسرائيل وخروج مصر والإخوان كليا من الصراع العربي الاسرائيلي وحل محله الصراع ضد سوريا والدعوه الى الجهاد ضدها بدل الجهاد ضد اسرائيل وهذا ايضا ما تريده أسرائيل لقد قلنا في السابق ان ما يسمى بالربيع العربي هو مؤامره لتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ فقيل لنا أننا ضد الحريةالشعوب وتحررها من الاستبداد لكن أثبتت الايام أن ما يجري في دول الإقليم هو مؤامرة كبرى لتدمير شعوب المنطقة ودخولها في حروب طائفية فنهاية المخطط الجهنمي إقترب من الوصول الى نهاية وتحقيق الهدف المرسوم له كل ذالك يتحقق بسبب التخلف الفكري ان الدول التي تتحكم في مصير المنطقة ومنها اسرائيل تعرف جيدا تخلفنا الفكري وهي بذالك تدخل من هذا الباب الواسع لتحقيق اهدافها فهي لا تستطيع تحقيق ذالك في الشعوب المتقدمة فكريا . أزمتنا الحقيقية هي أزمة التخلف الفكري .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات