لا ادري ,هل يمكن ان نعتبر ما يجري الآن على الساحة المصرية مرتبطا ارتباطا وثيقا بما جرى قبل 3 سنوات من مظاهرات للاخوان المسلمين في ميدان التحرير اوصلتهم للسلطة , عندما ركبوا موجة التغيير وطالبوا بمحاكمة الرئيس المصري حسني مبارك , فأذلوه بطريقة تصعب على الكافر, رغم تنازله عن الحكم وتخليه عنه, بعكس مرسي الاخوان؟؟.

فميدان التحرير الذي اعتلى صهوته الاخوان المسلمين قبيل الانقضاض على السلطة, لم يعد ميدانا واحداً هذه الايام , بل تمخض فولد اكثر من 13 ميدانا في كل انحاء مصر , تواجد فيها من معارضي حكم مرسي عشر اضعاف مؤيديه في انتفاضتهم الاولى ضد الحكم.

إن ما يجري على الساحة المصرية من احداث رفع عدد القتلى والجرحى الى اكثر مما تسببت به موقعة الجمل التي حوكم عليها مبارك وقادته , الامر الذي يدفعنا للتساؤل : هل ستتم محاكمة مرسي ونظامه بقضية مقتل وجرح العشرات من المصريين المناوئين لحكمه من في مختلف الميادين المصرية كما حوكم مبارك ونظامه ؟؟؟؟؟؟؟؟.

نقول والله اعلم بأن ورقة التوت قد سقطت عن جسد الاخوان المسلمين ليس في مصر فحسب , بل في كل دولة يتواجدون فيها , لان فشل الاخوان المسلمين في ادارة حكم مصر وسقوطهم في الاختبار الاول, يعتبر مؤشرا خطيرا على سقوط الاخوان في غالبية الدول التي يحلمون بحكمها, وان كان اخوان الاردن قد سقط نجمهم منذ الاشهر الاولى لبداية ربيعهم الذي دوار الداخلية ان يكون منطلقا لهم , بعد ان افشلت مخططهم دائرة المخابرات العامة الاردنية بأن يكون كميدان التحرير في مصر , فتلاشت احلامهم وخفت بريقهم بصورة ملفتة للعيان, فحاولوا اعادة الكَرَة لغير مكان , فعقدوا العزم على حشد العشرات لمسيرا ت صاخبة لم يتجاوز عددها بضع الاف جُلهم كانوا من رجال الامن والمخابرات , ففرط عقدهم بالانقلاب الابيض الذي قاده بعض من قياداتهم فيما اسموه مبادرة زمزم .
على العموم فشل الاخوان المسلمين في اول تجربة حكم لهم في مصر ,كما فشلوا في سوريا وتونس وليبيا , ولم تعد حيلهم تنطوي على الشعوب لانهم ايقنوا ان ممارسة الاخوان للبلطجة السياسية بثوب الدين ولحاف الشريعة بات مكشوفاً .

فالاخوان المسلمين منذ تأسيس حركتهم وهم يعملون في السياسة ولا علاقة لهم بالدين , وما الدين في نظرهم الا غطاء للجمهرة وتثوير واثارة الناس البسطاء والمحتاجين لاموال مراكزهم وغاية تبرر لهم وسائل الحكم , فلقد كانوا جزء من النظام الاردني منذ عام 1956 ,بل كانوا العصا الذي يضرب به النظام غيرهم من الاحزاب, كما كانوا اخوان مصر جزءا من النظام المصري المباركي الذي انقلبوا عليه واتهموه بانه زائف ما بين اعوام 2005 و 2010, عبر 80 عضوا في مجلس الشعب ، فأضفوا بوجودهم شرعية على نظام فاسد , ولولا وجودهم بمجلس الشعب لكان الامر مختلفا كثيرا , إذا هم جزء لا يتجزأ من الفساد المصري ولا يمكن تبرئتهم من القوانين الظالمة التي صدرت خلال وجودهم في المجلس التشريعي السابق عام 2005 وعمقت جراح المصريين , فاين كانوا من القوانين التي صدرت خلال تواجدهم في مجلس 2005 ,والذي شرّع للمصريين اسوأ القوانين التي ادت بمجملها الى زيادة الفساد والمفسدين , فهل كانوا شياطين خرس مرت القوانين على مرآى ومسمع منهم حتى اضاعت مصر وافقدتها هيبتها ؟.

وقفة للتأمل:" ان الاخوان المسلمين في كل بقعة يمارسون الدين ممارسة غير صحيحة يعتبرونه وسيلة تبرر غايتهم للوصول الى السلطة , ففي عام 1993 في البرلمان الاردني , واثناء انتخابات نائب اول لرئيس مجلس النواب ترشح اثنان من النواب على المنصب, احدهم مع التقدير والاحترام مسيحي ,والاخر مسلم , وعندما طلب انصار المسلم من الاخوان التصويت له, اجابوهم بانهم سنصوت للاخ المسيحي, فنحن نعمل سياسة ولا نعمل بالدين".