نقابة المعلمين وكشف المَكْنُون


ما يحصل في نقابة المعلمين في الأردن كشف حقيقة مشروع الإخوان المسلمين بوقت مبكر وسابق على كلّ من مصر وتونس وليبيا وسوريا ،فما يحصل في نقابتنا اجترّه الإخوان في باقي البلاد العربيّة،وسيصبح نهجا في التعامل مع الآخر . ويتضح ذلك من خلال المشاهد التالية : 
الأوّل: يتعلق بمفهوم الديمقراطيّة،حيث يتضح ابتعادهم عن ثقافتها، وفهمهم المغلوط لها (وربما المقصود)، فقد كشف موقفهم المتشبّث بنظام القوائم المغلقة المطلقة، زيف ما يدّعونه في الشارع ،عندما يطالبون بقانون انتخاب عصريّ ويرفضون القانون الانتخابيّ النيابيّ الحاليّ، مع العلم أنه(رغم عيوبه) أكثر ديمقراطيّة وعصريّة مما يتشدقون به في نقابة المعلمين.
وبالتالي فهم في النقابة وغيرها، يسعون لحياكة قوانين انتخابيّة إقصائيّة متخلفة،يساعدهم في ذلك فهمهم لواقع المجتمعات العربيّة غير المنظمة، بسبب عامل القمع والملاحقة الأمنيّة الذي تعرضت له معظم القوى الوطنيّة عندما حاولت تنظيم نفسها،إضافة إلى الارتباطات الخارجيّة التي ميّزت الإخوان، والدعم الماديّ من قبل مجموعات رأسماليّة في معظمها خارجيّة،فكما في نقابة المعلمين، يتمسك الإخوان في مصر (مثلا) بدستور غير توافقيّ ،بعيد عن العصريّة (الزائفة ) التي ينادون بها، وصدّعونا بتكرارها .
الثاني: حالة الانقسام العاموديّ في صفّ المعلمين، والذي لم يكن لينجح يوما لولا قدرة الإخوان على خلقه وترسيخه من خلال حالة الإقصاء والصداميّة التي يمارسونها داخل النقابة وخارجها،والتي غالبا ما تتأتى عن طريق أدواتهم الذاتيّة (منتسبيهم)،أو من خلال من جنّدوهم من أتباع ودُمى . وبالتالي فهم نقابيون مع أعضائهم وأتباعهم من المعلمين وحزبيون متشنجون إقصائيون مع غيرهم،وهذا ما يحصل حقيقة في مصر وغيرها،عندما أفلحوا في تقسيم المجتمع وتفتيته وزرع الحقد والعدائيّة بين أبناء الشعب الواحد،مع العلم أنّه وفي كلا الحالتين كان لهم الفرصة الكافية ليلعبوا دور الجامع والممثل للجميع، مما ينعكس إيجابا بالاستقرار والبناء والتغيير المنشود،لكنّ مشروعهم المرتبط بأجندات أمريكيّة واستعماريّة، دفعهم إلى استكمال ما رُسم للمنطقة، والذي بدت معالمه واضحة، من خلال الانقسامات المجتمعيّة والفتاوى العبثيّة المنفّرة،والاقتتال بأيدي عربيّة إسلاميّة وسلاح استعماريّ.

الثالث: حرب الإنجازات الوهميّة،وفيها يشترك الإخوان ،وما تزال تسم تصرفاتهم وإن اختلفت الجغرافيا ، فكلّ ما يفعلونه إنجازا تاريخيّا،لا يخرج إلا من ذي ميزة وقدرة وعصمة،حتى لو كان في واقعه سطحيّا وساذجا.
لذلك هم يحوّرون الحقائق أينما رأوها في غير صفهم،ويكيّفون المسوّغات مهما كانت واضحة جليّة،ودون حرج بذلك.
ربما يذكرنا ذلك بعقدة التكبّر والغرور ،إذ إن من أهم مظاهر التعويض عند المُصاب،أنه يتحدث كثيرا عن نفسه وإنجازاته ، ولا يحتمل أن يكون مخطئا أبدا.
ففي النقابة مثلا لم نلمس أيّ إنجاز حقيقي،فحتى النظام الداخليّ، يبقى خارج الزمن طالما لم يخدم مشاريعهم الإقصائيّة،وبالتالي لا نرى منهم سوى خطابا متهافتا بعيدا عن الواقع.
وكذلك الأمر في مصر وغيرها،حين يتغنّون بانجازات(كالإعلان الدستوريّ) أقل ما يُقال عنها: ساذجة ولا ترقى لطموح وحضارة الشعب المصريّ .
الرابع : اغتيال الرموز الوطنيّة،ومردّ ذلك حالة النقص التي يعيشها من وصل لموقع القرار،ولعلّ مبعث تلك الحالة تحالفاتهم (الشبه مزمنة)مع معظم الأنظمة القمعيّة،وبالتالي فإنهم - كحالة نفسيّة - يرون في كلّ وطنيّ سبقهم إلى العمل والتضحية،عدوّ يهزمهم في داخلهم،وللتحايل على حالتهم الانهزاميّة هذه، لا يجدون تحرّجا من التعرض إلى كلّ من يعارضهم بالتشويه والتقبيح،ويجأرون بذلك دون تردد، مستخدمين أسلحتهم من التلفيق والافتراء .
في تونس وصلت أدواتهم إلى القتل المباشر، كما حصل للمناضل شكري بلعيد،وفي مصر والأردن وصل الأمر إلى مرحلة ما قبل التصفية الجسديّة،ولا أظنها (للأسف) بعيدة في كلا البلدين.
نقابة المعلمين في الأردن،كشفت المستور، وأسقطت آخر ورقة توت عن الإخوان ومشروعهم التقسيميّ، الاقتتاليّ، الدمويّ، في المنطقة العربيّة، فهل يأتي الخلاص بشكل عكسيّ هذه المرّة،من تونس ومصر وغيرهما، ليُخرج نقابة المعلمين من محنتها؟





تعليقات القراء

الى رائد العزام
يبدو انك مجند لتشويه صورة النقابة وانت من المعروفين في تاريخه الخياني لحراك المعلمين راجع انجازات النقابة لتعرف انها كبيرة جدا ولكن (قل موتوا بغيظكم)
رد بواسطة موسى فلاح
ليس لتشويه صورة النقابة بل ان اعضاء النقاية و قراراتها لا تخدم مصلحة المعلمين فهي ليست نقابة مهنية بل هي نقابة اخوانية
01-07-2013 07:38 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات