ممنوع التدخين


( تم حجز صيني خمسة عشر يوماً بسبب ضبطه يقوم بالتدخين في حمام الطائرة) الخبر انتهى . قياساً على هذا الحكم بالسجن (15) يوماً بسبب التدخين في حمام الطائرة، فسيتم حجز الغالبية العظمى ممن يمارسون عادة التدخين عندنا قياساً على ما سبق , لارتكابهم مخالفات بسبب السلوكيات السلبية التي يمارسونها بحق انفسهم ومن يحيط بهم .

وحقيقةً أن الأمر يستحق المراجعة ، فالتدخين بين الشباب والشابات ، وممارسات التدخين بين الاطفال والتي نشاهدها يومياً اصبحت مشهداً عادياً ،، وسكوت الأهل بداعي مراعاة الحرية الشخصية يعتبر خرقاً لأدنى مستويات التربية والتوجيه والصحة العامة , حيث ان فاقد الشيْ لايعطيه , فكيف يطيع الولد والده وهو النموذج الذي تعلم منه التدخين , وحتى اذا لم يتعلم الابن التدخين فهو مدخن قصري بطبيعة الحال بسبب تدخين الآباء داخل منازلهم بدون مراعاة لأطفالهم المتواجدين معهم في نفس المكان ، وإنهم باتوا شركاء في السموم التي يتجرعها رب الأسرة جراء التدخين.

كذلك التدخين في الأماكن العامة وبدون رادع، رغم ما صدر عن الحكومة من قرارات بمنع التدخين في الأماكن العامة ، ولكن بدون إجراءات تنفيذية لهذه القرارات . وللأسف تجد الموظفين وحتى المسؤولين في الدوائر والمؤسسات والمرافق العامة ، نماذج تحفيزية للتدخين . فالموظف يخاطبك والسيجارة في فمه , وسائق الحافلة كذلك ، وبعض المدرسين للأسف وهم النماذج التي يجب أن تكون مسلكياتهم قدوة للطلبة , تجدهم يدخنون في الاستراحات مابين الحصص ، حتى العاملون في القطاع الصحي من عيادات ومستشفيات للأسف يدخنون .

والأشد وطأة من كل هذا إنه تم الترخيص لمقاهي تقدم الأراجيل لروادها من الرجال والنساء , فقد أصبحت النساء تلتقي في مقاهي الأراجيل، وبات هذا المشهد طبيعياً جدا ً، ويعتبر مظهراً تقدمياً إنفتاحياً وحضارياً في مجتمعنا الأردني للأسف الشديد.

آن الآوان أن يكون هناك مراجعة لتفشي ظاهرة التدخين في مجتمعنا ، لما تشكله من آفة خطيرة على أبناءنا وبناتنا وزوجاتنا ، وبالتالي على المجتمع برمته ، وما لهذه الآفة من تبعات على غير المدخنين ، والذين أصبحوا في غالبيتهم مدخنين قصريين ، لأنه لم يعد هناك مكان أنت فيه بمأمن من التدخين ، وتعلمون أن الأموال التي تنفق على التدخين تتجاوز ميزانيات كثير من الوزارات والمؤسسات الحكومية ، وما يدفع من خزينة الدولة لعلاج تبعات التدخين على المواطن تقارب هذه النسبة أيضاً . فالى متى تجاهل هذه القضية والتي في نظر الكثيرين تعتبر آفة لا تقل عن افة تعاطي المخدرات سواءً في انعكاساتها الصحية او المالية على مجتمعنا الأردني.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات