سياسة التفقير للمواطن


لماذا يتحول بلدنا من دولة رعاية الى دولة جباية ؟ هذا السؤال يطرحة المواطن الاردني بمرارة ؛ فبعد ان كانت الحكومات المتعاقبة تدعم السلع الضرورية وتحدد اسعارها تحولت الى انصياع للبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية في الغاء وزارة التموين ، بل لم تتنازل الامتيازات الحكومية عن بهارجها وكمالياتها وسياراتها الفارهة ولم تضبط الانفاق الحكومي . ومازال الترهل الاداري يقيم في مفاصل الوزارات والدوائر الرسمية والبلديات .. ناهيك عن ممثلي الشعب الذين يهمهم الحصول على الامتيازات من سيارات وزيادة رواتب ومقاعد جامعية وغيرها. حتى الموظف الذي هو في خدمة الوظيفة ، وهذه الوظيفة تكون في خدمة المواطن ، نرى الآن ان الموقع الاداري مفصلا على مقاس المرشحين لاشغاله ، وبات بعض ابناء الشخصيات المتنفذة يتبوأون أفضل المناصب والمراتب بحكم الواسطة والمحسوبية وليس بحكم الكفاءة. وما أكثر الاستراتيجيات في بلدنا الاردن ، وأشهرها استراتيجية الفقر. ورغم ذلك ، فان انتشار الفقر والبطالة هو بفضل هذه الاستراتيجية التي تعمل على اعادة تدوير الفقر وتوابعه ، ويبقى للمواطن هواجسه الضريبية التي تثقل كاهله وربط حياته المعيشية بأسعار النفط العالمية صعودا اكثر منها نزولا. وكل شيء اصبح مربوطا بأسعار مشتقات النفط المواد الغذائية والكهرباء والماء والكساء وتكرست ثقافة الفزعة لدينا. واصبحت الغالبية العظمى من المواطنين لاتستطيع تحصيل قوت يومهم بسبب كثرة الضرائب وغلاء الاسعار والخدمات وكلف التعليم والمسكن والدواء الذي لايتوائم مع دخل الفرد. ناهيك عن اسعار الاراضي والشقق التي اصبحت خارج قدرة بعض المواطنين. فينتج عن هذا وذاك ان اصبحت بعض القرى والمدن طاردة للسكان بسبب ماذكرت آنفا. علما ان بعض المناطق في بلدنا تحتوي على معادن وثروات طبيعية لايوجد نية لاستخراجها لاسباب ربما نجهلها. وللأسف اضحت عمان عاصمة بلا ذاكرة في بعض مناطقها ، حيث اقيمت المباني الشاهقة والابراج وازيلت مباني اخرى كانت تشكل معالما حضارية ، مثال ذلك فندق فيلادلفيا الذي كان يقع امام المدرج الروماني بوسط العاصمة ، وهذا الفندق حظي بأن نزل فيه جلالة المغفور له الملك عبدالله بن الحسين مؤسس المملكة عندما بدأ بتكوين الدولة الاردنية ومن حوله من احرار العرب. ونسأل ايضا اين مقهى الجامعة العربية مقابل الجامع الحسيني بوسط البلد والكثير من المعالم العمانية القديمة. اما الآن فعمان قد تطورت واتسعت ولكن فيها من البذخ والبطر والاسراف مايوسع الهوة بين طبقات المجتمع الواحد. اننا بحاجة الى ايقاظ العدالة والمساواة بين الناس ولن يتم ذلك الا بتعاون المواطن نفسه مع الجهات الرسمية وغير الرسمية. لقد نشط (نابشو حاويات النفايات) في الآونة الاخيرة نشاطا ملحوظا في معظم مناطق عمان وغيرها من المدن الكبيرة. واصبح (نبش الحاويات) مهنة لبعض الناس ، وكذلك حاجة ملحة للبعض الآخر ، خاصة ممن يبحثون عن بقايا اطعمة او ملابس او غيرها ملقاة داخل الحاويات . ولاشك ان هناك اناس ليس لديهم دخل ولا مورد ، فيلجأون الى حاويات النفايات لعلهم يجدون مايسد الرمق. اما في عمان العاصمة التي اصبحت شوارعها عبارة عن كراجات لسيارات متحركة تفوق طاقة استيعاب الشوارع لها. فهذه الاختناقات المرورية التي تشهدها العاصمة في هذه الايام باتت مشكلة ، نظرا لتزايد اعداد السيارات بشكل كبير ، ناهيك عن الازعاجات من بعض السواقين وخاصة الشاحنات التي تتمتع بامتلاك (زوامير) بواخر وبارجات ، فتجد سائق الشاحنة او صهريج المياه يطلق (زاموره) في النهار وفي الليل ولا يكترث للنائمين ليلا. ولاادري الى متى نتأخر عن البلدان الراقية في هذه النواحي ، مع ان الحلول متوفرة اذا ما ارادت الجهات الرسمية فعل ذلك.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات