جنرال وسمك ومقابر نووية


إضافة لكل جرائم وقاذورات الرأسمالية العالمية, الامريكية والاوروبية, واكاذيبها عن التنوير والديمقراطية وحقوق الانسان والحضارة التي شاهدها العالم كله وبأم عينيه في الممارسات الامريكية والصهيونية في العراق وغزة.. فان المحجوب والمخفي عن الاعين في الصومال يختصر الرأسمالية الامريكية والاوروبية المتوحشة كلها حسب ما ترجمه الزميل بديع ابو عيده عن الصحافة الايطالية في العرب اليوم عدد 30/4 تحت عنوان (هكذا اصبحت قرصانا).

فنقلا عن تجربة احد القراصنة الصوماليين, يلخص لنا هذا القرصان (حسن) المشهد برمته:

1- البداية مع سقوط الجنرال زياد بري بوصفه دكتاتورا, فكانت النتيجة سقوط الصومال برمته منذ عام 1991 وحتى الان. فلم ترث هذا الدكتاتور المركزي احزاب ليبرالية او ديمقراطية بل قبائل وطوائف ومافيات (لا مركزية) يرتبط كثير منها بالمخابرات الامريكية والفرنسية والبريطانية.

2- وبعد ان دخل الصومال في لا مركزية الطوائف والقبائل والمافيات, هرب الفقراء من جهنم هذه اليابسة الى البحر للعيش من تجارة السمك, حيث فوجئوا بان الشركات الرأسمالية الكبرى التي جاءت بذريعة تشجيع الاستثمار في الثروة السمكية, قد بددت هذه الثروة بسرعة ولم يستطع الصيادون الفقراء مجاراتها بقواربهم الصغيرة وشبكاتهم البدائية.

ومما يذكره حسن عندما كان صيادا صغيرا وقبل ان يصبح قرصانا ان سفن الصيد الاوروبية والاجنبية الاخرى, كانت تطلق النار على قوارب الصيادين الصوماليين البسيطة كلما اقتربوا من المياه العميقة, فلم يعودوا قادرين على الصيد في مياههم الاقليمية.

3- وبعد ان بددت الشركات الاجنبية الثروة السمكية الصومالية, بدأت السواحل الصومالية تشهد ظاهرة خطيرة اخرى من قبل سفن اجنبية راحت تدفن براميل, وحاويات النفايات السامة والنووية في الارض الصومالية..

ومقابل تكلفة عالية جدا لدفن كل طن من هذه النفايات, فإن دفن الطن الواحد في الصومال لا يكلفها اكثر من ثلاثة دولارات, مما يفسر ارتفاع نسبة السرطان في تلك البلاد فيما يشبه حملة ابادة جماعية بعد نهب الاجانب ثروتها السمكية..

كما يتذكر (حسن) كيف اقدمت الشركات الرأسمالية (الديمقراطية المتحضرة)!! على قتل الصحافية الايطالية ايلاريا البي بعد ان كشفت هذه الفضائح.. وهو ما يذكرنا بالقتل الامريكي والصهيوني لصحافيين وناشطين عالميين كشفوا الفضائح والجرائم الامريكية والصهيونية في العراق وفلسطين المحتلة.

4- وعندما لم يعد بحر الصومال ملكا لأهله شكل صوماليون ما يشبه خفر سواحل وطنية ضد سفن النفايات النووية الامريكية والاوروبية.

5- ومع الزمن دخلت عناصر ومستجدات محلية واقليمية اخترقت مشروع خفر السواحل وحولتها الى ظاهرة القرصنة المعروفة: زوارق خفيفة, انظمة مراقبة ورادارات حديثة, وشبكات في كل الموانئ على الطريق البحري وصوماليون محترفون في الخارج لادارة المفاوضات مع اصحاب السفن المختطفة.. الخ.

... وبعد من هم القراصنة الحقيقيون, قراصنة الصومال أم قراصنة اوروبا وامريكا من الشركات والاستخبارات الدولية.

العرب اليوم


mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات