نفاق متفق عليه .. !


لم يعد التحايل على الأنظمة في محاولة للقفز العكسي على الكرسي المنشود أمراً مثيراً للدهشة, بل على العكس تماماً فقد بات النفاق والالتفاف واستخدام الأساليب الملتوية الأسلحة الأكثر فتكاً للتعاطي مع الرغبة العارمة في تملك كرسي وفقاً لمقاسات معيّنه تقتضيها الحاجة وهذا بحدّ ذاته يعتمد على كمية النفاق التي يتجرّعها لا بل ويجرّعها بعض المسؤولين لمن حولهم..!!

الكلام الذي كنّا ولا نزال نسمعه ونصغي إليه بشكّ حول الكراسي والحقائب التي تُقلّد وفقاً للأحقيّة والمرتبة الفكريّة والمؤهلات والخبرات العالية ليس صحيحاً على الاطلاق.. كلّه يتمّ بنفاق متفق عليه.. فأيّ كرسي هذا الذي يسلّم للأفضل وللأحق فقط..؟؟!!

وإذا شئنا أن نرقب كافة المناصب الرفيعة والكراسي الوثيرة والحقائب المخملية، نجد على الأغلب أنّ القادم والمغادر وجهان لعملة واحدة.. عملة تُصنّع في ( معامل المحسوبيّة ) وتطبع في ( مطابع النفاق الخاصّة )..!!

أمّا عن (معامل المحسوبيّة) فلكل شيء فيها حساب فريد من نوعه يقوم على أسس ومعايير تصنيعيّة وتسويقية لا مثيل لها ولا مطابق..!! حتّى إنّ للمعمل صلات بمؤسسة ( عكس المعايير وقلب المقاييس ) وهي من يقدّم التسهيلات للمعمل عبر عصابات منتشرة في بقيّة المؤسسات..وإن شئت الأقاليم ..!! ولن أنسى أبداً دور ( مؤسسة التفليس والإقراض المرابية ) والتي لم تتوقف لحظة عن تقديم الدعم المالي للمعمل وللمطبعة, التي سأتحدث عنها فيما بعد,.. طبعاً ليس كرماً منها, إنّما هذا ما تستدعيه المصلحة العليا بزعمها..!!

أمّا بالنسبة لـ ( مطابع النفاق الخاصّة ) فمن الجدير بالذكر أنّها مطابعٌ ليست بالجديدة ولا بالقديمة, إنّما يتم تحديثها باستمرار وباستخدام أفضل التقنيات الحديثة المتطوّرة على أيدي فنيي نفاق مهرة وخبراء عصابات أكفاء لم يشهد لهم التاريخ مثيلاً..!! كل هذا في سبيل الحصول على مخرجات وطنيّة متفق عليها أيضاً..! لاستنهاض الهمم الساذجة والعقول الفارغة من أجل إنشاء مطابع أخرى مماثلة للمطبعة الأصل في غايتها وتمتاز عنها في جودتها وفي قدرتها على بعثرة الحروف والألوان.. فيأتي الفنيون والخبراء للقيام بدورهم في تجميع الألون المتقاربة التي تنتج ما يطمحون عبر حقول مميّزة ذات جاذبيّة خاصّة.. ولا مانع من ( الدهلزة ) المشبّعة بفيتامينات قويّة مؤثرة تقلب الموازيين وتجمّل القبائح..!!

وعلينا أن لا ننسى التطرق لذكر عقودهم الملفّقه مع شركة نجارة تعمل في الخارج لاستيراد كراسي خشبيّة بحجة أنّ الضرورة الوطنية تستدعي وجودها..!! طبعاً هذا كلّه في سبيل المصلحة العليا.. وعلى مبدأ "النفاق المتفق عليه"..!!

مثل هذه المطابع ومثل هذه العصابات كثيرة في بلاد تزعم أنّها البلاد الفاضلة وفي عقول تدّعي أنّها مفكّرة وفي أفواه تتغنى بالمجد والنزاهة..!!

أما آن لنا أن نتخلص من النفاق المتفق عليه..؟؟ أليس من حقنا أن نعيش في ظل وطن ينصّب الأوفياء ويفتح مجالاً للأنقياء ويحرق المطابع والمعامل الموصوفة المبعثرة هنا وهناك..؟!! أم أنّ علينا أنْ نبقى صامتين جاحدين لقدراتنا، متنكرين لأوطاننا.. نرتدي النفاق حلّة زاهية وبألوان ممتزجة بالسواد الداكن الخفيّ..!! حينها فقط سندرك أنّنا فقدنا جزءاً كبيراً من إنسانيّتنا التي طال البحث عنها وكلّه في سبيل المصلحة العليا لـ ( معامل المحسوبيّة الزائفة ) و( مطابع النفاق الراقية ) و(منجرة العم سيمون)..!!



تعليقات القراء

قاريء متمكن
في هذا المقال ما يستحق القراءة والتأمل والتفكير..
06-05-2009 01:20 PM
مش فاهم
مش فاهم المقال كله الغاز
07-05-2009 02:39 PM
الادميرال
الضرورة الوطنية تستدعي وجودهم 000000
و ان حاربتهم سوف يستهدفونك بكلمة واحدة انت خائن لهذا الوطن انت تهدف الى تدمير الوطن
انت خائن لماذا تعلو صرختك في الحجرات المظلمة ؟؟؟
لن تجد جوابا على سؤالك لانك اصبحت مادة اعلامية ترهب من يفكر في تحقيق المصلحة العامة في مجتمع يشاهد كل يوم مولد الة طباعة جديدة تحطم احلام امة تسعى الى الرقي للحصول على مصالح مادية لانهم لا ينتمون الى هذا الوطن بل يسعون الى نهب خيراته و محاربة اي صوت حق قد يخرج من بين الجثث المترامية .

شكرا لك لهذه الكلمات الرائعة
07-10-2009 12:51 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات