حوارات جميلة .. بين الكاتب والمعلق .. !!


باتت الصحافة الألكترونية بين متناول الأغلبية العظمى من البشر ، كلٌ يبحث عما يجول بخاطره من الثقافات بشتى مجالاتها التي تجول بين المجتمعات الأممية حول هذا الكون الكبير . فاستطاعت إلى تقريب المسافات بين الأمم ، حتى بات الانفتاح الثقافي بين الشعوب ، ككتاب واحد في متناول الجميع ولن يكون عصيّاً على من يطرق أبواب معرفته ..!!

العديد من الكُتّاب والإعلاميين يسعون إلى جسْ نبضْ الشارع وهمومه ، وإلقاء الضوء على بعض الهموم والمآسي التي من الممكن أن تقلق أمن وسلامة المواطن في العيش بكرامة الإنسان ، ويحاولون تقريب وجهات النظر ما بين المواطن والمسؤول ، وأبداً لم يكن دوّر الكاتب أو الإعلامي في مقام المسؤول عن حلّ المشكلات التي يتطرق إليها ، لكن دوره يكمن في إظهار المشكلة بما يستطيع من أدلّة دامغة .

وأغلب تلك المقالات أو التحقيقات الصحفية التي تطالعنا يومياً وعبر صفحات المواقع الكترونية الإخبارية أو غيرها ، تتحدث في الكثير من المواضيع التي من الممكن أن تمس همّ المواطن بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، وليس بالضرورة أن يكون الكاتب أو الإعلامي ملمّاً بأدق تفاصيل الموضوع بقدر طرح المشكلة بعنوانها العريض ، ويبقى الإثراء في التفاصيل لأطراف متعددة ، ككاتب المقال أو التحقيق الصحفي وأطراف الخلل ذاته ، والجهات المختصة بوضع الحلول المناسبة للمشكلات على ارض الواقع .

نطالع يومياً العديد من المواضيع والمشكلات المطروحة على صفحات المواقع الإخبارية ، وقد تجد كقارئ العديد منها يلفت انتباهك ، وتدفعك مضامينها أحياناً للبوح بما في داخلك ، لتنشأ بذلك حوارات جميلة ومثرية للموضوع " إذا ابتعدت عن السخرية " فيما بين كاتب المقال و المعلق على المقال ، أو فيما بين المعلقين أنفسهم ، والجميل في تلك الحوارات أنها تخلق جواً من التفاعل مع المشكلة ، وقد نعتبره أحياناً وبصورة غير مباشرة ، بمثابة استفتاء لحل المشكلة المطروحة .

تجد أحياناً العديد من التعليقات لا تمت للموضوع بصلة ، وقد يكون دورها أحياناً ، الطعن في شخص الكاتب أو أسلوبه في طرح المشكلة ، ويعتمد هذا على درجة الثقافة " المعرفية " التي يتمتع بها القارئ في قراءة المقال بصورة متأنية لا سطحية يمر عليها مرور الكرام ، من هنا ينشأ الحوار مابين المعلقين ، أحدهم قرأ المضمون بصورة متأنية ، والآخر قرأه بصورة سطحية ، أو بين مُعلقٍ وآخر في خارج النطاق الذي يتحدث عنه كاتب المقال .
وفي هذه النقطة تحديداً ، لا بد على الكاتب أن يكون متحلياً بالحكمة وسرعة البديهة في كيفية التعامل مع هكذا مواقف ، ويستطيع باسلوب الكاتب المتمكن من استقطاب الطرف الاخر بصورة تخدم مضمون المقال بشكل ايجابي ، لا ان يكون الرد بنفس اسلوب التجريح الذي سيبعد جميع القراء عن الهدف المقصود من المقال ..!!

من هنا ، ومن أجل الوصول إلى مفهوم " كل مشكلة وإلها حلّ " لابد من أن نصل الى مرحلة من الثقافة التي تصب في صلب الموضوع ، وإثرائه بالتفاصيل والآراء التي من الممكن أن توصلنا إلى تقريب وجهات النظر لنختصر الهوّة الواسعة أكثر فأكثر ، ومن ثم نقترب من وضع النقاط على الحروف لحل المشكلة ..!!

akoursalem@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات