الاقاليم .. البلديات


الاقاليم ... مشروع طرح على الساحة الاردنية ودار حوله نقاش طويل وموسع وانقسم الاردنيون على كافة اطيافهم ومستوياتهم وانتماءاتهم من العامل الى أعلى مستويات المسؤولية بين مؤيد ومعارض لهذا المشروع الذي ظل مبهماً في بواطنه .

عقدت الندوات والمؤتمرات والاجتماعات ودارت نقاشات موسعة وأفردت الصحافة مساحات واسعة للحديث عن المشروع وحيثياته وأركانه .

دافع عنه المؤيدون دفاع المستميت وأرادوا ان يصوروه لنا بأنه الحل أ لامثل والانجع لكل ما نعاني منه من قضايا اقتصادية واجتماعية وادراية وخدماتية.

وهذا حالهم عند طرح أي قضية أو مشروع على السالحة الاردنية وربما كما قال البعض أن لهم أهداف وغايات شخصية لا تعدو كونها ايجاد مكان لهم في الساحة الاردنية بعد أن همشوا وغيبوا.

كانت فكرة ملكية بأن نتحول الى اللامركزية في الادارة واتخاذ القرار وذلك لخدمة المواطن والتخفيف عليه الا انهم ارادوا ان يقفزوا على هذه الرؤية الملكية بتحويرها وفقاً لمقاسهم ومصالحهم وقد صوروا كما قال جلالته أن هناك اجماع على المشروع ، ولما تبين لجلالته عكس ما أبلغوه قرر بحكمته وفطنته قطع الطريق عليهم وطي ملف الاقاليم .

البلديات.... ونحن نتحدث عن اللامركزية في الادارة والخدمة تقفز أمام اعيننا البلديات والتي هي المثال الاقوى على تعزيز المركزية الادارية بعد مشروع الدمج الهزيل والذي لم يعد على المواطن بالنفع بل انه ادى الى تراجع دور البلديات في تقديم الخدمة العامة من خلال ما اصاب البلديات من ترهل اداري نتيجة التعيينات الكبيرة التي جرت بعد الدمج بحجة زيادة حجم العمل في البلدية ناهيك عن المعاناة التي يواجهها المواطن الاردني في حال اراد مراجعة البلدية لانهاء معاملة أو المطالبة بخدمة عامة .

من مساوىء الدمج بين البلديات أن البلديات الكبيرة (بلدية المركز) قد ابتلعت موازنة ومخصصات البلديات الصغيرة التي دمجت معها وركزت على تقديم الخدمة لبلدية المركز مهملة المناطق الاخرى والقرى والبلدات التابعة لها والتي بالكاد تحظى بأبسط الخدمات. أما اصحاب الكفاءة في الادارة والعمل البلدي الذين كان لهم باع طويل في خدمة بلداتهم عندما كانت بلديات مستقلة فان فرصتهم تضاءلت ان لم تكن تلاشت في الوصول الى سدة رئاسة البلدية بعد استحواذ أبناء مدينة المركز على هذا الموقع نظراً لضخامة أعداد الناخبين في المدينة، وتفوقها على مجموع البلدات المجاورة، كما يحدث في مدينة اربد على سبيل المثال. مع الاشارة الى أن البلديات المستقلة والمجالس القروية التي كانت قائمة قبل الدمج كانت أكثر كفاءة وقدرة على العمل وتقديم الخدمة الفضلى للمواطن لان رئيسها من ابنائها انتخبوه لانه ادرى بشعابها ومشاكلها ومطالبها وقضاياها .

وبعد ذلك وانطلاقاً من مبدأ اللامركزية غي الاداره لا بد من اعادة النظر في دمج البلديات والعودة الى ما كانت عليه قبل الدمج.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات