حاول مجلس النواب السابع عشر أن يُحلّق بجناحيه عالياً
منسجماً مع آمال وتطلعات ناخبيه الذين صدّقوا كذب النظام وشاركوا في الإنتخابات .. ظهرَ ذلك في عددٍ من القرارات والمحاولات الفاشلة .

حاول المجلس أن يمنع الحكومة من رفع أسعار المشتقات النفطية فأفشلوه .. حاول حجب الثقة عن الحكومة بناءاً على رغبة الشعب فأفشلوه ..
أتخذ قراراً بالأغلبية للإفراج عن الجندي البطل أحمد الدقامسة فرفضوه .. أتخذ قراراً بالإجماع لطرد " القرد ألإسرائيلي " فرفضوه ..أتخذ قراراً بالإجماع لإلغاء
" معاهدة وادي عربة " فرفضوه .. حاول أن يرد قانون الموازنة فمنعوه .. وأخيراً حاول منع الحكومة من رفع أسعار الكهرباء فأفشلوه .. وساهم في هذا الفشل الأخير بشكل واضح ومكشوف "رئيس المجلس .. السرور" الذي كان يعتمد دائماً التصويت الإلكتروني ويقول : حتى لا يشكك احدٌ في نزاهة التصويت .. فناقض نفسه هنا وطلب من النواب التصويت برفع الأيدي أو الوقوف - لغايةٍ في نفس يعقوب – ويكون بهذا قد إنضم الى تحالف الحكومة و الديوان معادياً للشعب .

أرتكب النظام هذه الجرائم بحق الشعب والمجلس.. تارةً بإحضار النواب الى الديوان " مجلوبين بالباص " وتارةً أخرى بواسطة أزلامه المبثوثين في المجلس والحكومة.. فعملوا على قصقصة أجنحة مجلس النواب وتكسيرها فأذلوا هذا المجلس وأضاعوا هيبته .. فأسقطوه وأسقطوا معه كل من شارك في إنتخابه من الشعب .. وهم الذين ما انفكّوا يتحدثون أنهم يريدون مجلسا قوياُ له هيبته .. فمن الذي أضعف هذا المجلس وأضاع هيبته ؟! إذ لم تتحقق له رغبة حتى الآن فصار النواب في حرجٍ شديد
لا يدرون أين يذهبوا بوجوههم من ناخبيهم وشعبهم وخابت آمال الناس الذين صدّقوا الكذبة وشاركوا في الإنتخابات وانتخبوا هذا المجلس .. حيث ضاعت آمالهم في أن ينجح هذا المجلس في تحقيق ولو آمل واحد من آمالهم فقد كانوا يظنون أن – حليمه ناوية تغير عادتها – فاكتشفوا أن حليمه مصرّه على عادتها القديمة .

هذه الجرائم التي أرتكبها تحالف الحكومة والديوان وأزلامهم بحق المجلس والشعب الأردني المهيض الجناح .. رسّخت القناعة التامة لدينا بأن لا نية للإصلاح عند هذا النظام الفاسد الظالم الممعن في الظلم والماضي قدماً بنفس الوتيرة على خطاه القديمة الفاسدة .. وأنه لا جدوى من الحديث عن الإصلاح بعد اليوم .. إذ لا بد من التطوير السلمي لأشكال الإحتجاج والتظاهر والإعتصام والمطالبة بالتغيير الشامل .

وقد ظهر هذا الشعور الآن بين مختلف أوساط الشعب بسبب إصرار منظومة الفساد على فسادها .

ولقد تحدث أفراد وجماعات وهيئات وأحزاب و حراكات عشائرية وشبابية عن التحول الجديد للمطالبة بالتغيير الذي تولّد نتيجة إدارة النظام ظهره لنداء الإصلاح الذي أستمر لأكثر من عامين ونصف .

وبهذا يكون النظام قد أضاع فرصة التفاهم مع الشعب .. مع أن الأمثلة ماثلةٌ أمامه لحكامٍ أضاعوا هذه الفرصة السلمية التي كانت سانحةً لهم للتفاهم مع شعوبهم المطالبة بالحرية والعدالة والكرامة.

لقد أغلق تحالف الحكومة والديوان في وجه الشعب السبل وسدّ عليه المنافذ ويجلده يومياً بسوط الغلاء مع ضعف الرواتب .

أن ما جرى مؤخراً من تحالف الحكومة والديوان ضد الشعب ومجلس النواب لا شك قد ملأ النفوس يأسا ... واليأس صاعق الانفجار .
ضيف الله قبيلات