ناجحون علميا وساقطون اجتماعيا


من المتعارف عليه أن طلب العلم أمرا حثنا الله عليه وقد قال الله تعالى (وقل رب زدني علما ) وقال تعالى أيضا (ورفعنا بعضكم فوق بعض درجات )صدق الله العظيم .

وهناك فرق كبير بين المتعلم وغير المتعلم وفي كل النواحي’ ومن الناحية الشخصية فمن يرغب ويصر على تلقي العلوم المختلفة ينعكس ايجابيا عليه وعلى حياته ويكون دافعا قويا للوصول إلى أعلى مراتب العلم ليكون خبيرا وباحثا ليس في مجال واحد وإنما في عده مجالات ومن ناحية أخرى فأن المتعلم يؤثر على غيره إيجابا فيستفيد من علمه أبناءه وأهله وأقرباءه ومحبيه وكل من يريد الاستفادة مما أكرمه الله من ذلك العلم .

ومن ناحية أخرى فالمتعلم الذي يكون بتلك الصورة التي تكلمنا عنها يعتبر من الأشخاص الناجحين اجتماعيا من خلال مشاركه الناس في أفراحهم وأحزانهم ومن خلال زيارة المرضى وخاصة انه علم ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي ( أن الله يعاتب المرء يوم القيامة فيقول لماذا لم تزرني فيقول العبد كيف أزورك وأنت رب العالمين فيقول الله عز وجل لو زرت فلان لوجدتني عنده ) ومن خلال حديث رسول الله عندما قال( من يزور مريض فان الآلاف من الملائكة يستغفرون له ذهابا وإيابا ) أو كما قال صدق رسول الله .


فالنجاح في العلم من المفترض أن يكون نجاح في كل النواحي الدينية والاجتماعية والأخلاقية وغيرها من النواحي , ولكن ما يحدث في أيامنا هذه أن من ينجح علميا ويحصل على أعلى الشهادات ويتولى مناصب قياديه في الجامعة وفي الدولة ’ ولكن للأسف الشديد يكون ساقطا اجتماعيا ويكون عاقا لوالديه, ويكون قاطعا للرحم ’ومن الطبيعي أن من يكون لديه هذه الصفات يكون بعيدا كل البعد عن الدين الذي هو أساس نجاحنا واستقامتنا وسببا لرضوان الله عز وجل .

مما دفعني إلى كتابه هذا المقال أن هناك الكثير من أبناءنا وإخواننا في وطننا وفي كل بلادنا العربية وممن وصلوا إلى درجات عليا في العلم, وحصلوا على شهادات مختلفة يتصفون بهذه الصفات فتجدهم ناجحون علميا وفي كل الصفوف والمراحل الدراسية والجامعية لكنهم ساقطون اجتماعيا , ويتمثل ذلك ببعدهم عن القيام بأقل الواجبات الأنسانيه والأخلاقية, في مشاركه أبناء عمومتهم وأقاربهم وأبناء قريتهم في العزاء عند فقدان عزيز في هذه البلدة سواء كان هذا الفقيد صغيرا أم كبير رجل أم امرأة طفلا أم شيخا فكلهم أعزاء على أهلهم وذويهم’ وينتظرون من يقوم بعزائهم والتخفيف عليهم ولكن هذا الدكتور أو هذا المهندس أو هذا العميد أو هذا الوزير لا يكلف نفسه بان يقوم بواجب العزاء في بلدته وأكثر من هذا لا يقوم بمجرد الاتصال لنقل العزاء .

هل هذه هي الفائدة المرجوة من الذين حصلوا على الشهادات وتولوا المناصب , أقول إن كانت هذه نتيجة التحصيل العلمي فترك العلم أفضل , وأدعو أبنائنا لقراءة القران في المساجد وحضور حلقات العلم والعلماء وهذا يؤدي إلى تحقيق الهدف وهو اجتماع الدين والأخلاق معا, وهو ما لم يتحقق من خلال الدراسة في المدارس والكليات والجامعات ,ونجدهم أيضا يرفضون المشاركة في أفراح اقرب الناس إليهم واعرف أن منهم لم يشاركوا في فرح ابن شقيقتهم أو ابنه شقيقهم أو عدم القيام بزيارة شقيقهم في المستشفى أو في البيت , وأكثر من هذا عدم زيارة والدته أو والده في شهر رمضان الكريم ولا حتى يوم العيد وإذا كان هو أسلوب التعامل مع الأشقاء والآباء فكيف التعامل مع غيرهم هل هذا ما تعلمه الدكتور وغيره ممن هم على نفس النهج وهل استحق هذا الأموال التي تم إنفاقها من اجل الوصول إلى ما وصل إليه وإنني اعلم أن هناك مشاهد أكثر مما ذكرت.

واترك لكم التعليق



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات