حق الفلسطيني في المقاومة



منذ الازل كان الصراع الممتد بين الحق والباطل والخير والشر مستمرا ينتصر فيه الحق تارة وينتصر الباطل فيه تارة اخرى مع استحالة استمرار الباطل في حال وجود ما يقاومه , خلق الانسان بالفطرة مقاوما منذ اللحظة الاولى لوجوده على البسيطة وتعلم بعقله كيف يطور اساليبه وأسلحته لمقاومة الاخطار والظروف المحيطة به من الطبية والمخلوقات المفترسة وحتى مقاومة ابناء جلدته من الطامعين في مقدراته وقوته , من أجل البقاء .
لذا فان مقاومة المخاطر ومقاومة الظلم والاضهاد هي طبيعة فطرية في جوهر الانسان , والا ما استمر وجودنا ولا تطورنا حتى وصلنا الى ما نحن عليه الان , وهذا يعتبر حقا للانسان كونه المخول باعمار الارض ..
وتعدت اوجه مقاومة الظلم التي يمارسها الانسان على اخيه على مدى التاريخ بدافع الانتهاز وسلب الارض وخيراتها على حساب حقوق الاخرين , وذلك يعود للشر الكامن بطبيعة بعض الفئات التي تتبع شرع الغاب في تصرفاتها فترى قويها يأكل الضعيف ويسلب حقه في الحياة ..

ومن اعظم الامثلة التي يشهدها التاريخ القديم والمعاصر هو ذاك الاضهاد الذي يتعرض له شعبنا الفلسطيني , من خلال احتلال أرضه وسرقة ثرواته وحصاره وحرمانه من ابسط حقوق الانسان كحقه في الحياة , حينما تزهق ارواح ابناءه بدم بارد من قبل مستعمر ارضه وسارق حقه الذي تجاوز بتصرفاته كل الشرائع والقوانين الناظمة لحياة البشرية .
الانسان الفلسطيني تعلم فن المقاومة التي لا استطيع تحديد تاريخ معين ابتدأت فيه , ببساطة يا سادة لان فلسطين ارض منذ الازل كانت محط انظار المستعمرين وساحة يتنازع عليه المتنازعين , فنجدها تاره تحت الاحتلال الصليبي وتارة بيد الفاتح الاسلامي لتسلب فيما بعد من قبل الانجليز وتعطى بغير وجه حق لليهود ليأسسوا على ثراها الطهور وطنا قوميا لهم فيها على حساب السكان الاصليين كما فعلت بريطانيا في الولايات المتحدة التي قامت بذاتها على حساب الهنود الحمر الذين صفيت قضيتهم واندثرت ولم نعد نسمع عن الاستعمار الاميريكي او البريطاني لأرض الهنود الحمر !!!

اللافت ان الشعب الفلسطيني رفض ان يكون كالهنود الحمر ويتنازل عن ارضه ويقبل مغصوبا او راضيا بتصفية قضيته وحقه في وطنه , لذا فقد قاوم الانتهازية والاحتلال بكافة الوسائل وما زال محافظا على ارثه وعلى حقه في العودة وتقرير مصيره في وطنه الذي لم ولن ينساه ..

مقاومة الشعب الفلسطيني للمستعمر اتخذت عدة اوجه عبر التاريخ منها المقاومة المسلحة للاحتلال الواقع على الارض والانسان , ويشهد التاريخ الفلسطيني والانساني قيام الثورات المسلحة والانتفاضات والحركات التحريرية تقاوم الظلم بالطرق المسلحة والمنظمة , ومن التجارب الانسانية فان المقاومة المسلحة كانت من انجع الطرق لرد الظلم واستعادة الحقوق ونيل الشعوب استقلاليتها وحقها في تقرير المصير , وفي ذلك الامثلة الكثيرة التي لا تتسع الصفحات لذكرها حتى ان التاريخ لم يذكر دولة في العالم لم تخضع لحكم استعمار نشأ بدافع الجشع الانساني , وفي كل دولة تحتفل بيوم للاستقلال يذكر تاريخها وجود محتل قاومه الشعب بالسلاح حتى نيل الحرية والخلاص من براثن الطامعين .

ويرافق الكفاح والمقاومة المسلحة للظم نوع اخر من المقاومة السلمية التي تتجلى في الاحتجاجات السلمية والعصيان المدني وتسخير الفن الانساني من الكتابة حتى الشعر والغناء والرسم وغيرها من الفنون التي تثير في داخل الانسان الدافع لبذل نفسه من أجل الحرية وعدالة القضية , ولا ننكر الفضل الكبير لكافة اشكال النضال كان نضالا بالبندقية او نضالا بالقلم أو الريشة أو الكلمة لما لها مجتمعة من أثر كبير لنيل الحقوق المسلوبة وأبسطها حق الحياة .
أكتب من أجل حقي وأناضل بالكلمة ويناضل هو بصوته وبغنائه وبريشته وبالبندقية , أحييه وأحيي الأسير الذي يناضل بأمعائه الخاوية , واحيي الام التي تناضل في زرع الفكر الوطني في قلب طفلها احيي كل قائل كلمة حق في وجه الظلاميين ..

هذه السلسة متكاملة لا تكتمل الا بكافة حلقات وأشكال المقاومة , حتى وان شئنا مدح المناضل السياسي فان السياسة لا ينبغى لها تعطيل أي جزء من اجزاء العمل النضالي والمقاوم , حينما احمل غصنا للزيتون في يميني يجب ان احمل في يساري بندقية وفي صدري محبة وفي لساني كلمة حق وفي جعبتي قلم وفوق جبيني كوفية ..

رسالة الاحرار أن قاموا الظلم اينما كان , ومن وحكم الحياة ان من يلقي البندقية ليقاوم فقط بغصن الزيتون لن يحصد سوى الاوراق الذابلة , ومن يسقط غصن الزيتون ليقاوم فقط بالبندقية سيخلو من انسانيته , اذن فهي السلسلة المتصلة التي لا يجب تعطيل اي من حلقاتها عن اكمال دور الاخر , وقد كفلت العهود والمواثيق الدولية حقوق الشعوب في مقاومة الاستعمار بكافة الوسائل والطرق المؤدية للتحرر واسترجاع الحقوق , فعجبا لقيادة تخلت عن البندقية لتفاوض عن عشر حق شعبها وهذا ما جعل المحتل يزيد في تعنته وغطرسته ..
فأين من يعيد للمقاومة رونقها لقضية لا تزال القضية الاولى والمركزية للشعوب العربية ولاحرار العالم , وأين من يعيد للفلسطينيين حقهم في المقاومة ؟؟

تحية لكل مناضل يقاوم الظلم والاستبداد باي شكل من الاشكال , ولتحيا البندقية .



تعليقات القراء

اراب ايدول
اسال من يصفقون لعساف
23-06-2013 08:09 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات