جهاد طائفي أم صراع ايدلوجي !


أقول، لا فرق بين مسلم سني وشيعي بالنسبة لي، فلست رباً لانزال العقاب على عباده، ولست رسولاً يحكم بما أنزل عليه.
في عام 2013 يقر العلماء فتح باب الجهاد المقدس! نصرة لإخوانهم في الشام. لكن، هل نصرة المتحاربين في سوريا اليوم يسمى جهادا، فالمسلم يقتل مسلم، ومسلم يدمر مسلم.
مع هذا استطيع استيعاب ذلك، وسأكون معه إن كان يتضمن المعنى الواسع للجهاد، البعيد عن الانتقائية.
في التاريخ القريب الذي لم ننساه، جيشت المنابر، وجندت الخطب والخطباء في سبيل دعم الجهاد، لكن هذه الجوقة اعتمد مبدا الانتقائية، المبنية على فكر طائفي عنصري، لا فكر ايدلوجي يؤمن بالجهاد، باعتباره رفعاً لراية لا اله الا الله محمد رسول الله بالدرجة الاولى، ومن ثم تحرير الإنسان وإخراجه من عبادة الأوثان لعبادة رب العباد، ومن ثم تحرير الاوطان المحتلة، هكذا تعلمنا، أو لنقل بصراحة هكذا تم تلقيننا.
أقول تلقين لأن ما تعلمناه بالأمس عن هذه الأمور يتم انكارها اليوم باسم الدين والعلماء، ما شكل انقلابا على الواقع انكاراً له.
الصورة تجسدت في افغانستان خير تجسيد، إذ جندت الجيوش من المقاتلين في سبيل نصرة الاسلام والقضاء على الشيوعية.
اسقطت الشيوعية، هكذا قيل للأمة بواسطة قادتها وألسنة علماءها السائرين في فلك للرسمالية وقيادتها العظمى ممثلةً بالولايات المتحدة الامريكية، لتتربع الاخيرة على عرش العالم كقوة قوة عظمى مرهوبة الجانب لا يتيها الباطل بين بين يديها ولا من خلفها، ولحفظ قوتها وصورتها قامت بافتراس حلفاءها الواحد تلو الاخر، وفي مقدمتهم الذين ساندوها واشعلوا حربا بالإنابة عنها، احتلت الذي حرر، وتطردت الذي دعم وساند !
لكن، فتوى المشايخ لم تراعي ولم تأخذ بعبر الماضي القريب، هذه الفتاوي لم تشمل مثلا المسلمين في البانيا، أو الشيشان أو نيجيريا أو بورما، أو مسلمي الأويغور في الصين مثلا، ونسيت مع سبق اصرار وترصد اعلان الجهاد في فلسطين، وكأنها خارج السياق التاريخي للمكان وللزمان، سيما وانها استبدلته بضرورة فتح الحدود الاسرائيلية لجحافل السياح العرب والمسلمين للصلاة في المسجد الاقصى.
إذن تلك قسمة ضيزى !
جهاد طائفي أم ايدلوجي !
من جانبها، ابدعت جماعة الاخوان المسلمين المصرية المتحكمة بمفاصل القرار السياسي المرتبط بالصبغة الدينية، والتي تواجه بالصد والهجران من قبل عدد من الانظمة العربية لتعارضها مع سياساتها، في انتاج القرار تلو القرار الذي يشيطن الانظمة العربية المناكفة لها، فتارة تنتقد دولة الإمارات العربية، وتارة يمنعون الغاز عن الأردن، وتارة يقطعون العلاقات الدبلوماسية مع سوريا ويعلنون الجهاد الطائفي ضدها.
لكنهم في عين الامر، يبقون على سفارة اسرائيل ويصفون قادتها (بالصديق العزيز) بحجة البرتوكول، ويبقون على تدفق الغاز الطبيعي لها وبأسعار تفضيلية، ويستقبلون الوفد تلو الوفد لعقد المحادثات التي تضمن استمرارية العلاقة بين الجانبين.
فأي تناقض ذلك، إذن، هل يجوز الجهاد ضد بشار الاسد، ولا يجوز ضد اسرائيل؟ وهل يجوز تحرير الأرض السورية على فرض انها محتلة؟ ولا تحرر الارض العربية الفلسطينية ؟
هذه الاساليب دعت الازهر الشريف بإصدار فتوى تحرم الثورة ضد الحاكم، وفي هذا اسقاط لدعوة " مشايخ الاخوان" الاخيرة.
اذن الانتقائية والأوامر الخفية تحكم الفتاوي، بما يتناسب مع مصالح القوى العظمى والتي تسير الاطراف بالريموت كونترول، أيقدر هؤلاء على إعلان جهاد ايدلوجي ضد اسرائيل الايدلوجية !
ختاما: اعلان الجهاد الاخير مع اسقاط فلسطين من خانات أصحابه، اعلان عنصري فئوي مذهبي، يقوم به هؤلاء بالإنابة عن امريكا ومشروعاتها.











تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات