فصل المقال بين الإصلاح والإعتقال ..


قرأت مقالا اليوم للكاتب مهند المبيضين في جريدة الدستور يتحدث فيه عن رؤى الملك و أفعال النخب السياسية وتطبيقها لتوجيهات الملك وفي حقيقة الأمر وجدت المقال في صيغته ممجوجا وسطحيا جدا حين جعل الكاتب الملك منزها عن كل ما يحدث في هذه البلاد من أمور وجب توقفها وفي نفس الوقت فالجميع لا يريد لهذا الوطن ان يقع في اتون أزمة تجر البلاد الى الخراب لذلك فالضرورة تحتم علينا وعلى النخب السياسية وعلى الملك ان نكون في خندق واحد وأن لا يبرأ طرف من تلك الاحداث التي تمر بها بلادنا نتيجة سياسة الحكم التي تدار بطريقة الفزعة في احيان قليلة .
نسمع كثيرا عن الإصلاح السياسي في بلدنا وعن ضرورة أن تسير عجلة الإصلاح بطريقة ترضي جميع الأطراف بما يتوافق ومصلحة الوطن دون المساس بمنجزاته صغرت أم عظم حجمها ولكنها في نهاية الامر ملك للشعب وحده وليست لأحد بحد ذاته فقط ، وشبعنا تطبيلا وتزميرا قبل أيام قليلة عن خريطة جديدة للإصلاح وما أكثر تلك الخرائط التي توضع في الأدراج وكان اخرها ما سمي بالتمكين الديمقراطي الذي بدأت اوراقه العملية تطبق على ارض الواقع بشراكة وتجانس مع أربعة اوراق جاءت كرسائل المهاتما غاندي لأهل الهند قاطبة .
وها نحن اليوم نعيش جزءا من نفحات هذا التمكين وهذا الإصلاح المشوه بطريقة عكسية حين عادت لغة تطبيق الاحكام العرفية لكل صاحب راي عبر عما يختلج في صدره وتحدث بلسان الكثيرين من الجوعى في هذا الوطن ، الذين لم تحن الفرصة لهم بعد ليسدوا رمق أبناءهم نتيجة ما تلخص به خطاب مؤتة قبل يومين من ان السبب وراء كل ما يحدث هو غياب العدالة ، وجاءت الجملة وكان الامر مجرد فضفضة فقط ودغدغة للمشاعر الإنسانية ليصفق المترعشون لأي كلام يقال ، وماذا عن تطبيق العكس من غياب تلك العدالة ؟ لا شيء وكأن الشعب ينتظر فقط كلمة حق تقال في شأنه ولا يمس الجانب الذي يريده .
والمصيبة الكبرى تكمن في صورة إصلاحية تسمى الإعتقال السياسي لكل من تفوه بحقيقة تؤلم اصحاب المعالي والفخامة وتماسيح القصور وغربانها الذين شعبت بطونهم وتنفخت اوداجهم وكروشهم من تخمة المال الذي تكدست به خزائنهم ، وذلك لم يكن إلا على حسابنا نحن ، وما ملكنا من امرنا إلا قول تلك الحقيقة المرة لاننا لم نرى عدوا يربض على أرضنا ويسرق قوت أبناءنا إلا بني جلدتنا الذين حكموا على مدار سنين طويلة وما زالوا يربضون على صدورنا مجددين لجم افواهنا إن نطقنا بتخمتهم وسطوتهم على حقوقنا ، لتبدا عقلية الإعتقال وبطريقة إنتقائية في الزمان والمكان يراد بها إيصال رسالة واحدة وهي خافوا وإصمتوا لعل السوط يقربكم فحذار من بطشنا بكم .
معلم يعتقل ويفرج عنه حين ليعاد إعتقاله من جديد قبل ان يفرح ذويه بحريته التي عادت لتسلب منه ، وأي تهمة تلك التي وجهت لهشام الحيصة إلا ضربا من الخيال ليقال بانه يهز كيان الدولة وسيسقط نظامها إن بقي حرا ، قمة السخف ان تدار الأمور بهذه الطريقة وهل كان لهذا المواطن الذي تصدح حنجرته فقط بحقائق تزلزل كروشهم ان يكون سارقا لخزائن الدولة وهل كان له تأثيرا مباشرا على الزيادة في حجم المديونية وهل كان يملك من امره شيئا حين خصخصت مؤسسات هامة في الدولة وبيعت بابخس الأثمان ؟؟؟؟؟؟؟ تباً .. فأي عقلية تلك التي ترى في سلب الحرية مخرجا من فك الرعب عنها ، من اناس لا تزعزع مبادئهم زنزانة او سجنا على ارض وطنهم ، وأكاد اجزم ان سجانهم يحار في أمرهم .
وأقول لكل من يرى في هذا النهج مخرجا من ازمة تعصف بكرسيه ، لا تجزع يا بني فلو اعتقلتهم جميعا فستجد غيرهم امامك ، فلا تتعب مقابض الحديد الخاصة بك التي تقيد تلك الأيادي لأنك لن تقوى على صنع الملايين منها لتضعها في يد الشعب باسره .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات