فكفكة سوامين براغي الإخوان المسلمين


مما لاشك فيه أن نجاة الاردن من شبح الربيع الصهيوني" العربي" , ووصوله حسب المعطيات السرية والعلنية إلى بر الصيف الهادئ لم يأتي من فراغ , بل كان خلفه جملة من المؤشرات , أهمها على الإطلاق بقاء ملف المسيرات والاعتصامات والمظاهرات وإدارة الشارع الأردني بحلوه ومره بيد واحدة ومطبخ واحد هو " جهاز المخابرات العامة الأردنية ", فأنجزت الطبخة على نار هادئة وادعة لا شلوطة ولا لغوصة فيها كما أرادها المارقين, فاستحق هذا الجهاز التقدير بترفيع مديره العام الى رتبة فريق أول , لإدارته بكفاءة عالية فريق جهاز المخابرات الأردني في مباراة الربيع الدموي الذي أراد فرضه علينا عملاء بني صهيون في الخاصرة العربية , ويجب أن يعلم الجميع بأن الترفيع لشخص مدير المخابرات العامة ليس ترفيعاً فرديا كما يتوهم البعض , بل هو التقدير بعينه لكل فرد في جهاز المخابرات العامة الأردنية.
فالتقارير السرية التي كانت تصدر من بعض أجهزة المخابرات العربية التي يديرها الهنود والسيرلانكيين والبنغال والفلبينيين , كانت كلها تشير الى أن الاردن قد قاب قوسين أو أدنى من السقوط في وحل الربيع الدموي المنتج في مختبرات بني صهيون , وان مشاهدة انهار الدم سيراها العالم في غضون أشهر من انطلاقة المظاهرات قبل أكثر من عامين ونصف العام على شوارعه بعد صدامات دامية واشتباكات دامية بين الأمن والجيش والمتظاهرين, في حين كانت التقارير السرية الصهيونية على الاردن اخف من العربية , بعد أن تنبأت بنجاة الاردن من الغرق في أمواج الوحل القذر الذي أراده بعض العرب للأردن وشعبه .
فالإخوان المسلمين الأكثر تنظيماً والأكثر ارتباطاً دوليا بجهات خارجية, والذي تعول عليهم أجهزة المخابرات الصهيونية وبعض العربية التي تدير ملف الربيع الدموي في كل البلدان التي هبت عليها رياح العاصفة نيابة عنهم, لم يكونوا يوماً خارج نطاق الدولة الأردنية ,مهما تراءى للبعض عنف المشهد وحجم العبارات وارتفاع سقف الشعارات في الاعتصامات والمسيرات.
فلقد كان الإخوان المسلمين في الاردن ولا زالوا أداة طيعة مشاركة بالحكم منذ عام 1956 وحتى كتابة المقال , فكلكم يتذكر بأن الإخوان المسلمين حين غابت الأحزاب والتنظيمات عن المشهد السياسي الأردني منذ ذلك العام بعد إسقاط حكومة سليمان النابلسي وحتى هذه الأيام , لم يغيبوا عن دفة المسؤولية في الاردن , وان رأى من يديرهم بالخفاء ابتعادهم قليلا عن المشهد بين الحين والأخر , متسائلاً : الم يشارك الإخوان بالمشهد السياسي الأردني بالدكتور اسحق الفرحان كرئيس للجامعة الأردنية ووزيرا للتربية والتعليم والأوقاف والمقدسات الإسلامية عام 1970 في حكومة وصفي التل, ووزيرا للتربية والتعليم والأوقاف والمقدسات الإسلامية حكومتي احمد اللوزي عامي 1971 و 1972, ووزيرا للتربية والتعليم والأوقاف والمقدسات الإسلامية في حكومة زيد الرفاعي عام 1973, في أحلك الظروف السياسية التي غشت الوطن وفي ظل غياب التمثيل الحزبي آنذاك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
فالإخوان لم تمارس الدولة الأردنية القسوة عليهم كما مارستها الأنظمة العربية في الدول المجاورة , بل كان إخوان الاردن ملاذاً آمناً لمن ضاقت بهم ارض بلادهم كما حدث مع الإخوان المسلمين في سوريا عام 1982بعد مذبحة حماة والتي ذهب ضحيتها 40 الف قتيل وتهجير 100 الف عن مساكنهم وهروب ابرز قادتها للأردن وعلى رأسهم سعيد حوى.
بقي أن نقول بان الإخوان المسلمين في الاردن الذين تعول عليهم مطابخ إدارة الربيع في بلادنا الكثير الكثير , لا يريدوا الوصول للسلطة , ولا الى تصدر واجهة المشهد السياسي لأنهم يدركون بأن ذلك يشكل مقتلهم النهائي في الشارع , بسبب الظروف الاقتصادية المتردية التي يمر بها الوطن , لذلك فهي تفضل أن تلعب دور حارس المرمى للفريق المعارض في مباراة الربيع الصهيوني العربي , حتى إذا ما أعلن فوز الفريق في المباراة , سيتم وصفهم بالإعلام بان حارس المرمى يشكل نصف الفريق , وإذا ما خسروا الرهان فإنهم سيلقون باللائمة على ضعف خطي الدفاع والهجوم .
وعلى العموم تفيد المعلومات شبه الواضحة بأن الحركة الإسلامية في الاردن رغم بعض السلبيات , إلا أنها وللأمانة الموضوعية تبقى حركة راشدة , لأنها لا زالت أداة طيعة بيد أهم أجهزة الدولة على الإطلاق " دائرة المخابرات العامة " .
ففي تحييد وشق صفوف حركة الإخوان المسلمين ونجاة الشارع الأردني من هول المصائب التي جنت على الأشقاء حولنا , يكمن نجاح المخابرات العامة الأردنية , ولإنقاذ ما تبقى من حركتها التي اهتزت وتعرت أمام الرأي العام الأردني والعربي والدولي بصورة كبيرة , بدأت تراجع نفسها وتعيد اعتباراتها بعد العجز الكبير عن التأثير على الشارع الأردني وتجييشه بالصورة التي شاهدناها في مصر وليبيا وتونس وسوريا, لأنه لم يتبقى أمامها سوى احتماليين لا ثالث لهما : فإما لعب الدور السياسي المعارض الرشيد الذي اختطه لهم جهاز المخابرات العامة الأردنية منذ نشأتهم , وإما فكفكة السوامين التي كانت تثبت براغي تنظيمهم الإخوان, وهذا المؤشر ظاهر للعيان , حيث تفيد التقارير السرية المخابراتية الأردنية أن حركة الإخوان المسلمين في الاردن تمت فكفكتها بعد سحب جمعية المركز الإسلامي الذراع المالي واليد القوية لهم , وانفصال العشرات من قياداتهم المؤثرة , حيث باتت هذه الأيام عشرين جزءا لذلك لم يعد هناك خوف منهم , واراهن على مشاركتهم في الانتخابات القادمة البلدية والنيابية في حال حل المجلس الحالي وهو ما أتوقعه قريبا, بعد أن تكون أجهزة الدولة المختصة قد ضمنت لهم مكاناً محدودا في المشهد السياسي الأردني كما كانوا على الدوام وضمن مساحة عليهم أن لا يتعدوها او يتجاوزوها, فليس كل المظاهرات والاعتصامات التي شهدها الشارع الاردني كانت تدار بيد المعارضة كما يتوهم الاعلام , بل أن غالبيتها المطلقة مظاهرات مدروسة وممنهجة وفق خطة امنية نجحت بصورة كبيرة, فالعاقل السياسي إن لم يجد معارضا له, فعليه الاسراع والمبادرة بصنع معارضين وفق خط أمين.
وقفة للتأمل :" ارتفاع السخط الشعبي في الشارع الأردني الناتج عن إجراءات التقشف الاقتصادي , سيكون من السهل حله برحيل الحكومة وحل البرلمان معا".



تعليقات القراء

حسام البطيخي
من الصعب جدآ التكهن بما تقول ....؟؟
18-06-2013 12:56 PM
يعنون هرتسل
حمده وين والعرب وين
18-06-2013 01:25 PM
ستانلس مورغان
يا سيدي أمريكا لم تقرر بعد في موضوع الأردن؟؟ فلا تستعجل ؟؟
النزام الأردني خدمنا كتير بس هسه أجه وقت التغيير؟؟ بدنا نعرف وجوه جديده غير الوجوه المكلحه الأديمه
18-06-2013 07:41 PM
معقول
كلام متناقض وغير مترابط ويبدو ان الكاتب هذه امانيه
18-06-2013 08:42 PM
طرقعان بيك
وقفة للتفرج
تفضل بالخشوش يعني خش بقلبي
عشان تشوووف قديش انا بتلذذ بقراءة
مقالاتك العبقرية
وقفة للتفكر. انصحك شوفلك مهنة غير الكتابة
اعطي الخبز لخبازة و لو اكل نصة
وقفة للتمثل. يعني امثال.
ما طار طائر و ارتغع.. بتطلع البنت لامها
18-06-2013 09:29 PM
الحارث المحرمي العجوري
وين الزرادية
18-06-2013 09:58 PM
محمد عوضات
يا رجل اين ستذهب من الله يوم الحساب عندما تسأل عن قلمك الذي توظفه للهمز واللمز والطعن في عباد الله
18-06-2013 10:54 PM
سحلول
ً
18-06-2013 11:34 PM
فؤاد 1
مع احترامى وتقديرى لجميع الاجهزة الامنية التى تعاملت فى كثير من الاحيان بحرفية عالية وانضباط قل نظيرة وبتوجيهات من سيد البلاد الا ان الشعب الاردنى شعب واعى وخيطه مع النظام متواصل كخيط معاوية لا ينقطع والعكس صحيح ’ اخلاق العائلة الهاشمية وحكمتها وحنوها على شعبها الاردنى وحتى العربى اكسبها شعبية كبيرة واصبحت رمزا ابديا فى عيون الناس وهذا ما جعل الامور تعود الى طبيعتها رغم ان البعض حاول التشويش وجر البلاد الى صراعات اقليمية او طائفية او جهوية ففشلت كما قلت للاسباب التى ذكرت , الكاتب مع احترامى له كان له دور سلبى فى اثارة الفتن والتهجم على هذا وذاك لكنه ادرك فى التهاية انه لا يصح الا الصحيح هذا اذا لم يغير رايه فى مقال اخر وانصحه الا يفعل .
19-06-2013 01:42 AM
حفيد سيبويه
صواميل وليس سوامين - روح اتعلم عربي قبل ما تكتب
19-06-2013 08:42 AM
ابو علي
اترك الخبز للخباز ودورلك على شغلي ثانية غير الكتابة لتقراء التعليقات وتاخذ قرار
19-06-2013 10:14 AM
علي مهدي
.................
19-06-2013 06:02 PM
ابو الخماخم
..............
20-06-2013 05:07 PM
ابو فيصل
الصهيونية ليست عدو كما تعتقد حضرتك فهم دولة صديقة تربطنا بهم علاقات مميّزة و معاهدة سلام اعادت لنا جميع حقوقنا. زيارات متبادلة على اعلى المستويات ,تبادل دبلوماسي هذا لا يكون الا مع دولة صديقة يا مثقف.لعلمك خالي اسرائيل دولة محبة للسلام و الاستقرار لا يمكن ان يكيدوا لنا الا الخير.
21-06-2013 01:13 AM
الايهم
الصواب لم يأتِ وليس لم يأتي لأن الففعل يأتي سُبق بحرف جزم . ما بدي أعلق يكفي باللغة العربية أنه غير متمكن منها .
21-06-2013 06:53 PM
مواطن قرفان
رغم معارضتي للاخوان المسلمين المتمثل في نهجهم الاقصائي التسلقي الا انني لا اوافقك على ما تقيأت به وانصحك ان تشتغل ميكانيكي اشرف وحفاظا على هيبة الرجولة
رد بواسطة متابع
اشكرك على الرد
22-06-2013 03:13 AM
فؤاد
ابو فيصل شكرا لصراحتك ,الان عرفنا كيف ضاعت فلسطين ’ فاليهود والصهيونية ما كانوا الا اعداء اصحاب الارض التى سرقوها من اصحاب بمساعدة عرب ابوفيصل يا ابو السلام وما زالوا
22-06-2013 07:15 PM
الى فؤاد 17
هل انت نفس الشخص صاحب التعليق رقم9 ,حتى استطيع الرد عليك و شكرا ,ابو فيصل.
11-07-2013 01:04 AM
رياض0000
لا تهرف بما لاتعرف
10-09-2013 02:54 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات