كلنا نشعر بالمرارة ذاتها


ايها الفنان الدكتور شفيق المهدي

  لم اكن اتصور ان محنة الفنان العراقي بهذا الحجم ، حتى استمعت الى مناشدة الفنان المخرج المسرحي الدكتور شفيق المهدي التي وجهها عبر احدى الفضائيات الى ابرز شخصيتين في الحكومة العراقية الاولى فخامة الرئيس جلال طالباني بوصفه من مؤسسي الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق والثانية دولة رئيس الوزراء نوري المالكي ، واستثنى بقية المسؤولين من هذه المناشدة المليئة بمرارة المثقف الذي يعاني من نظرة بعض المسؤولين والسياسيين في العراق القاصرة للفنان العراقي على انه غجري ، وبذلك لايعي هؤلاء اهمية الامن الثقافي ودور الفن في بناء ذوق الانسان وتنمية شخصيته وبنائها بناء حضاريا ، وقد جعلتني نظرة مسؤولي عراق الاحتلال الامريكي للفنانين في العراق بهذا المستوى الهابط ، اشكر الله كثيرا لان نظرتهم الى الصحفيين والادباء والكتاب في العراق اهون كثيرا اذ يرونهم ابواقا للنظام السابق .

وقد بلغت المرارة البلعوم لدى الفنان الدكتور شفيق المهدي حدا تمنى فيه لولم يكن مديرا عاما في وزارة الثقافة هذه الوزارة التي رآها سياسي عراقي وزارة تافهة وليست وزارة سيادية مسؤولة عن بناء الانسان ثقافيا ، ولهذا نراها اليوم وزارة بلاتخصيصات وقد وصل تقليص النفقات الى الحد الذي جعل مجلس النواب العراقي يحرم دائرة السينما والمسرح من تخصيصاتها لتصبح دائرة مشلولة تعبر عن شلل العقلية التي تدير البلاد ، ويدق وزير الثقافة ناقوس الخطر مؤكدا ان دائرة السينما والمسرح مهددة بالاغلاق لانه حتى السلفة التشغيلية  حجبت عنها  من قبل وزارة المالية ، ويشير الى انه  (طرح الموضوع لأكثر من مرة ودولة رئيس الوزراء شخصيا عندما يلتقيني الان يتحسر حسرات كبيرة على الثقافة العراقية وعلى عدم الامكانية لدعم وزارة الثقافة خارج التخصيصات المقررة ) .

 ويقول وزير الثقافة مشددا على ان الثقافة العراقية متميزة بدون انحياز وبدون رعاية هي متميزة فكيف لو وجدت الرعاية الحقيقية ، الفنان العراقي ،الاديب العراقي ،الشاعر العراقي اينما يذهب في أي دولة من الدول العربية يفرض نفسه ويستقطب اهتمام المثقفين في الدول التي تقام فيها المهرجانات او الفعاليات الفنية والثقافية الموجودة ، هذا الامر يحز  بانفسنا هذه الشخصية الادبية الثقافية يجب ان تدعم ويجب ان تكافأ ويجب ان تقدر والذي يحز في نفسي حالة  قد ذكرتها اكثر من مرة عندما ذهبت السينما والمسرح وعرضت في مصر نشاطات لم تكن بأمكانيات مالية الكبيرة ، حصدت الجوائز العالمية في مصر كانت بحدود اربعين الى خمسين دولة مشتركة، كانت الجوائز الكبرى  تقدم الى العراقيين، ولكن من يشاركه من المسؤولين في الدولة او من اعضاء مجلس النواب هذه النظرة المسؤولة ؟

 واعود فأقول ان الفنان الدكتور شفيق المهدي لم يكن لوحده يناشد فقد ناشد الى جانبه وزير الثقافة نفسه الدكتور ماهر الحديثي الذي اقرأ مابين سطور حديثه لاحدى وسائل الاعلام العراقية ندمه وأسفه على مايحدث للثقافة في بلد كان في يوم ما حاضنة للثقافة وراعيا للابداع والمبدعين ، البلد الذي انبثقت فيه اهم مدرستين نحويتين هما مدرستا البصرة والكوفة ، واليوم بلد الثقافة والحضارة تحتضر فيه الثقافة مثلما تحتضر الكثير من الفعاليات الانسانية ، ويبدو ان العراق يسير باتجاه التصحر ليس على مستوى الزراعة والموارد المائية انما على جميع الصعد .

ومادام الفنان غجريا والادباء والصحفيون ابواقا للنظام السابق ، فلاخير في سياسيين يمتلكون مثل هذه النظرة المتخلفة ،ولاغرابة ان بقي العراق على ايديهم في الهاوية ماداموا بهذه العقلية الجامدة ، ومن كان لايعي اهمية الثقافة في بناء الانسان لايصلح لقيادة بلد كالعراق ، هذا البلد الذي يضم كنوزا في كل شيء الا العقليات الهابطة التي ظهرت الى سطح السياسة بعد التاسع من نيسان .

فهل يستمع فخامته ودولته الى مناشدة المهدي الفنان والمسؤول الثقافي الذي تمنى اليوم ان يكون خارج موقع المسؤولية الثقافية ، بعد ان بح صوته من المناشدة فينقذوا الثقافة والمثقفين والفنانين ؟ مثلما هي الامنية ذاتها لدى وزير الثقافة لولا  خشيته من ان يقال انه أنهزم من المسؤولية ؟ !!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات