السودان .. وطائرات ستيلث الأمريكية !!


وأكلة " المجدّرة " الحمر اء !!

*... الكيان العبري – الطارىء على الجغرافيا والتاريخ بالمنطقة – صحيح أنّه يملك الكثير من الأسلحة المتطورة , ومنها أسلحة الدمار الشامل و رؤوس نووية , وقوّة صاروخية وسلاح جو متطور , بطائرات متقدمة بدعم أمريكي متواصل وبغض النظر عن الجالس على كرسي الرئاسة في واشنطون , وغوّاصات نووية ألمانية , ومفاعل نووي فرنسي , لكن بالمقابل ليس بعبعاً ولا نتوهم بأنّه قوّة جبّارة , فهذا الكيان العبري ( اسرائيل ) هزمه ومرّغ أنفه بالتراب خلال حرب لبنان الثانية عام 2006 م ,  بعض المقاتلين العقائديين من أكلة ( المجدّرة الحمراء والبرغل وشوربة العدس مع الفجل والبصل ) المنتمين لحزب الله ...  هؤلاء الذين لم يدرسوا العلوم العسكرية في وست بوينت , ولا في سانت هرست كحال قادة هذا الكيان العبري الطارىء على كل شيء وبكل اللغات ...  والغارة الجويّة البربريّة الأخيرة على السودان الشقيق شنّتها طائرات ستيلث الأمريكية , ولم يكن بمقدور اسرائيل شنّه فلا ننخدع كعرب ومسلمين بهذا الكيان استرداداً لهيبته المفقودة , وهذا ما آشار اليه بالأساس ايلي بن سيمون بموقعه الصحفي المعروف .... فموقع الغارة يبعد عن المجال الجوي العبري ألف واربعمائة كيلو متر , بالرغم من أن تقوم اسرائيل وعبر طائراتها الأف 16 بتنفيذ الغارة والعودة الى قواعدها سالمةً , هو أمر ليس بالمستحيل , وعملية من هذا النوع لا تحتاج الى الدقّة الأستخبارية وكنز معلومات ذهبية , كما ذهب الى تصويرها الأعلام الأسرائيلي , حيث بالغ في تعظيم نتائج الغارة بهدف وغرض معروف ومفهوم هو : استعادة الكرامة والهيبة والسمعة العسكرية الأسرائيلية المفقودة , بعد سلسلة الفضائح التي منيت بها اسرائيل خلال حرب تموز في لبنان عام 2006 م  .... كذلك بعد جرها الى أذيال خيبتها في غزّة هاشم آواخر عام 2008 م ,  بفعل مقاومة الشعب الفلسطيني هناك وكافة فصائله , وخاصةً حركة حماس المجاهدة , وحركة الجهاد الأسلامي . 
*... فهل صدّق العالم – بما فيه عالمنا العربي والأسلامي – مزاعم اسرائيل والتي تمنّعت عن التأكيد من أجل التأكيد بأنّها هي من شنّت وقامت بالهجوم على قافلة أسلحة ايرانية , كانت في طريقها الى هدف ما في السودان , ذهبت الصحف الغربية والأسرائيلية الى بثها وتضخيمها حيث نشرت القصّة نقلاً عن موقع سوداني معارض ومعروف بقربه من البريطانيين والأمريكان بأنّها قافلة أسلحة كانت في طريقها من بور سودان الى غزّة عبر سيناء بعد عبورها لألف وخمسمائة كيلو متر في الآراضي السودانية ... هكذا ؟!

*... فالتطبيل والتزمير لهذه الغارة وتداعياتها , أغفل لا بل تناسى بأنّ تزويد الطائرات في الجو بالوقود ليس أمراً خارقاً , وملاحقة القمر الصناعي الأسرائيلي التجسسي الذي بنته اسرائيل بالأشتراك مع واشنطون وألمانيا , وتم اطلاقه ويتحكمون به بمساعدة الأمريكيين والألمان للقافلة التي خرجت من بور سودان وأنزلت حمولتها على الشاحنات من باخرة ايرانية ثم اتجهت الى الحدود المصرية – حسب رواية الميديا العالمية – هو امر ليس بالخارق , ولسبب بسيط جداً , فما تجمعه الأجهزة المخابراتية الدولية والأقليمية بما فيها العربية تصب لدى رأس النبع , C.I.A  والتوزيع يكون من هناك فتحصل اسرائيل على كل المعلومات وبشكل تلقائي , وعلى هذا الأساس , حينما تنجح اسرائيل وعلى فرض في ملاحقة سفينة سلاح ايرانية قادمة الى السودان ثم تنجح في متابعة شاحنات الأسلحة التي أفرغتها الباخرة , ثم تقصفها , فليس ذلك بالأمر الخارق !! ... لأنّ كل مخابرات العالم الآن تعمل بالسودان كخلية نحل , وكل الأقمار الصناعية الأمريكية والأوروبية وغيرها موضوعة في خدمة هذا الكيان العبري ومخابراته , فأين الأمر الخارق في ضرب القافلة في السودان ؟ وعلى فرض أنّ هذا الكيان العبري هو الذي قام بهذه العملية وبشكل نقي !

* ... نعم وكما أكد ايلي بن سيمون , وأكّدت الذي أكده , تقارير استخبارية دولية واقليمية وعربية , بأنّ من ضرب تلك القافلة لم يكن سلاح الجو الأسرائيلي , بل سلاح الجو الأميركي , وقد بقي الموضوع طي الكتمان , لأنّ الأمريكيين يعملون حول العالم على ملاحقة وقصف أهداف يعتبرونها معادية , دون أن يعلنوا عن مسؤوليتهم كما حصل سابقاً في اليمن وباكستان , وكما خطفوا العشرات من الأبرياء من دول العالم بصمت ... وهكذا قصفوا تلك القافلة بصمت ولم يعلنوا عن الموضوع وتمّ تسليف هذه الضربة لأسرائيل واعارتها انجازاً أمريكيّاً بامتياز , لعلّه يساهم في رد الهيبة والكرامة الأسرائيلية المهدورة على مذبح المقاومة الفلسطينية الباسلة , وعلى مذبح مقاومة حزب الله ولبنان ... ولعلّه أيضاً يخفف من الأضرار التي آصابت قوّة الردع العبرية التي منيت بهزائم وانتكاسات متتالية من عام 1985 م وحتّى هذه اللحظة التاريخية الحاسمة !!

* ... تحدث مرةً رئيس الوزراء البريطاني الأسبق , ونستون تشرشل قائلاً : انّ الأمريكيين لا يلجأون لتطبيق ما هو صحيح , الاّ بعد أن تفشل محاولاتهم في تطبيق كل ما هو خاطىء ورديىء .... لقد استنفذت واشنطون كل مساراتها الخاطئة والرديئة في الشرق الأوسط , وفي جوهر صراعه القضية الفلسطينية , ولم يبقى امامها سوى المسار الصحيح , والذي كلما طال انتظاره , كلما كانت خسائر المصالح الأمريكية في المنطقة أكثر فأكثر , وكما تقول حقائق تاريخ وجغرافيا الشرق الأوسط القديم والمعاصر , هذا وقد تحدث عن ذلك جلالة الملك في زيارته الأخيرة لواشنطون بشكل عميق وقدّم النصح لأدارة اوباما من أجل أن يكون اشتباكها القادم ايجابي بالقضية الفلسطينية , لب الصراع العربي – الأسرائيلي .

* ... ولا بدّ من القول أنّ هناك مخطط اسرائيلي – أمريكي لتفكيك وتفتيت السودان الى ثلاث دويلات , وانّ اريتريا بتمويل اسرائيلي – أمريكي تعمل جاهدةً وبقوّة الى فصل شرق السودان لأسباب استراتيجية وسياسية واقتصادية تفوح منها رائحة الذهب الأسود والكعكه الصفراء .... وما مشكلة اقليم دارفور الاً نتيجة حتمية لمخطط أسود تم حياكته في ليل ... كما يوجد هناك وجود اسرائيلي بشكل مكثف في منطقة باب المندب للسيطرة عليه , مع نشاط اسرائيلي بتسليح لجيوش دول منطقة القرن الأفريقي وخاصةً اريتريا , مع وجود عسكري اسرائيلي أيضاً في أثيوبيا وكينيا وأفريقيا الوسطى , وقد صارت اسرائيل بمخططها هذا قادرة على الوصول الى أي مكان في أفريقيا ( القارة ) , وقد آشارت صحيفة المنار الألكترونية في فلسطين المحتلّة  مؤخراً ,  الى أنّ هناك حرب استخبارية أمنية في أفريقيا بين اسرائيل وايران  .

 *... هذا وقد وصفت أجهزة استخبارات غربية , ما يجري الآن في بعض الدول الأفريقية والتي تعاني من عدم الأستقرار الأمني , من صراعات بين الأستخبارات الأسرائيلية وبعض الأجهزة الأستخبارية المعادية لأسرائيل وبشكل واضح جهاز المخابرات الأيراني ( الفرع الخارجي ) بصراع حقيقي بكل معنى الكلمة , وقد كشفت الدوائر الأستخبارية الغربية عن أنّ المدن الرئيسية في الدول الأفريقية المذكورة تشهد العديد من الحوادث الأمنية التي تثير الكثير من التساؤلات داخل الأجهزة الأمنية  المحلية , كما آشارت الدوائر الأستخبارية الى أنّ هناك دول أفريقية تمنح تسهيلات لأجهزة استخبارية وتتعاون معها لمحاربة تغلغل بعض الأجهزة المعادية للغرب داخل دول القرن الأفريقي , كما كشفت هذه الدوائر عن وجود نشاط استخباري مكثف في الدول المذكورة , حيث يحاول كل طرف احباط محاولات وخطط الطرف الآخر وتسجيل النقاط في نتيجة هذه الصراعات اللامتناهية .

*... من جانب آخر ... وحسب خبراء دوليين – من بينهم عرب ومسلمين – في مجال الأستخبارات العسكرية والعمليات الأمنية الخاصة , هناك في أريتريا أكبر قاعدة عسكرية وبحرية وجوية وأجهزة استخبارات اسرائيلية , بجانب القاعدة العسكرية الأممية ( سي تي ايه 150 ) الأمريكية – الأيطالية – الألمانية – الأسبانية المشتركة في جيبوتي , كما تملك واشنطون في أريتريا محطّات رادارية وأقماراً صناعية تغطي كل السودان ونصف أفريقيا .
*... وبالمقابل تعمل اسرائيل على دعم القراصنة الصوماليون لزيادة عملياتهم لأيجاد المبرّر للوجود العسكري في منطقة القرن الأفريقي , حيث كل عمليات القرصنة أمام السواحل الصومالية الطويلة و/أو خليج عدن لم تختطف أي سفينة اسرائيلية حتّى الآن , الأمر الذي يؤكد المعلومات المتوافرة , بتورط الكيان العبري في دعم القراصنة الصوماليون ... ولا أستبعد لاحقاً – وبعد نشر هذا المقال في وسائل الميديا العالمية – أن يتم اختطاف سفينة اسرائيلية ضمن سيناريو متفق عليه مسبقاً مع القراصنة الصوماليون , لأبعاد شبهة تورط اسرائيل في دعم القراصنة في القرن الأفريقي .

mohd_ahamd2003@yahoo.com
                                       

* عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات