هو الوحيد الذي يعلم وبقية الشعب لايعلم ، وهو الوحيد الذي عرف سر العجز بالميزانية والطريقة القاسية التي لابد من إتباعها للحد من النزيف المالي ، وإن كانت هذه الطريقة تجعل الحكومة تمد يدها لجيب المواطن ، وهو صاحب المعادلات الصعبة والتي يلحقها خيارات صعبة لابد من إمتلاك الجراءة للخروج من عنق زجاجة الأزمة ، وهو رجل المرحل وبقية رجال الدولة كانت هناك عصبة على عيونهم أفقدتهم الرؤية الصحيحة وبالتالي مر عليهم الزمن وقوفا في متاهة البحث والنبش والتدقيق والخروج بحلول .

وأخر ما تمخض عنه فكر وعقل دولة النسور أنه عرف السر في مشكلة فقدان الإنتماء والولاء من قبل المواطن الأردني للحكومة وبالتالي للدولة ، وصرح دولته بجملة إختصر بها كل مشاكلنا في الانتماء وفي علاقة المواطن مع الحكومة سواء بالمال العام أو الإخلاص بالعمل أو بتحقيق الانجازات للوصول بالوطن إلى مصاف الدول المتقدمة ، وهذه الجملة هي " الظلم يفقد الأنفس الإنتماء " .

وهنا يتحدث أبو " العُريف " دولة النسور عن ظلم الدولة وبالتالي الحكومة للمواطن الذي جعل المواطن يفتقد الانتماء ؟ ، سأضع هذه العلامة من الاستفهام لأنني هنا أُعيد توجيه بوصلة دولة الرئيس للإتجاه الصحيح الذي يقول عكس ما طرحه دولته ، فالمواطن الأردني أكثر مواطن إنتماء بين بقية شعوب الدول العربية والدليل أنه المواطن الوحيد الذي تمد يد الحكومة لجيبه كل صباح ومساء كي تأخذ مصروفها منه ولايقول لها شيء بل تجده يبتسم لأنه تعود على وجود هذه اليد في جيبه في السراء أو الضراء .

ولأن حقيقة ما تفلسف به دولة النسور في جملته تلك لا يخرج عن سياق ما يقال شعبيا أنه يتحدث في " الوسيع " وليس في " الضيق " الذي يعيش به المواطن الأردني على مدار الاربعة وعشرون ساعة ، فدولته وطاقمه الوزاري لايدفعون ثمن وقود سياراتهم أو مواصلاتهم ولاحتى كهربائهم وأقساط مدارس أبنائهم أو فواتير علاجهم ، وبالمختصر هم لم يظلموا كي يوضع إنتمائهم على محك مقياس دولة النسور للإنتماء أو عدمه ؟ .