الغش في الامتحانات والتزوير



امتحانات التوجيهي على الابواب ، حيث الشغل الشاغل لشريحة الطلبة واهاليهم واصحاب المكتبات واكشاك تصوير الوثائق ، في فترة الغش الفصلي الوطني والتي تُمارس منذ سنوات تحت نظر وسمع الجميع ، وفي كل غش فصلي لا بد من ابتكار طرق في فن تصوير الروشيتات واساليب تسريب الاسئلة الموسمية ( الحديث هنا ليس عن عموم الطلبة ) انما فقط الغشاشين ومن معهم.
وكأحدى اهم فترات الغش التي سترفد البلد بمن سيقودوها الى مهالك اكثر ، تخرج اصوات الكثيرين ممن يطالب بوقف الغش ، ناسين ان الغش اصبح سمة اساسية في حياة الكثيرين في بلدنا ، حيث تقبُلها اصبح نوعاً ما امر عادي ، اذا كيف ننكر على طالب عملية غش في امتحان وهو يرى الغش يحيط بحياته من الالف الى الياء ، فمثلا ، نغش في المقابلة من اجل العمل ، وعند فحص السواقة نغش ، وعند الانتخابات الوطنية نغش ونزّور ، وفي السياسات الداخلية والخارجية نغش ونزّور وفي المشاريع والاستثمارات نغش ونزّور.
لست ممن يشجعون على الغش لكني اتمنى ان تصل عملية مراقبة امتحانات التوجيهي الى اكثر من كونها ( تنظيم للغش ) فقط . وخصوصاً ان مراقب التوجيهي تحت القسم ، ومع ذلك يحدث الغش بأشكاله واساليبه في وضح النهار وعلى رؤوس المراقبين ( كأشهاد ) وقد يكون المراقب اصلاً متورط بما يحدث .
الامر الذي يقود الى المعادلة التالية
: طالب يغش+معلم يراقب = تشوية لمخرجات التعليم
اما موضوع وقف الغش نهائياً فأني ارى ان ذلك ممكناً عندما يشعر المراقب انه يعمل تحت قانون سيحميه ، اذا ما اعتدى عليه احد من الطلبة او الاهالي ، ولا يتم ذلك الا بعد قطع الشعرة التي تفصل الغش عن التزوير ، وتسمية ذلك كله تزويرا جرمياً يحاسب عليه القانون بكل شفافية ، وذلك ليس ضرباً من خيال فقد اصدرت المملكة المغربية قانونا يجّرم الغش في الامتحانات ، وسيطبق هذا العام لذا فبدل انظمة التعليم المستوردة من الغرب ذات التغليف الراقي ، حبذا لو تبقي وزارة التربية بعضاً من اهتمامها لأولئك الطلبة الذين يصلون الليل بالنهار من بداية العام الى نهايته وهم يسهرون الليل طلباً للعلم وليس للغش .
وحقيقة انا لا استسيغ فكرة ان يكون هنالك اعداداً كبيرة من الناجحين وبمعدلات..... مرتفعة كثيراً لمن غش ، اما من سهر الليل محاولاً الدراسة ...ينجح على استحياء.
وقد تكون مسألة الغش في الثانوية ممنهجة ومخطط لها ، من اولئك المتخمين اصحاب الجامعات الخاصة ولا استبعد ان يكون للحكومات ضلع في عدم وقف الغش بصورة نهائية ، واشك ان السبب ايضا لدى الحكومة ( مادي ) كيف لا اذا ما علمنا ان اصحاب المقاعد في الجامعات الحكومية على التنافس كثيرأ منهم حصل على معدلات عالية عن طريق الغش ، وكون هؤلاء كُثر ولن يستطيعوا التعامل مع مادة الدراسة الجامعية بنجاح في السنوات الاولى ، مما يضطر الكثيرين منهم الى تغيير كلياتهم او ان تحوّلهم ادارات الجامعات الى الدراسة الموازية بعد ايقاف القرض او المنحة او البعثة ، مما يكسب الحكومات الكثير من النقد بعدما يدفع الطلبة اياهم تكاليف الدراسة على النظام الموازي ، يعني الرسوم مضاعفة ..
وهذا يقودنا الى معادلة اخرى
شهادة جامعية+واسطة= موظف فاسد
وهكذا طالب فاسد... وموظف فاسد ...ورب اسرة فاسد ... مجتمع...؟
وان احدا لا ينكر ان الغش التزويري ان جاز التعبير ، يأخذ بيد اولئك الغشّاشين الى افضل الكليات وافضل الجامعات بينما المجتهدون ليس لهم نصيب ، وهنا اقصد الطلبة الذين يذهبون الى الامتحانات يحملون اقلاماً وافكاراً كانوا قد درسوها جيداً وليسوا كمثل غيرهم ممن يذهبون الى قاعة الامتحان وهم ( مفخخين ) بالهواتف الخلوية وروشيتات الغش تاركين خلفهم الاهالي يفاوضون المعلمين على تسعيرة الغش عند تسريب الاسئلة .



تعليقات القراء

معلم
كلام جميل جداااااااااا

واتمنى تحقيق العدل والمساواه بين جميع الطلبه سواءااا بالامتحانات او بقبولات الجامعه ؟؟ لانو في بعض من طلبه الجامعات ما بعرف يكتب اسمه
11-06-2013 01:10 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات