الاول من ايار وحقوق العمال في عيدهم


يعتبر العامل هو المحرك الرئيسي لنجاح اي منظومة اقتصادية او مؤسسة وهو الانسان الذي يمكنه ان يبذل جهدا اكبر من طاقته عندما يجد الاهتمام والامان والطمأنينة في عمله لأن الراحة النفسية في اي مكان اثبتت ان لها وقعا سحريا على الانسان وبها يستطيع تجاوز كل العوائق والصعاب لذا ومن هذا المنطق لايجوز لرب العمل او صاحب المال ان يتعامل معه كآلة معدومة الاحساس وكأنه جماد وبكبسة زر يعمل وبكبسة ثانية ينتهي من عمله دون مراعاة لشعوره او همومه .

لقد نجح اليابانيون والصينيون وابدعوا في اعمالهم وتفانوا في حبهم لعملهم وذلك بسبب انخراط ارباب العمل في الميدان مع العمال ولم تهتم الادارات العليا باظهار الفارق الطبقي والمظاهر الاجتماعية الكاذبة وركوب افخم السيارات ولبس أشهر الماركات العالمية من البدلات ولم يهمها وضع محرمة بارزة في جيب الجاكيت اليسرى ليظهر على انه المدير العام بل كان جل همها نجاح المؤسسة وتسويق المنتجات وتحقيق اعلى ارقام للمبيعات ونافست المنتجات الامريكية والاوروبية كل ذلك بفضل ابداع ذلك العامل وتفانيه واخلاصه في عمله .

يحتفل العمال في جميع العالم بهذا اليوم ولم يأتي ذلك مصادفة بل جاء نتيجة التضحيات التي قدموها عندما ثاروا على الظلم الذي لحق بهم في القرن الماضي من انكار ارباب العمل لابسط معاني الانسانية تجاه عمالهم الذين منهم من دفنتهم الرمال وانهارت عليهم المناجم ومنهم من فرمتهم الالات وقطعت اعضائهم وافقدتهم نعمة الحركة ومنهم من اقعده المرض وقضى عليه وكان الاهمال واضحا ايامها فلم يكن ينظر اصحاب العمل للعامل على انه انسان بل عبارة عن آلة يجب عليها ان تدور من ساعة الى ساعة بل حتى هذا الوقت كان يطول وبدون وجه حق وبدون مقابل الامر الذي دعى فئة منهم للثورة على هذا الظلم وكان لهم ما ارادوا واصبحنا نحتفل بهذا اليوم احتراما وتقديرا لتلك الضحايا التي سقطت وهي تدافع عن حقوقها وتذكيرا بحق العامل وحماية لحقوقه واحتراما لانسانيته .

وبلدنا الاردن كغيره من البلدان يحتفل اليوم بهذه المناسبة ويجب علينا ان نشعر ان هناك اخوة لنا في هذا البلد العظيم قد فقدوا وظائفهم وحقوقهم العمالية تحت مسميات كثيرة منها اعادة الهيكلة و هروب المستثمر وافلاس الشركات او لظلم وقع بهم لوشاية كاذبة وباطلة عند بعض الادارات الظالمة ذات السياسات المتكبرة المتعالية التي تهدد العمال برميهم بالشوارع وكأن الرزق اصبح بايديهم وان شعورنا بهذه الفئات يجب ان يقودنا الى المناداة بحماية حقوق العامل وتوفير اولا وقبل كل شيء الامان الوظيفي وبعدها يأتي التامين الصحي والضمان الاجتماعي وتوفير وسهولة النقل وتحديد راتب يوفر العيش الكريم له ولعائلته وجميع الحقوق العمالية التي نصت عليها القوانين السماوية والدنيوية وعدم الاستهتار بذلك ويجب ان تلغى من قاموس العمل ظاهرة الفصل التعسفي و يجب الوقوف عندها والقضاء عليها ومحاربتها وظاهرة الضغط على العامل ومضايقته وحرمانه من الزيادات وتحميله المسؤولية لكل ما هب ودب من اجل تقديم استقالته وفقدانه لوظيفته وحقوقه ويجب زرع العدالة بين الجميع .

بهذه المناسبة العظيمة اقدم اجمل التهاني والتبريكات لقائد الوطن ومثلنا الاعلى في التفاني والعمل الذي لايتعب المتحمس دائما جلالة الملك عبدالله الثاني الذي تراه يعمل طوال اليوم من اجل رفعة هذا الشعب والارتقاء بالاردن الى الاعالي واهنئ عمال الوطن من مختلف شرائح المجتمع من الجنود الاوفياء والعين الساهرة الامن العام والموظفين في الدوائر الحكومية وعمال المصانع والمؤسسات العامة والخاصة والجمعيات وامانة عمان والبلديات وكل العمال الاردنيين .

وكل عام وانتم بخير ياأيها العمال البواسل في كل الميادين ولن يكون هناك ظلم وانتم في عرين الهاشميين و عرين ابا الحسين .


 

Rabeh_baker@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات