الحكومة تقودنا الى الهاوية


منذ جاءت هذه الحكومة وسوء الطالع يلاحقها لانها تتخبط العشواء وتعطي لنفسها حجماً اكبر من حجمها وبحيث اصبحت الحكومات التي سبقتها مطلباً شعبياً لانها على الأقل لم تشارك بالعقوبات الجماعية على هذا الشعب الطيب من جنوبه إلى شماله ومن جامعاته إلى أحزابه ولتحمل المسؤولية بالنهاية إلى طلاب الجامعات أو إلى الأحزاب او الى اهالي معان أو اربد وتأت بالنهاية للتباكى على فقدان هيبة الدولة التي ساهمت بفقدانها هذه الحكومة مساهمة فعالة عن طريق عدم وجود فريق اقتصادي او سياسي او اجتماعي بها بحيث اعتمدت على قولها الوحيد الكامن في ماضي الرئيس المعارض او في سيرته الذاتية التي لا تغني عن جوع الفلاح المسكين او عرق العامل البائس وجوعت الأطفال وطلبت من اهاليهم ان يكونوا عبيد أقنان للمسؤولين الذين تتعالى اصواتهم على الدوام بأن الاردن واحة أمن واستقرار وكأن لهم يد في ذلك متناسين أن الشعب الأردني بطبيعته وتركيبته الاجتماعية هو الذي أوجد الأمن والاستقرار في بلادنا مثلما هي متناسيه أنها هي ومثيلاتها من حكومات آخر زمن تضع العراقيل في طريق الأمن والاستقرار فالشعب لم يتجاوز على القانون بالوقت الذي ما فتئت حكوماتنا تتجاوز على القوانين وتنتهك الدستور صراحة تارة وبالتحايل والفتاوى تاره اخرى.
ما يجري في مدننا وجامعاتنا وقرانا هو تعبير عن الاحتقان الذي ولدته الحكومة لدينا ولدى ابنائنا كل في موقعه.
حكومتنا تريد ان تكون حكومة الكترونية بالوقت الذي مضى اكثر من نصف العام على سيرها بدون ميزانية او موازنة تقر في مجلس الأمة.
حكومتنا تريد أن تكون برلمانية بالوقت الذي لم تضم في صفوفها نائبا واحدا وبالوقت الذي تضرب به بتوصيات ومقررات مجلس النواب عرض الحائط.
حكومتنا تريد ان تصلح الاوضاع في دول الجوار وشعبنا يعاني من ضنك العيش والخوف من المستقبل بحيث ردد المواطن قول الشاعر "اتقمر بيوت الناس وبيتنا خرب".
حكومتنا تهددنا بأن ترفع الأسعار او نجد لها البدائل, حكومتنا تسعى الى الديمقراطية عن طريق تشكيل الاحزاب الوطنية وتدمر الاحزاب بأن تسعى لاستبدالها بالتكتلات والشللية التي لا يجمعها حب الوطن والانتماء بقدر ما يجمعها السعي الى اقتسام الاسلاب والغنائم والاستيلاء على مقدرات الشعب ان وجدت بشتى الطرق وابشعها.
حكوماتنا المتعاقبة تسعى لاعادتنا الى عهد الامتيازات الاجنبية في عصر الانحطاط العثماني.
حكومتنا بعد ان فرغت من بيع الثروات الوطنية وخصخصة القطاع العام لصالح الشريك الاستراتيجي وتجار الكومشنات من المسؤولين السابقين واللاجئين ومن حيتان الاقتصاد الذين أثريو على حساب العراق من ايام قوات التحالف حتى يومنا هذا جاءت اليوم لتوهمنا بمشاريع المليارات التي نسمعها من دافواس تاره والبحر الميت تاره اخرى دون ان نرى لهذه المشاريع اي اثر على وضعنا الاقتصادي الذي يتردى يوما بعد يوم ليصل إلى نقطة اللاعودة ويبحث عن كونفدرالية مع دول حبر على ورق.
وخلاصة القول لابد لكل مسؤول في بلادنا كائنا ما كان اما ان يعتدل او يعتزل والا ستكون العواقب وخيمه على الجميع وعلى الحكومة أن تعرف أن للعهود قيمة وأن الوفاء بالعهد خلق عربي حافظ عليه العرب في جاهليتهم وبذلوا دونه اموالهم وأنفسهم وابناءهم عرف لهم ذلك من جاورهم من الأمم كالفرس والروم وحوادثم في ذلك مأثورة قد حفظتها بطون الصحف ولسنا بصدد أن نقتصها. لما جاء الإسلام أيد هذا الخلق وأمر به أمرا حتماً لا هوادة فيه. قال تعالى في سورة الإسراء : "وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا" (الإسراء: 34). وقال: وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ۚ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴿٩١﴾" (النحل: 91).

حمى الله الأردن والأردنيين وان غداً لناظره قريب.

نعتذر عن قبول التعليقات بناء على طلب الكاتب



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات