في ذكرى الإسراء والمعراج


من المعجزات التى أعطاها الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم الإسراء وهو إنتقاله من مكة المكرمة الى بيت المقدس وثم عروجه الى الملأ الأعلى ووصوله الى الجنة .والمقصود من هذه الرحلة المعجزة تكريم النبي وإطلاعه على عجائب خلق الله .
معجزة الإسراء ثابتةٌ بنص القرءان والحديث الصحيح ، فيجب الإيمان بأن الله أسرى بالنبي ليلاً من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى وقد أجمع أهل الحق من سلف وخلف ومحدثين ومتكلمين ومفسرين وعلماء وفقهاء على أنّ الإسراء كان بالجسد والروح .
من عجائب ما رأى الرسول في إسرائه :
1. الدنيا : راءاها بصورة عجوز .(وذلك علامة على أنها تفتن المتعلقين بها وهي ليست على شيء)
2. إبليس : راءاه متنحياً عن الطريق .
3. قبر ماشطة بنت فرعون وشمَّ منه رائحة طيبة . (وهي كانت عند فرعون وكانت على دين موسى الإسلام، وعلم فرعون بها وعذبها العذاب الشديد، والرسول مر على قبرها وشم الريح الطيبة منه وأخبره جبريل بأمرها)
4. المجاهدون في سبيل الله : راءاهم بصورة قوم يزرعون ويحصدون في يومين .
5. خطباء الفتنة : راءاهم بصورة أناس تُقْرَضُ ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من نار.(وهم الذين يخطبون بين الناس بالفتنة والكذب والغش)
6. الذي يتكلم بالكلمة الفاسدة: راءاه بصورة ثور يخرج من منفذ ضيق ثم يريد أن يعود فلا يستطيع .
7. الذين لا يؤدّون الزكاة :راءاهم بصورة أناس يَسْرَحون كالأنعام على عوراتهم رقاع .
8. تاركوا الصلاة : رأى قوماً ترضخ رءوسهم ثم تعود كما كانت ، فقال جبريل : هؤلاء الذين تثاقلت رءوسهم عن تأدية الصلاة .
9. الزناة : راءاهم بصورة أناس يتنافسون على اللحم المنتن ويتركون الجيد .
10. شاربو الخمر: راءاهم بصورة أناس يشربون من الصديد(وهو ماء كريه الريح)
11. الذين يمشون بالغيبة : راءاهم بصورة قوم يخمشون وجوههم وصدورهم بأظفار نحاسية .
12. أما المعراج فهو ثابت بنص الأحاديث الصحيحة، أما القرءان فلم ينص عليه نصاً صريحاً .
رحلة الإسراء والمعراج هي ثمار صبر السنين ، وفيض عطاء الله رب العالمين لرسوله الكريم سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم - ، وذلك مصداقاً لقول الله عز وجل : { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
جاءت حادثة الإسراء والمعراج في الأوقات العصيبة لتثبت قلب النبي – صلى الله عليه وسلم – وتشد من أزره ، وهي جائزة، ما بعدها جائزة ، اختص الله سبحانه وتعالى بها محمدا- صلى الله عليه وسلم - ،
وهكذا كانت رحلة الإسراء والمعراج تكريماً من الله لرسوله الكريم كي يخفف عنه ما قاسى من آلام وأنَّ الله مع عباده المتّقين.
كان الإسراء إلى بيت المقدس دون غيره من الأماكن، لما شرفه الله تعالى به من بعثات الأنبياء السابقين، وزيارات الرسل جميعاً له، ولإقامة أكثرهم حوله، وصلاتهم جميعاً فيه، كما أن الله عز وجل قد بارك البلاد التي حوله فالمسجد الأقصى والكعبة شقيقان، واختيار الله سبحانه وتعالى لبيت المقدس ليكون توأماً خالداً لمكة، فهو قبلة المسلمين الأولى، وهو أرض المحشر والمنشر، ومن المعلوم أن المسجد الأقصى المبارك هو ثاني المساجد على وجه الأرض بعد المسجد الحرام وللمسجد الأقصى ارتباط وثيق، بعقيدتنا، وله ذكريات عزيزة وغالية على الإسلام والمسلمين، فهو مقر للعبادة، ومهبط للوحي، ومنتهى رحلة الإسراء، وبدء رحلة المعراج.
إن المسجد الأقصى المبارك كان قبلة المسلمين الأولى ، حيث استقبله الرسول – صلى الله عليه وسلم – والمسلمون نحو ستة عشر شهراً من الزمان ، ومن هنا تتجلى حكمة ربط المسجد الأقصى بالمسجد الحرام في الآية ، وأن ذلك يدل دلالة قاطعة على وحدة المقدسات الإسلامية، والبلاد الإسلامية ، والأمة الإسلامية.
ومن عجائب ما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في المعراج:
1. مالك خازن النار.
2. البيت المعمور : وهو بيت مشرف في السماء السابعة وهو لأهل السماء كالكعبة لأهل الأرض، كل يوم يدخُلُهُ سبعون ألف ملكٍ يصلون فيه ثم يخرجون ولا يعودون أبداً .
3. سدرة المنتهى : وهي شجرة عظيمة بها من الحسن ما لا يصفه أحد من خلق الله ، يغشاها فَراشٌ من ذهب ، وأصلها في السماء السادسة وتصل إلى السابعة ، وراءاها رسول الله صلى اله عليه وسلم في السماء السابعة .
4. الجنة : وهي فوق السموات السبع فيها ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سَمِعَتْ ولا خَطَرَ على قلب بشر مما أعدّه الله للمسلمين الأتقياء خاصة ، ولغيرهم ممن يدخل الجنة نعيم يشتركون فيه معهم .
5. العرش : وهو أعظم المخلوقات ، وحوله ملائكة لا يعلم عددهم إلا الله . وله قوائم كقوائم السرير يحمله أربعة من أعظم الملائكة ، ويوم القيامة يكونون ثمانية .والعرش هو سقف الجنة وهو مكان مشرف عند الله قال الأمام علي كرم الله وجه: إن الله خلق العرش إظهار لقدرته ولم يتخذه مكان لذاته.
6. وصوله صلى الله عليه وسلم إلى مستوى يسمع فيه صرير الأقلام: انفرد رسول الله عن جبريل بعد سدرة المنتهى حتى وصل إلى مستوى يسمع فيه صرير الأقلام التي تنسخ بها الملائكة في صحفها من اللوح المحفوظ .
7. سماعه صلى الله عليه وسلم كلام الله تعالى الذاتي الأزلي الأبدي الذي لا يشبه كلام البشر.
8. رؤيته صلى الله عليه وسلم لله عزّ وجلّ بفؤاده لا بعينه : مما أكرم الله به نبيه في المعراج أن أزال عن قلبه الحجاب المعنوي ،فرأى الله بفؤاده ، أي جعل الله له قوة الرؤية في قلبه لا بعينه ، لأن الله لا يرى بالعين الفانية في الدنيا ، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم :(( واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا ((
والمقصود بمعجزة المعراج تشريف الرسول الأعظم باطلاعه على عجائب العالم العلوي وتعظيم مكانته وأما اعتقاد بعض الضالين أن الرسول وصل إلى مكان هو مركز الله تعالى فهذا ضلال مبين لأن المكان يستحيل على الله عز وجل لأنه من صفات الخلق، ولا عبرة بما هو مكتوب في بعض الكتب الرخيصة الكثيرة الانتشار والذائعة الصيت التي فيها ما ينافي تنـزيه الله تعالى عن المكان والتي يتداولها بعض العوام ، والتحذير منها واجب.



تعليقات القراء

ابو طارق العبادى
بارك الله فيك يا دكتور على هذه المقاله الطيبه وعلى هذا الفهم السليم لهذه المناسبه الغاليه على قلب كل مسلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبة وسلم
06-06-2013 09:29 AM
اسامه قاسم
بارك الله فيك على هذه الماقله وجزاك الله خيرا
01-07-2013 03:16 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات