هل تكسير الأقلام الشعبية يوقف نزيف الجروح الحكومية


لفيف من الحاشية المُوسوسين ، وحشد من صناع القرار الفاسدين وغيرهم من المتسلطين والمتنفذين والمتخاذلين، وطائفة من النواب والأعيان المشرعين وطائفة منهم آخرى على كل ما شرعوه مُصادقين، لعبوا دوراً كبيراً في إقرار قانون المطبوعات والنشر وترسيخ الاعتقاد لدى كل صاحب قرار بعدل هذا القانون وأن هذا الوقت المناسب لإصداره وبالتالي ولادة هذا القانون وخروجة إلى الظلمة حيث لا نور ينتظر هذا المولود ... خرج إلى الظلام ووجد الظُلم ينتظره فرحاً بولادته لأن ولادة إبنه غير الشرعي سيسوغ ويبرر للظلم فرض نفوذه ويكسر الأقلام التي تكتب وتعبر عن رأيها ...بذلك القانون حجبوا المواقع الإلكترونية وكسروا كل الأيدي التي تعبر عن واقع الحال وتكتب عن الفاسدين وأشكال الفساد .... وبذلك أَطْـفِئُوا كل العيون التي رأت الفساد يعم وينتشر.... واخمدوا الأنفاس الديمقراطية وقطعوا هواء الحرية ... فلا ضير إذا مت فلم تعد مهما يا أيها الأردني... ولم تعد تعني شيئاً سواء كنت على وجه الأرض أم تحتها فحياتك ليس لها معنى وصوتك المكبوت لا يصلنا.
من وجهة نظري المتواضعة أتى القانون بالوقت الخطأ والشكل الخطأ لينم عن فشل السلطة التشريعية ويعكس بوضوح تخاذلها وأنصياعها لتحقيق مصالحها الشخصية بعيداً عن مصلحة الوطن والمواطن الأردني ومن خلال منابر المواقع الألكترونية سأوجه كلامي لجلالة الملك لعل صوتي يصل عبر أحد المواقع قبل أن تحجب أو أن ترضخ فلا تنشر أي شيء يتعارض مع سياسة الموالاة وتجميل الواقع الذي نعيشه وتتعارض مع أي كشف للفساد المتفشي والمستفحل وبالتالي قد أبين لجلالة الملك وجهة نظر غيبها صناع الفساد عن جلالته.
مولاي.....!!
أيهما الأفضل أن يخرج المواطن الأردني ليعبر عن رأيه وعن سخطه وغضبه وعدم رضاه عن الوضع المتردي الذي يعيشه في الميادين والشوارع أم يعبر عن ذلك عبر مواقع الانترنت وأجواء العالم الافتراضي؟؟؟
هل حجب المواقع الإلكترونية في ظل الربيع العربي التي نعيش أجواءه فيه صواب أم أنه جانبه؟ بمعنى لو تم حجب هذه المواقع الإلكترونية قبل 4 سنوات فهل سيغضب الشارع كما هو غاضب الآن؟
هل تكسير الأيدي يا جلالة الملك يمنع أن تتعالى الأصوات المخنوقه التي تريد أن تعبر عن الكبت الذي تمر فيه؟ وهل يوقف نزيف الجروح الحكومية تكسير الأقلام الشعبية؟
هل تعلم يا جلالة الملك أن صوت واحد يقف وينادي ويندد في أحد الميادين الحقيقية يعادل آلف صوت ينادي ويندد عبر الفضاءات الافتراضية؟
هل تعلم يا جلالة الملك أن كلمات تكتب في خانة التعليقات على الأخبار المحلية كافية لتفريغ هموم الكثيرين بأسماء مستعاره ممن لا يستطيعون التعبير عنها في العلن؟ وأنا منهم.!
هل تعلم يا جلالة الملك أن العالم الأفتراضي لا يمكن السيطرة عليه وبالتالي إذا سجلت هذه المواقع بأسماء أشخاص أخرين في بلدان أخرى لا يمكن اغلاقها بحجة أنها غير مسجله محلياً؟ كما أن هناك الكثير ن البرامج يستعان بها لفتح كل ما هو محظور؟ ألم يعلم من حجب المواقع الإلكترونية أن كل ممنوع مرغوب؟
هل تعلم يا جلالة الملك أن الصحف الإلكترونية هي البئر الذي يفرغ فيه الأردنيون همومهم ويصرخون فيه ليزحوا عن صدورهم هموم كما الجبال؟فالجسم الأردني مثخن بالجراح يا جلالة الملك فهل هذا القانون فيه إخامد لأنفاس الشعب؟
بإعقتادي أن من سيحجب المواقع الالكترونية سيدفع الناس للخروج للشارع الذي يعرفوا تماماً كيفية الوصول إليه بدل البقاء في منازلهم وبالتالي يكون من حجب المواقع "عورها بدل ما يكحلها" ... وبذلك يصبح كل شيء في بلدي ممنوع.... فالتظاهر ضد الحكومه ممنوع..... والإعتصام لتحسين الأوضاع ممنوع.... وأن تعبر عن رأيك بصراحه ممنوع.... وأن تتكلم ممنوع.... وأن تتنفس ممنوع...وإذا التزمت بتصير مواطن أردني صالح ... وغير هيك يا ريت إنك تموت وتريحنا منك ومن قرفك وطبعا أحسن ما في الموت أنه بريحنا من قرف هيك عيشه في ظل هيك كبت... يحضرني في هذه اللحظه أبيات شعريه للشاعر خليل مطران يقول فيها:ــــــ
شـرِّدُوا أَخْـيَـارَهَـا بَحْراً وَبَرا وَاقْـتُلوا أَحْرَارهَا حُرّاً فَحُرَّا
إِنَّما الصَّالِـحُ يَـبْقَى صَالِحاً آخِـرَ الدَّهْرِ وَيَبْقَى الشَّرُّ شَرَّا
كَـسرُوا الأَقْلامَ هَلْ تَكْسِيرُهَا يمْنَعُ الأَيْدي أَنْ تَنْقُشَ صَخْرَا
قَـطِّـعُوا الأَيْديَ هَـلْ تَقْطِيعُها يَـمنَعُ الأَعْينَ أَنْ تَنْظُرَ شَزْرَا
أَطْـفِئُوا الأَعْيُنَ هَلْ إِطْفَاؤُهَا يمْنَعُ الأَنْفَاسَ أَنْ تصْعَدَ زَفْرَا
أَخمِـدُوا الأَنْفَاسَ هَذَا جُهْدُكمْ وَبِـه مَـنْجـاتُنَا مِـنْكُمْ فَشكْرَا
ما تنسوا الفاتحه عن روح الميت الذي لا يموت المواطن الأردني
د. ماجد احمد الحياري



تعليقات القراء

ابيش احلي من السلط
حقيقا" انت دائما" مبدع يا دكتور ماجد
05-06-2013 02:53 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات