حكومة الدكتور عبدالله النسور تغامر بقيادة البلاد الى حالة من العصيان المدني وهي حالة متفجرة يمكن أن تقودنا الى حالة متقدمة من الفوضى كتلك التي شهدناها قبل خمسة شهور عندما تم رفع أسعار المحروقات. رئيس الحكومة الأردنية يخدع نفسه هذه المرة ويخدع الملك ويخدع الأردنيين إذا ما اعتقد بأن رفع أسعار الكهرباء سيمر بدون تداعيات خطيرة خصوصا أنه يزمع عدم الدفع للمتضررين من الشرائح الفقيرة. ألا يدرك المارشال الدكتور النسور حجم الارتفاع المتوقع في قائمة أسعار المواد التموينية والمعيشية التي ستطرأ في حالة إقدامه على قرار مجنون كهذا؟ ألا يسمع ويدرك احتمالات العصيان المدني ورفض دفع الفواتير والضرائب؟ ألا يدرك احتمالات جلوس الموظفين في بيوتهم رافضين الذهاب للعمل احتجاجا على القرارات المزرية التي يطالعنا بها السيد الرئيس؟ ألا يدرك حالة الجمود والشلل الاقتصادي التي يمكن أن تضرب البلاد والعباد في حالة دفع الناس الى العصيان المدني؟ قرار رفع أسعار الكهرباء سيشكل شرارة تعصف باستقرار هذا البلد الذي يتموضع وسط العواصف من جميع الجهات ونحن نعتقد بأن هذه الإدارة تستفز الناس ويبدوا أنها سائرة نحو تثوير المجتمع والعبث باستقراره وهي ليس لديها بعد النظر الكافي لتدرس أساليب إبداعية وخلاقة للخروج من هذه الأزمة الاقتصادية التي تسبب فيها إدارات ورؤساء حكومات ورؤساء سابقين للديوان الملكي على مرأى من أولي الأمر وأصحاب الحل والعقد من القادة السياسيين.
لا يحسبن الدكتور النسور أن رفع أسعار الكهرباء سيتم تمريره دون تبعات يمكن أن تودي باستقرار الدولة و"حشر المواطنين عند الطور" . يا دكتور النسور إذا كنت تعتقد بأن هوسك في نصب بطاريات باتريوت لحماية الأردن من هجوم مزعوم من سوريا التي لا تستطيع الصمود أمام ثوار الجيش الحر يمكن أن يصبح واقعا على الأرض فإنك لن تستطيع نصب بطاريات باتريوت لمنع العصيان المدني وتحدي الشعب لقراراتكم الظالمة .بصريح العبارة نعتقد أن الدكتور النسور رجل خطير وقيادي غير حكيم وهو يقود البلد الى المجهول .