عندما يشغل شخصا ما موقع المسؤولية ، ويصبح هذا الشخص من الشخصيات العامة ذات التأثير في المجتمع تصبح عملية مراقبة جميع خطوات هذا المسؤول امرا هاما للغاية لان كل خطوة ستكون ذات تاثير على حياة الناس وعليه فان هذا المسؤول يجب ان يكون جريئا وصريحا في نقده لذاته .

يزيد احترام الشخص في نظر الناس عندما يعترف بخطأه ولا يتهرب من المسؤولية عن ذلك الخطأ ويلقيها على ظهور الاخرين وفي المقابل تسجيل اي نجاح للنظام او المجموعة بأسمه فقط.

كثيرا ما نرى في العالم الغربي البرلمانات واللجان وهي تستجوب المسؤول وكيف يصغي الناس الى ذلك المسؤول وهو يتحدث عن الاخطاء التي ارتكبها ، اما في العالم العربي فأننا لا نسمع عن الاخطاء الا بعد مغادرة المسؤولين من مناصبهم وحتى اذا اعترف المسؤول فأن هذا الاعتراف يأتي متأخرا ،ان المسؤول هو شخص مؤتمن على موقعه والمهام التي يجب ان يقوم بها فأذا فشل فأن عليه ان يعترف بخطأه ويرحل ويترك مكانه لشخص اخر ولا يتشبث بكرسيه من اجل المصالح الخاصة .

لا نريد ان تغيب المصداقية عند المسؤول لانه وبكل صراحه عندما لا يقوم بواجباته حق القيام ويكون كل همه المنافع الشخصية او الفئوية فأنه يسقط من نظر المواطن و ينظر اليه بعين الشك والريبة ايا كان موقعه.

نريد لمن يتبؤ المنصب ايـا كان ان يعرف انه وجد في هذا المكان لخدمة المواطن لا ليكون المواطن في خدمته ،لان مواطننا يعاني من الكثير من المشاكل التي في كثير من الاحيان يكون حلها في يد المسؤول ذو الامكانيات اللازمة لحل هذه المشاكل ، كونوا على تواصل مع الناس الذين لا يجدون فرص العمل أو يعانون من تعقيد الإجراءات لدى بعض الجهات الحكومية أو يعانون من انتشار الفساد والواسطة والمحسوبية وغيرها من ظواهر المعاناة التي أصبحت مرسومة على وجوه كثير من الناس .

بكل صراحة لا يكفي مجرد وصول الصوت الى المسؤول بل التأكد من تفاعله مع الشكوى وان يرى الناس السعي الحثيث من قبله من للوصول الى الحل ، لان المصيبة العظمى تكمن في اليأس الذي سيتملك المواطن اذا احس انه لا فائدة من الشكوى وايصال الصوت لان لا حياة لمن تنادي.

ramih84@yahoo.com