إنهم ميتون يا وطني


إنهم ميتون يا وطني، رغم ما يحملون بين جنباتهم من أنفاس تشعرهم بأنهم أحياء، إنهم أحياء بعيونهم فقط، وبعيون من شاكلهم المنظر، فكان قرين لهم كشيطان أحمق. يتدافعون على حياة وهم ميتون، يتسابقون على الفرائس بأسنانهم العاجية ليغتالوك حملا ، أو ليحملوك قربانا لمكائدهم الدنيئة، فلا تجزع عليهم أيها الوطن فهم ميتون، أرادوك محاصصتا بينهم، فلم يغنهم ما اشرأبت إليه أنظارهم، فكان قمعا ما يسجلون من وطنية وهم منها براء.

لملم جراحك يا وطني، فلا تحسبنهم بين ظهرانيك ماكثون، سلبوك أغلى رمزا واستباحوا عذريتك بكل اقتدار، هل تراهم استشرفوا العلياء بفعلتهم الدنيئة؟ باعوك بأبخس الأثمان، ونثروا رفاتك في اسمك الجاري. ماذا بقي منك يا وطني يغتال، فلم يبقوا عنك شيئا يقال، سوى أنك وطن الكثيرين الذين هم منهم براء. يتلونون يا وطني كالحرباء، ويتربصون كالأفاعي، ليفترسوا الحقيقة، ليغتالوا منك البراءة يا وطني، كالاميبا أقدامهم كاذبة، ونظراتهم مريبة، وفي جيوبهم بطاقات جنسية متعددة، ويتشدقون بك في كل محفل، فهم أنا ومن بعدي الطوفان.

أشعر يا وطني بأنك الآن تبكي، فأنت بحاجة إلى أيام طويلة للبكاء، لعل دموعك تطهرهم من فعلتهم، وأنا أعتقد المحال، فهم ميتون لا يشعرون بك يا وطني، وإن شعروا فضحكتهم صفراء، فلملم جراحك يا وطني فليس الجميع كمثلهم، هناك من يدافع عنك يا وطني، لكنهم حيارى يذهلون بما يرون ويسمعون. يعيشون بأمانيهم لكنهم عاجزون، هم كثر لكنهم أيضا ميتون، وغثاء كغثاء السيل، يعرفون ويسكتون، يتحدثون عن الظلم، وعن الخصخصة، ومقدراتك التي بيعت بحفنة دنانير، لكنهم معذورون فالتمس لهم يا وطني عذرا فان لم تجد فقل ربما عذر لا اعرفه. هل أفلست يا وطني من الأحياء، أم تراك تتوكأ على أناس ميتون؟ فلا تحسبهم يا وطني ناجحون ، فهم من جلب لك العار، وأصبحنا أمام الناس متسولون لأبسط شئ، مسلوبين حتى الإرادة، مكبلين بقيود من فساد، نصحوا على الرشوة، وننام على صفقات وغسيل أموال، أعرفت يا وطني أنهم ميتون لأنهم ملكوا كل شئ، وأكلوا كل شئ ولم يتركوا لنا حتى أن نشم أصابع الساقي.
awad_naws@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات