خطبة الجمعة هل فقدت بريقها؟


يوم الجمعة هو العيد الاسبوعي للمسلمين يظهر تفرده من وجوب الصلاة الجامعة في بيوت الله والاستماع لخطبة تذّكر الغافلين منا فالذكرى تنفع المؤمنين.
في هذا اليوم يقتطع ملايين المسلمين من وقتهم لجمعتهم والتحضير لها ساعة من الزمن على اقل تقدير آملين بخطبة تعيد لهم توازنهم بين الروحي والمادي حيث غرق الجميع في اللهاث وراء لقمة العيش فتبدو الحياة وكأنها حلبة صراعٍ مع الإنسان.
في ظهر كل جمعة تعمر بيوت الله بالملايين من المصلين بل أن الساحات والشوارع المحيطة ببعضها تعج بهم ليستمعون لخطبة -كما هو معلوم- تعتبر ركن أساسي في صلاتهم.
اول خطبة لصلاة الجمعة القاها الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة بعد هجرته اليها وشكلت الكيفية التي تؤدى بها خطبة وصلاة الجمعة حتى يومنا هذا.
وإذا كان الشكل قد بقي قائماً من حيث المقدمة والمتن والدعاء على قسمين تسمى معا خطبة الجمعة فإن تغيرات كثيرة طالت الخطبة في هدفها ومضمونها.
يذهب الواحد فينا الى الصلاة بقلب مفتوح وصدر مشروح يبذل جهده أن يؤدي صلاةً خالية من خطأٍ او اثمٍ يبتعد عن قول او لغو حتى ولو "صه" ليكسب اجر الصلاة وثواب التفكر بخطبتها لكن ما أن تنتهي الصلاة حتى تحس أن هناك خطأ ما و تخشى اننا نمارس عادة اكثر منها عبادة.
احدهم يقول والله أنني اذهب الى الصلاة وانا صادق الإحساس والمشاعر والاخلاص لكنني عندما اسمع الخطبة احس بالضيق لما يمارسه الخطيب من استبداد في خطبته.
في ظل خطبة تفرض رأي صاحبها واسلوبه دون نقاش او اختلاف يتجلى الاستبداد في شتى صوره.
مشكلة بعض الخطباء أنهم يعتبرون صمت الناس علامة رضا عمّا يقولون ولا يتلمسون بأنفسهم أثر خطبتهم فهذا منبر خاص تمارس فيه العنجهية والابتعاد عن الوسطية.
كثير من خطباء اليوم يبدو أنه يغرد خارج السرب فهموم الناس في واد وهم في اخر والخطبة هي هواية ممارسة الكلام فالكلمة تجر اختها والفكرة تسوق الثانية دون تفكرٍ او تأملٍ بغرضٍ او هدفٍ او عنوان.
اندهش أحيانا أن الخطيب يوسع في خطبته ويطيل دون غرض غير ملئ الوقت وهو يرى عشرات المصلين في جو حار او بارد يقفون بباب المسجد لا يحس بهم ثم يجلدنا في اخرها بمقولة الحسن خير الكلام ما قل ودل.
خطيب يحرص في خطبته على الفذلكة اللغوية فتتطلع في وجوه المصلين لتجد أن معظمهم لا يفهم العربية واكثرهم من العمال المرهقين الذين يغطون في النوم.
احدهم اتخذ من اختلاف المذاهب موضوعا لا يقبل التغيير لينشر التعصب ويحارب التسامح.
واخر يسمع اثنين في المسجد يتهامسان بخصوص ضيق المكان فينهرهما بأسلوب فج ويطلب منهما أن يسكتا أو يخرجا ظاناً أن له سلطة غير السلطة الادبية.
في خطبة جمعة بدأ الخطيب خطبته عن قرب بدء العام الدراسي وأكبرت ذلك فالموضوع يهم الجميع لينقلب الشيخ فوراً الى مهاجمة مدرسي الشرعية الذين يعلمّون ابناءنا وبناتنا الرقص والمجون في مدارسنا!.
بعد الخطبة سألت عن قصد الشيخ فقيل لي انه معروف بتزمته ولا يقبل مناقشة احد.
المقدمة عند بعضهم خطبة والدعاء في اخرها اطول منها ويمتلئ بدعوات التطرف فهو يريد قتلهم بددا وحصدهم عددا ويطلب الدمار لكل من حولنا وتشتيت من يختلف معنا.
دعونا نقولها بصراحة أننا اليوم لم نعد نصلي وراء ائمة أو نستمع لخطباء بل يتولى امرنا موظفون مأجورون لكن نخشى أن ممارساتهم تنفر الناس لتصبح الجمعة وخطبتها لا مغزى لها ما دامت لا تحقق الغرض.
ذلك لا يمنع وجود فئة قليلة من الخطباء يقدمون عرضا مسئولا مخلصا ومفيدا يستشعرون مكانة المنبر وقيمة الخطبة واحساسهم بمن يخاطبون فيقدمون طرحا وازناً غير مخل تشعر معه أنك عدت الى بيتك بحبٍ ورضا.
منصور محمد هزايمة الدوحة - قطر



تعليقات القراء

بني هاني
كلام صحيح مئه بالمئه
01-06-2013 09:24 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات