لم يعد الشعب مصدرا للسلطات!!


هذه المادة الدستورية منذ وضعت بالدستور وهي حبر على ورق وفي عهد المغفور له الملك حسين لم يشعر الاردنيين بحقيقه عدم اعمال هذه المادة لقرب الشعب من قيادته ولوجود مطبخ سياسي حول القائد أفضل آلاف المرات من هذه الأيام. أما في هذه الأيام وفي عصر الانترنت والتكنولوجيا والحكومات الالكترونية لم يعد للتعامل مع الشعب اهمية أكثر من التعامل مع ارقام جميعها سهله وكأنها صفر على الشمال.
في الأيام الماضية عرف الأردنيون من رؤوساء الحكومات ما يعتز بهم على مدى الأيام فلم يكونوا خبراء بالتدليس ولم يكونوا بحاجة لان يسألهم الشعب "من أين لكم هذا؟!" ولم يكونوا على علاقة بالبنوك والكومشنات ولم يتملكوا قصوراً على حساب الفلاح الاردني البائس والعامل المسكين.
ويكفينا أن نعرف ان حسن خالد ابو الهدى بعد وفاته كانت تتقاضى زوجته راتبا تقاعديا لا يصل عشرة جنيهات وان توفيق أبو الهدى لم يجدوا من مخلفاته سوى عبائه واربعين جنيه اهديت له من السعودية وأن سمير الرفاعي عند وفاته كان مدينا للمصرف الزراعي بمبلغ انثى عشر الف جينه لم يملك لسدادها سوى قطعة ارض اشتراها السفير السعودي بقيمة القرض. الى جانب اولئك كان ممثلي الشعب في المجالس التشريعية والنيابية زعامتهم موثوقه بدأوا باثنى عشر ممثلا ناقشوا اعقد المعاهدات والاتفاقيات ولم يساوموا على حقوق الشعب, وها هم ممثلي الأمة اليوم اصبحوا مائة وخمسين لا يحسب لهم رئيس الحكومة اي حساب وما دعاني للكتابة بهذا الموضوع مقابلة رئيس الحكومة مع صحفية صهيونية وتصريحه بأن الحكومة هي المخوله بطرد السفير وقطع العلاقات مع الدولة ليخبر الصهاينه أن قرارات مجلس النواب وتوصياته في سلة المهملات وكذلك تصريحاته بالداخل بأن تصريحات رئيس الحكومة بموضوع رفع اسعار الكهرباء التي احال اقرار صدورها على النواب لا على حكومته التي اتفقت مع صندوق النقد الدولي وكذلك تصريحات وزير خارجيته بأننا نساعد المعارضة السورية وكأن الشعب الاردني لا رأي لهم ولا استجابة للمثليهم.
وخلاصة القول يبدو ان اهتمامات الاجيال التي عاصرت الملكية الثالث كانت موثوقه ومعتبره من القيادة والوطن أكثر من هذه الأجيال التي معظمها لا تعرف معنى الانتماء الحقيقي للوطن وللتاريخ وللجغرافيا وكل همها الانترنت والفيس بوك والتويتر والاعتماد على الحاسبات، هذه الاجيال لا يعرفوا من تاريخنا البناة الاوائل, لا يعرفوا من هو شمى الدين سامي او نجيب ابو الشعر او عودة القسوس او رفيفان المجالي أو عطا الله السحيمات او حسين الطراونة او سلطي الابراهيمي او عيسى العوض او وصفي التل او هزاع المجالي او شفيق رشيدات او عبد الحليم النمر او عاكف الفايز او صالح المعشر او عبد المنعم الرفاعي او سعد جمعة او فوزي الملقي, هذه الاجيال تعرف عن لاعب برشلونه بيول او الممثلة جين فوندا اكثر مما تعرف عن بناة الأردن واستقلاله.
هذه الأجيال لا تعرف ما جرى من هدر للحقوق في فلسطين سنة 1948 ولا تعرف عن اتفاقية رودس ولا تعرف كيف ضاع الجليل الاعلى بجره قلم, هذه الأجيال لا تعرف الزراعة ولا الصناعة واكتفت بالهمبرغر والبلاك بيري.
وساعد على ذلك التردي حكومات تعيسه مرت على هذا الوطن لتنفذ مخططات لا تعرف حقوقها وواجباتها الدستورية تساعدها في ذلك مجالس نيابيه يفصل اعضاؤها على مقاسات حكوميه يقال لها ستاندرد. حكومات تطالب بحقوقها الدستورية كصاحبة ولايه عامة ولا تسمح لغيرها ان يطالبها بالتزاماتها الدستورية ويكفينا استشهاداَ بالدستور وبمؤسساته كالبرلمان الدستور الذي الزم الحكومة بعرض اية اتفاقية تمس بحقوق الاردنيين على ممثلي الشعب الا ان الحكومات لم تتقيد بهذه المادة ذات يوم لا بالصخر الزيتي ولا بميناء العقبة ولا بتوسعة المطار ولا بقية القضايا التي هي نبع الفساد في بلادنا منذ بداية هذا القرن.
حمى الله الأردن والاردنيين من سيئات اعمالهم وان غداً لناظره قريب

نعتذر عن قبول التعليقات بناء على طلب الكاتب



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات