فاضل الربيعي يكشف من عمان عن اتصالات بين البعث وطهران تؤدّي إلى صعود عراقيّ إلى سدّة رئاسة الوزراء من البعثيين السابقين


جراسا -

خاص- كشف المفكّر والباحث العراقيّ فاضل الربيعي عن اتصالات يجري الترتيب لها بين البعث وطهران بضغطٍ من الرياض من أجل حل سياسيّ يشبه الحلّ الذي جرى تطبيقه في الجزائر ، ولم يستبعد المحاضر أن تؤدّي الظروف إلى صعود عراقيّ إلى سدّة رئاسة الوزراء من البعثيين السابقين بعد التوافق عليه بين قوى عربيّة وإقليميّة ودوليّة ، وضمن شروط تستبعد حزب البعث لكن لا
تستبعد تمثّله بشخص مرشح.

ونوه الربيعي في اللقاء الشهريّ الثالث لمنتدى الفكر العربيّ لهذا العام و أداره عصام الجلبي ، عضو مجلس أمناء المنتدى ، تحت عنوان "عراق ما بعد انتخابات مجالس المحافظات"، إلى أنَّ انتخابات مجالس المحافظات في مطلع العام الحالي سوف ترسم بالتلازم مع تمرير الاتفاقيّة الأمنيّة الاستراتيجيّة مع الولايات المتحدة ملامح "عراق آخر" مختلف كليًّا ، وقد يعيش طويلاً في قلب قطيعة تامة مع تراث "الدولة المركزيّة" التاريخيّة.

ولفت الربيعي النظر الى إنه يمكن التكهّن بأنَّ المرحلة المقبلة من ترتيب أوضاع العراق، وبعد الانسحاب الأمريكيّ المتوقّع في نهاية عام 2010، ستكون مرحلة انتقاليّة طويلة نسبيًّا، تتحوّل خلالها الدولة المركزيّة بالتدريج إلى طرف من بين أطراف "مركزيّة" صغيرة متعدّدة. وأشار في هذا الصدد إلى أنَّ المحافظات العراقيّة تشهد في الوقت الحالي تناميًا مطردًا في المشاعر والدعوات المبطّنة - لدى الأفراد والقادة الاجتماعيّين والسياسيّين المحليّين - للاستغناء عن الدولة المركزيّة، من خلال الترويج لفكرة إنشاء مؤسّسات محليّة تقدّم خدمات مماثلة لخدمات مؤسّسات الدولة المركزيّة.

واعتبر الربيعي أنَّ القوى التي سوف تصبح قائدة للمجالس في محافظات الجنوب والوسط ، أي الحكومات المحليّة المصغّرة ، تمتلك، فضلاً عن النفوذ، قوّة التشريع القانونيّ الذي أتاحه لها القانون الانتخابيّ، وكذلك المال الذي ستقدّمه لها الحكومة المركزيّة عن طيب خاطر من خلال تمرير قانون النّفط والغاز، الذي أصبح أمر تمريره ممكنًا بسهولة أكبر، نظرًا للتلازم بين عمل الحكومات المحليّة المقبلة ونشاطها في ميدان الإعمار والخدمات، وبين تنامي النزوع السياسيّ لتقاسم ثروة البلاد بسرعة
بحجة التعجيل في تقديم الخدمات.


وأشار ضمن ذلك إلى أن نتائج الانتخابات العراقيّة أسفرت عن تحجيم أدوار قوى معيّنة عُرِفَت بقوّة ارتباطاتها مع طهران، وفي الوقت نفسه عن صعود قوى ناقدة للدور الإيرانيّ.واختتم الربيعي بالقول إن طبقة جديدة من الإداريّين في المحافظات الجنوبيّة والوسطى، وبدعم خفي من الجيش الجرّار للمقاولين الطفيليّين، الذين ينتشرون اليوم في كلّ مكان، يعملون على إثارة نزاعات قانونيّة وإداريّة وسياسيّة مع المركز تحقيقًا لاستقلاليّة "المراكز الطرفيّة"؛ إذ سيتحوّل العراق بالتدريج إلى بلد مؤلَّف من حكومة "والي بغداد" المركزيّة الضعيفة، المُحاطة بسلسلة من المراكز، أو عراق ما فوق فيدراليّ يتحوّل فيه المركز إلى طرف فيما تتحوّل الأطراف إلى مراكز.

وحلَّل المحاضر طبيعة الدور الإيرانيّ؛ مشيرًا إلى تناغم تكتيكيّ بين بغداد وطهران في الموضوع المتعلِّق بالاتفاقيّة الأمنيّة الاستراتيجيّة، يرتبط بتطوّر الموقف الأمريكيّ إزاء المشروع النووي الإيرانيّ واللهجة التصالحيّة للإدارة الأمريكيّة الجديدة برئاسة باراك أوباما إزاء دور إيران الإقليميّ ونفوذها في العراق.


يذكر أنَّ فاضل الربيعي يعمل رئيسًا لتحرير جريدة "الحقيقة" الأسبوعيّة، وباحثًا متفرّغًا في المركز العراقيّ للدراسات الاستراتيجيّة في عمّان، وخبيرًا في مركز دراسات الوحدة العربيّة
في بيروت ، وهو أيضًا رئيس تجمُّع الأدباء والكُتَّاب العراقيّين المناهضين للاحتلال، وعضو اتحاد الكُتَّاب العراقيّين ونقابة الصحافيّين العراقيّين واتحاد الكُتَّاب الهولنديّين. وله مؤلَّفات فكريّة وسياسيّة، إضافة إلى مؤلّفات عدّة في المثيولوجيا ودراسات الكتاب المقدّس واللغة العبريّة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات