دولة الرئيس .. من الدوار الرابع الى صالة الافراح!!


في ذات يوم كانت الصالة تعج بالمعازيم , وهم من اصحاب النظارات الداكنةالسوداء , وربطات العنق الانيقة , وكان الكل بانتظار حضور اصحاب الدولة ,فالمعلومات الاولية حتى الآن هي مشاركة أحد اصحاب الدولة ,وقد يكون هناك صاحب دولة آخر, لا ندري, فالموعد اقترب, ومن سيحضر سنراه ,كان والد العروس قلقا مرتبكا فقد اكتمل الحضور دون ان يأتي دولته ,وبدا عليه القلق والارتباك جليا, فقد كان يدور نظره بين ساعته وباب الصالة وجهازه الخلوي الانيق ,وتنفس الصعداء واخذ يوازي ربطة عنقه ويستعد , فقد سمع هناك لجب على بوابة الصالة فاعتقد ان صاحب الدولة قد حضر, وفعلا حضر صاحب الدولة ولكن صاحب الدولة المنتدب من اهل العريس,وليس المعني فعاوده الاضطراب والقلق بوتيرة اشد ,واخيرا حضر دولته معتذرا عن التأخير ومتمتما بلعنة بالانفاق وأزمة السير,عندها اومأ والد العروس الى فني الصوت بان يضع الميكروفون اما م دولة ممثل العريس ,فقام دولته , منتصبا, واثقا, شجاعا , بوقفة لم أره يقفها ابان كان رئيس للوزراء في مواجهة قضية وطنية ما , وافتتح بقوله قال تعالى ومن آياته ........حتى وصل الى المديح والثناء ومكارم اخلاق العريس ,ويغلظ الشهادة بحقه, فخيل لي ان العريس نهض من تربة الصحابة , فتمنيت لوأنني فتاة في تلك اللحظة لاظفر بعريس كهذا ,مع ان شكله لايوحي بذلك, وكذلك الدهشة التي بدت على وجه العريس اثناء كلام دولته عنه لا تنسجم مع بيان دولته , ,وبعد ان اكمل دولته جلس يطوف بنظراته مزهوا على الحضورولسان حاله يقول (كيف) ؟؟؟؟ وقام دولة الرئيس ممثل العروس وكان اقل كلاما ونسب حديث الى آية قرانية سهوا واستدرك قائلا عفوا في الحديث الشريف .
كم كان المشهد مهيباخاصة بعد حضور اصحاب دولة آخرين وجمع غفير من وزراء ورجال دولة , حتى تخيلت اننا في صالة لمؤتمر انقاذ وطني لما نحن فيه من ظروف, فاننا لسنا ضد ان يشارك اصحاب الدولة مجتمعهم مناسباته ,لكننا نربأ بهم من أن يهتز مقامهم السياسي فلا يشاهدهم الناس الا في صالات الافراح ولا يسمعهم متحدثين الا في مكارم اخلاق العرسان ,فقد اصبحت هذه الممارسه ظاهرة ملفته,فهل ننتظر الاعلان عن عرض , (صالة مع ضيافة مع رئيس يطلب)فقط بكذا, اوان يصل اصحاب الدولة للاعتذار لانه محجوز في جاهة أخرى, نريد لاصحاب الدولة ان يكونوا قوة سياسة ضاغطة لصناعة قراراتنا الوطنية الهامة وضابطة لجموح اي سلطة تمارس الاستقواء على الوطن والمواطن قوة لايمكن تجاهلها او تجاوزها ,سيما في هذه الظروف ,فرؤساء الوزراء في كل دول العالم غالبا مايشكلون مدرسة سياسية ومحاور استقطاب سياسي,وناشرين لفكر سياسي واصحاب رؤى سياسية في كافة المحافل, ففي لبنان على سبيل المثال قلما يزور الدولة مسؤول اوسفير اجنبي دون ان يطوف على رؤساء الوزراء السابقين ولا يمكن لرئيس وزراء مكلف ان يتم تشكيلة حكومته دون ان يجول على رؤساء الوزراء السابقين في بيوتهم واحد واحدا ضمن مواعيد ,هم يحددونها كعرف سياسي راسخ ,وهاهو( مهاتير محمد) يجول في دول العالم الثالث يشرح تجربته برنامجه الحكومي اثناء رئاسته وزارة ماليزيا,و الذي شكل نموذجا عالميا مشرقا نقل به ماليزيا من دولة ترزح تحت وطأة ديون صندوق النقد الدولي الى دولة دائنة من النمور الأسيوية وابعد من ذلك هناك وزيرة لبنانية هي( ليلى الصلح حمادي) ماتقوم به من نشاطات اجتماعية وسياسية في المجتمع اللبناني ما يعجز عنه رؤساء دول,واذا كان الهدف اجتماعي فثمة قضايا اجتماعية اهم من الخطبات تحتاج الى تدخلهم ومشاركتهم وتشكل دورا راقيا ومسؤولا ينم عن وطنية صادقة ومن هذه القضايا على سبيل المثال (العنف المجتمعي) وتحقيق السلم الاهلي حتى نرفع لكم القبعات فحقن دماء الاردنيين اولى من تناول الكنافةالنابلسية في الصالات الفخمة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات