أين المؤسسات الدينية من شيوع الدعارة والمخدرات؟


بالتزامن مع تعديل قانون المخدرات ،أظهرت آخر إحصائيات مديرية الأمن العام ارتفاعا ملحوظا في عدد جرائم الجنس والمخدرات . فبزعم الإصلاح دعا القانون الجديد الشباب صراحة إلى تجربة المخدرات لأول مرة ،وبات بإمكانهم تعاطيها الآن علانية في مديرية الأمن العام إن شاءوا، او في دور العبادة ،وعلى مرآي من الجميع دون عقاب ،مثلما أباحت الحكومة ممارسة البغاء عبر ترخيص الملاهي الليلية بزعم تشجيع السياحة ،وأرست تعليمات وزارة الداخلية لمنح وتجديد الرخص الخاصة بتلك النوادي قواعد ممارسة الدعارة حسب الأصول ، والواضح أن المكافحة الشعبية العفوية لهذه الظاهرة رغم أصواتها المخنوقة ،هي أكثر جراءة من مرجعياتنا الدينية الخرساء وبالذات وزارة الأوقاف ودائرتي الإفتاء وقاضي القضاة ،وهي المرجعيات التي تلعلع بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا ما تعلق بجديد قانون المخدرات ومسالة نوادي البغاء ،وضعف إيمانها ولجأت لتغيير المنكر بقلبها ،وقد تخلى الجماعة بسبب التشبث بالمناصب العليا عن وسائل التغيير باليد واللسان ،وانسحبوا من المسألة صاغرين يغمرهم خوف شديد ،واختصوا بالمواعظ وأصبحوا يقولون ما لا يفعلون ،وخدموا بصمتهم شبكات المخدرات والدعارة من حيث لا يشعرون.
المملكة محشوة بالمخدرات وتكتظ بأماكن البغاء، ويتوافد عليها أفواج الباحثين عن الرذيلة، وقطان النادلات والراقصات يأتين ألينا من كل حدب وصوب ،بموافقات وتصاريح عمل مسبقة من دوائر وزارة الداخلية والدوائر الرسمية الأخرى ذات العلاقة ،وتتقاضي الحكومة منهن ضريبة دخل مقابل وصل مالي أو استيفاء ما يترتب عليهن من ضريبة عند المغادرة في مراكز الحدود ،وعلى جواز السفر يثبت في العادة ما يشير إلى تلك المهن .
يتعرض المجتمع الأردني لحملة منظمة لافتة للأنظار تحركها أياد خفية تستهدف نشر المخدرات والرذيلة ،وتسببت بجرح وطني عميق، وقد شعر الناس بتفاقم المشكلة قبل تقرير الأمن العام ،لكن الإحصائية عززت هذا الشعور وستتضاعف الأرقام الإحصائية في المستقبل، خاصة إذا ما علمنا أن اغلب مرتادي النوادي الليلية هم من تجار ومتعاطي المخدرات ،وسيضاعفون تجارتهم في صفاء وبساطة وقد منحوا فرصة جديدة للحصانة تتيح مجالا أوسع بالعمل في ظروف آمنه ،وبحماية قانونية ستجعل أمورهم تسير إلى التحسن ،وتخلصوا بموجبها من الكثير من الملاحقات الأمنية والقضائية .
إزاء شيوع المنكر، وتدهور الأوضاع ألقيمية ،بات على مشايخنا الثلاثة الاعتدال والنهوض بمسؤولياتهم في الدفاع عن الثوابت الدينية والأخلاقية، او اتخاذ خطوة جريئة بالاعتزال ،فلا مجال لثقة الناس بهم وهم على هذا الحال .fayez.shbikat@yahoo.com



تعليقات القراء

شرس جدا جدا
انت بحاجه الى منظومه متكامله لمكافحه الدعاره، اولها المنظومه الدينيه والتربويه، ثانيها منظومه العدل الاجتماعي التي تستثمر الشباب في العمل من اجل الزواج وفتح البيوت، ومكافحه البطاله، ومن ثم قوانين صارمه لمنع وتجريم الدعاره.

هي مجموعه منظومات متكامله من اجل الحد من الدعاره وليس الاكتفاء بمنظومه واحده واهمال الباقي.
26-05-2013 02:25 PM
ابن عباد
نخشى ان يسن قانون يعفي مرتكب الجريمة لأول مرة من العقاب والى تعليق 1 ان الله يزع بالسلطان مالايزع بالقراّن ؟؟؟
26-05-2013 02:50 PM
مواطن قرفان
يا أخي المؤسسات الدينية وأصحاب اللحى بطاردوا وراء الكراسي والمناصب
26-05-2013 03:09 PM
سحلول
ليش ما تقول الدوله ؟؟ المؤسسات الدينيه فرغت من معاتيها
26-05-2013 03:34 PM
محمود هياجنة
اخي فايز لقد طرحت قضية في غاية الخطورة.وقد ذكرتني بموقف عظيم تعرضت لة قبل اقل من سنتين .الموقف تمثل بزيارة مفاجئة لحدائق الملك عبداللة في منطقة وادي صقرة حيث توقفت بسيارتي صدفة على يمين الطريق وقتها نزل اطفالي من السيارة وانطلقوا بشكل عفوي يركضون في الساحات المبلطةالداخلة باتجاة الحدائق
26-05-2013 08:55 PM
محمود هياجنة
فلحقت بهم لمسافة لا تزيد عن عشرين مترا عندها كانت الصدمة حيث بائعات الهوى وسماسرتهن من غير حياء او استحياء ينادون على الداخل وكأنهم يعيشون في بقعة لا تنتمي للوطن .والطامة الكبرى انهن يجلسن في محال مرخصة على شكل محال كوفي شوب ومقاهي.تخيل كيف هو موقف الاب من اطفالة اليافعين وهو لايعرف كيف يتصرف في موقف مفاجيءوهو في خمسينيات العمر.
26-05-2013 09:06 PM
محمد الزيود
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
27-05-2013 12:56 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات