النفاق والتملق الاجتماعي


ما زالت شروش المسئولين في وطني متينة ولا يحق لك أن تكون مسئولاً كبيراً إلا عند البحث عن الجينات الوراثية لأبيك وجدك وخالك وعمك فإذا كنت من جماعة هتلر فأنت صاحب الحظ الأوفر، أما إذا كنت من جماعة الحراثين فأنت من الخادمين المهمشين المغضوب عليهم في التعينات والوظائف الرسمية الحساسة المحجوزة أصلاً لجماعة هتلر .

يعرف علماء النفس الشخصية النرجسية والتي كشفت الدراسات فيما بعد عن وجود خواص هامة واسباب تؤدي لخلق هذه الشخصية الموروثه او المكتسبة من الواقع الحياتي وتناقضاته والتي نعاني منها اليوم بشكل كبير اضاع علينا الكثير من طرق التحضر حيث نجدهم يميلون الى ان يكون لهم خط ثابت من الشعور بالعظمة واعطاء قيمة عالية لافضالهم الشخصية وكذلك يستميتون في البحث عن المثالية في ابائهم واسلافهم او بدائلهم من حيث المركز الاجتماعي او العطاء المادي او المعنوي.

إن تفكك المجتمع والفرد والدولة والذي ادى بدوره الى ضعف المؤسسات وعدم القدرة على وضع الحلول ازاء الازمات والتغيرات المتسارعة ، وهي في حقيقة الأمر تعود بجذورها إلى الواسطة والمحسوبية المبنية على تغلغل الانانية وحب الذات وعدم الشعور بالمواطنة والتنصل من المسؤوليات باعتبارها تصب في منافع الاخرين.

إن عدم المشاركة بصنع المكاسب للشعب او للدولة والكراهية للدولة ورموزها وكراهية الافراد فيما بينهم نتيجه للذاكرة السلبية عن الاخرين ، يدعوا بطبيعة الحال إلى الهامشية وعدم صلاحية الحياة الفردية او الجماعية لاي شئ والاقتصار على الحياة اليومية الساذجة من مأكل ومشرب وتكاثر وعدم المشاركة بمهام وهموم الوطن وان كانت هناك مشاركة فهي عبارة عن ترهات وهلوسة مثالية وميل الى خلق مبررات لتسكين الواقع المعاش، محاولة لارضاء الذات الفاشلة من اجل رفع الحرج والتقزم امام اعمال العمالقة والناجحين.

إن السياسات السابقة والحالية في إدارة شؤون الدولة والمجتمع لمواقع القرار الصارم ولد علاقات سلبية بين المرؤوسين والواقعين تحت ضغط تلك المؤسسات فعلى مستوى الانظمه الحُكومية والتبعية التي ولدت الانانية وحب الذات وهمشت مشروع الجماعة وشرعنت لمشروع الفردية والشكوك بالاخرين لتصب في بركه النفاق والتملق الاجتماعي والذي زخر به المجتمع الأردني فكانت الالسن تندلع بسيل من التملق (لفلان أو علنتان ) من أصحاب النفاق الاجتماعي .

تلك العوامل السابقة الذكر، تكلل بها المجتمع الأردني بعامل اخر هو فوضى للمؤسسة الاجتماعية، ليتصدرها جيلا نشأ في ظلال الضياع والتمرد والعوز والشكوك والعقد الاجتماعية وانعدام الواعز الانساني ليتبنى فكرة الخراب والموت والتجاوز فأنحسر المجتمع عن الحياة العامة متمركزاً حول ذاته ومشبعا بالتفكك والانسحاب من المسؤولية وعدم المشاركة الجماعية لدرء المفاسد والتنصل من المواقف تاركا البلاد الى المارقين وشذاذ الافاق وعصابات الجريمة دون عقاب حقيقي يشفي غليل الرأي العام في كُل من تسول له نفسه في الأعتداء على مال الوطن ونيل من كرامة الأردنيين الأحرار .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات