الاستقلال القرار السيادي في الزمن الصعب


67 عاما من الخير والعطاء والبناء ومن الانجازات العظيمة التي تحققت في وسط إقليم متأجج بالصراعات والنزاعات وربيع هبة نسائمه على رقاع الوطن العربي الكبير حصدت الأخضر واليابس وأزهقت الأرواح والشهداء قربانا للحرية والإرادة المسلوبة لعقود من الزمن على أمل تحقيق مستقبل واعد وحياة فضلى أمنة مطمئنة مستقرة.

67 عاما من الربيع الأردني الدائم كان ديدن مسيرة الوطن يستذكر من خلاله الأردنيون والأردنيات بروعة وإجلال الحدث الأبرز والأهم والذي يحمل في طياته معاني كبيرة وذكريات عظيمة ونبيلة في المسيرة الخيرة المعطاءة والغالية التي قادها شهيد الأمة العربية والإسلامية جلالة المغفور له الملك المؤسس عبد الله الأول بن الحسين المعظم طيب الله ثراه ومن خلفه رجالات الأردن الأوائل المخلصين من الأجداد والآباء والذين ناضلوا لتحقيق أمانيهم امتثالا لرغبة الشعب الأردني بالحصول على الاستقلال ونيل الحرية والإرادة والسيادة الوطنية والتخلص من التبعية الأجنبية.

لقد حفر أبناء الأردن في أذهانهم وعقولهم وقلوبهم تاريخ الخامس والعشرون من أيار لعام 1946م بأحرف نورانية من ذهب حيث كان ذاك اليوم يوما مفصليا في مستقبل أبناء الوطن للسير نحو تحقيق مبادئ الوحدة والحرية والحياة الفضلى الكريمة وميلاد فجر جديد لهذه الأمة.

وفي هذه المناسبة الغراء تعود بنا الذاكرة إلى البداية المظفرة للملك المؤسس والذي كافح وناضل وتحمل الصعاب بحنكته السياسية وقدراته الشخصية الفذة وبصيرته الثاقبة من أجل بناء مؤسسات الدولة الجديدة وتوحيد الشعب ورص الصفوف وبناء وحدات الجيش العربي الذي ذاد عن ثرى تراب فلسطين في معارك القدس واللطرون ونابلس وجنين والخليل وعمل جل اهتمامه على تثبيت أركان ودعائم الأمن والاستقرار وقد تجلت في عهده الميمون أقدس وحدة عربية عرفتها الأمة بين أبناء ضفتي الأردن.

وكما نستذكر في هذه المناسبة العزيزة جلالة المغفور له الملك طلال بن عبد الله رحمه الله تعالى حيث أنجز في عهده الدستور الأردني لعام 1952م والذي يحوي في مواده وفقراته الحقوق والواجبات لأبنائه ويصون مقدراتهم حيث يعتبر نموذجا ومثالا لدساتير الدول العربية والعالمية.

وتستمر مسيرة الخير والبناء بتسلم جلالة المغفور له بإذن الله تعالى الملك الحسين بن طلال مقاليد الحكم وسعيه الموصول وعطاءه غير المحدود لما يقارب نصف قرن من الزمن عمل من خلالها لصناعة وبناء الدولة الحديثة العصرية بمقدراتها وإنسانها حتى تكون في مقدمة الركب عربيا وإقليميا ودوليا حيث كان شعاره دوما ( فلنبن هذا الوطن ولنخدم هذه الأمة ).

لقد تحققت في عهد الحسين الإنجازات العظيمة والبصمات المشهودة على الصعيدين الداخلي والخارجي فجرى تعريب قيادة الجيش في الأول من آذار من عام 1956م وألغيت المعاهدة الأردنية البريطانية في عام 1957م وبذلك اكتملت أركان الاستقلال الحقيقي للأردن في عهده الميمون المبارك.

وكما نشطت الحركة العمرانية بسرعة فائقة وتم أنشاء المدن الجديدة ودشنت العديد من مشاريع التطوير الحضري الإسكانية وتم بناء الجامعات والمعاهد والمدارس والمستشفيات والشركات والمصانع الكبرى المتطورة والحديثة على مستوى المنطقة.

وزاد حجم الاقتصاد الأردني وأقيمت العديد من المشاريع التنموية خدمة لرفاه الإنسان الأردني تمشيا مع مقولته ( الإنسان أغلى ما نملك ).

وكما كان للقدس الشريف مكانة غالية في قلبه حيث كانت مشاريع الأعمار الهاشمي للمسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة للحفاظ على ديمومتها وقدسيتها.

وفي عام 1999م تسلم الراية جلالة الملك المعزز عبد الله الثاني بن الحسين المعظم سائرا على نهج إباءه ملوك بني هاشم الغر الميامين في التطوير والتحديث في كافة المناحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتربوية فزادت أعداد الجامعات والمدارس والشركات وتحسنت نوعية الخدمات الطبية والصحية ودور الرعاية وحدثت ثورة في علوم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تتواكب مع التقدم التي يشهده العالم وأقيمت العديد من المشاريع الاقتصادية والاستثمارية العملاقة وتم استقطاب أصحاب رؤوس الأموال العربية والأجنبية وأنشئت منطقة العقبة الاقتصادية.

وعقدت العديد من المؤتمرات السياسية والاقتصادية والدينية والحوارات المتعددة الأهداف والأغراض في عاصمة ملكه السعيد حيث حضيت برعاية جلالته الكريمة كما وشهدت الحركة الرياضية تطورا ملحوظا على مستوى كافة أنواع الألعاب والفئات الرياضة في الأندية والمنتخبات فحصدت عددا من البطولات والألقاب بعزم وقوة وتصميم الشباب الأردني على المستوين العربي والقاري تطبيقا وامتثالا لقول جلالته ( على قدر أهل العزم ).

وينتهج جلالته في سياسته الشفافية والوضوح من خلال توجيهاته السامية المتمثلة في تشكيل لجنة الأجندة الوطنية وحث الحكومات المتعاقبة على تكريس مفهوم الثقافة الديمقراطية في عمل الأحزاب الوطنية المنتمية والمحافظة على حقوق الإنسان و ومكتسبات المرأة لكونها شريك رئيس مع شقيقها الرجل في تحمل شرف المسؤولية في كافة السلطات والمواقع والوظائف.

ويعمل جلالته على رسم الخطوط العريضة لعمل وأداء الحكومة وبيان آلية العمل والتنسيق والتعاون البناء مابين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية وفق أحكام الدستور لما فيه صالح الوطن والإنسان حتى يكون الأردن أولا بين الدول ومحيطه العربي.

وفي مجال العلاقات العربية فأن جهود جلالته المشهودة والدؤبة والتي تهدف إلى دعم حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة القابلة للحياة وكذلك الجهد العظيم الذي يوليه جلالته في دعم حقوق الشعب العراقي في تقرير مصيره وإنهاء أزمته التي يعاني منها ورأب الصدع بين جميع الأطراف والعمل على لم الشمل العربي من المحيط إلى الخليج.

وفي العلاقات الدولية فجلالته يقوم بجولات مكثفة إلى دول العالم في أسيا وأوروبا وإفريقيا وأمريكا من اجل إقامة المزيد من العلاقات القائمة على الاحترام المتبادل كما ويسعى جلالته من خلال تلك الزيارات إلى زيادة فرص الاستثمارات في مجالات الصناعة والتجارة والسياحة لفتح أسواق عمل جديدة تسهم في الحد من مشكلة البطالة والفقر بين أبناء الوطن وذلك لتوفر المناخات المناسبة والأمن والاستقرار الذي ينعم به بلدنا بفضل الله تعالى والسياسة الحكيمة لقيادتنا الهاشمية الحكيمة.


مدير ثقافة بلدية الرصيفة
بسام الشروف



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات