ليس ثمة - في العنوان - خطأ طباعي ولا لغوي ولا نحوي ولالالالا يا الخيزرانة ، فنحن ضحايا انفلونزا جنازير الدبابات منذ ان داست اول دبابة دحنون المشرق العربي ، بينما كنا منهمكين في ممارسة التفاخر على بعضنا.

أما انفلونزا الخنازير التي ألقوها في وجوهنا وكبروها وحذرونا منها ، حتى لو لم يكن ثمة حولنا خنازير على بعد الف كيلو متر مكعب ، لأنها تنتقل من انسان الى انسان ولا داعي للخنازير أصلا.

تذكروا قبل ان تهلعوا ، بأن قصة انفلونزا الطيور التي صرعونا بها ، واشترت دول العالم بالمليارات المواد التي من المفترض ان تكون واقية من المرض والطعومات والأمصال وخلافه. ومع ذلك لم يزد عدد ضحايا انفلونزا الطيور عن حادثتي تحطم طائرتين ، او نصف عدد ضحايا الموت بنيران صديقة في القوات الأجنبية المحتلة للعراق.

لا اقول بأن التهديدات جميعها غير جدية ، بل اقول ان الأميركان وأحلافهم او بالأحرى الشركات المتعددة الجنسيات والحدود التي ترغب بنهب خيرات الشعوب عن طريق التخويف والترهيب من الوباء ، ثم بيع المطاعيم وأساليب الوقاية المفترضة من الوباء المفترض.

الشركات المحتكرة صار فيها ما صار في الراعي الذي كان يخيف اهله ويصرخ بأن الذئب قد جاء ، وعندما كانوا يركضون اليه لإنقاذ القطيع كان يسخر منهم ويقول بأنه ضحك عليهم.. على مرتين ثلاثة.. جاء الذئب عن حق وحقيق ، فصرخ الراعي ولم يأبه به احد ، فأكل وقتل ثم قتل الراعي. فهل نصدقهم الآن،،؟ عملوا القصة في المكسيك ، ليصاب حوالي 80 شخصا ويموتوا جميعا حتى صباح امس ، والحبل على الجرار ، بينما اصيب 8 اشخاص في امريكا نجوا جميعا.

(قد تكون النسبة والأرقام المعلنة مقصودة).

نحن ضحايا الجنازير منذ ذلك الوقت الذي تلهينا به في اللعب على (سي سو) المجد التليد ، بينما يتقدم الآخرون.

نحن ضحايا جنازير الشركات العملاقة التي تبتلع الأخضر والأحمر واليابس ، دون ان يكون لنا حول ولا قوة. أما الخنازير فهي مجرد اداة لاعتصار العالم ، وتحويلة الى مليارات تعبىء خزائنهم مرة اخرى بعد ان افلستها المضاربات والألاعيب المالية الخسيسة.

 

ghishan@gmail.com