كتب ايهاب سلامة- طاسة وضايعة..كلمتان تختصران حال 'المرجعيات' الاعلامية الاردنية، حين تحتاج كوسيلة اعلامية متابعة قضية ما، لتخرج بتصريح واضح، للرد على اسئلة هنا وهناك.

اليوم، على سبيل المثال لا الحصر، نشرت 'جراسا' ووسائل اعلامية اخرى خبرا مفاده ان "السلطات الاردنية اعتقلت عائلة اسرائيلية عبرت الى الاراضي الاردنية"..

الخبر كان على الاراضي الاردنية، ومصدره كان من القناة الاسرائيلية السابعة، ومواقع اخبارية اسرائيلية اخرى..!

مشهد اعلامي يذكرنا بعصور غابرة حينما كانت اذاعة "صوت العرب"  الناطق الرسمي الوحيد باسم العرب، بينما كان المواطن العربي يستقي معلوماته، من اذاعات العدو..!!

من المفترض، في هكذا حالة، ان يخرج الناطق الرسمي او ناطق الخارجية او اي مصدر مصرح له، بتصريحات تؤيد او تنفي الخبر برمته، لا ان يبقى القارىء والاعلامي الاردني على حد سواء، رهينتان لخبر عابر من الحدود الغربية .

اتصالات مع مختلف المسؤولين اصحاب الشان، الذين يفترض بهم الرد على التساؤلات التي تطرحها الصحافة، تعيدك بخفي حنين.

فتجد ان المعلومات المتوفرة لديك، اكثر مما لديهم ، بل ومنهم من هو "غايب فيلة" لم يسمع او يقرأ الخبر بعد، سواء تم تقييم الحادثة بالخطيرة او البسيطة.

غياب المرجعية، يثير من ارباك المشهد بارباك اخر، ويعطي رسالة مفادها ان 'البوصلة الاعلامية'، ضائعة، ولا اسس واضحة لها بالتعامل لا مع الفعل ولا بردة الفعل.

المطلوب، ان يكون المسؤول المختص، بالرد والتصريح على اي حدث وحادثة، لديه القدرة على اتخاذ القرار، لا ان يلقي بالتساؤلات الى ملعب مسؤول اعلامي او غير اعلامي اخر.

والمطلوب ايضا من الاعلام الرسمي، على وجه الخصوص، ان يخرج هو بالتصريحات لا ان يتعامل مع الحدث كرد فعل بالنفي او التاكيد او التعقيب على تصريحات من وسائل اعلامية اخرى، خصوصا الاجنبية منها، بل يكون هو المصدر لا المتلقي أو المعقب.

خبر تسلل اسرائيليين متطرفين الى الحدود الاردنية، بث عبر وسائل اعلام منذ عدة ساعات، وحتى اللحظة لا يوجد تصريح رسمي واحد حول الموضوع.

معلق عبر 'جراسا' اقترح بان يتم الاستعانة بمشعوذ ما، او ضارب "مندل" ، كلما اراد المواطنون معرفة امر يخص وطنهم وشأنهم..لا ندري ربما معه الحق !