الاصلاح السياسي طموح للملك وشد عكسي وترهيب امني


كلما بحثت في قضية الاصلاح السياسي توقفت كثيرا عن رؤية الملك وما تناوله في اوراقه الملكية التي ترتقي إلى منهجية التطبيق الديمقراطي في العالم الاروربي وحقيقة انني كنت متوجسا حينها بان من يكتبها ليس الملك ولكم هناك من يكتبها له والا لاصر بكل ما يملك من قوى مؤثرة في دائرة صنع القرار السياسي إن يطبق ما يؤمن به حقيقة وينتهج ما خطه بيدة وفكره وكل مدراكاته كنهج سياسي ديمقراطي اصلاحي اتوقع انه تجاوز المواد المراد تعديلها في الدستور والتي كانت محل مطالبة بضرورة تعديلها حتى تستقيم مسيرة الحياة السياسية ويصبح الشعب مصدر السلطات حقيقة عندما يتخللى الملك عن صلاحية تشكيل الحكومات التقليدية ويكونى مرادة تشكيل الحكومات البرلمانية والسير في مرحلة تدرجية اصلاحية من الممكن إن تكون مرحلة انتقالية لمرحلة اوسع واشمل واكمل للوصول إلى الحاكمية الشعبية المتكاملة من خلال مجلس نواب منتخب وممثل لجميع القوى السياسية التي تحظى بقبول جماهيري اما من خلال الاحزاب السياسية او من خلال قوائم المستقلين في الدوائر المحلية ولكن اقلها يكونوا متقاربين في الرؤى والاهداف من خلال البرامج التي ترشحوا بناء عليها وكل تلك المعطيات تحتاج وقفة تمحيص وتروي في محاكمة تلك الرؤيا ومدى امكانية تطبيقها في المدى القريب من عمر المجلس الحالي في ظل حكومة جادة لخوض غمار هذه التجربة الخطيرة عليه شخصيا في ظل التشتت النيابي حول التكتل الشكلي بعيدا عن البرامج والاهداف والرؤى الجامعة التي تخلق حالة من الانسجام الفكري او التوجهات الوطنية الشعبية التي تسير بوصلة اغلبهم من حيث النهج والممارسة طبعا بعيدا عن مؤثرات اخرى بدت تلوح في افق المجلس منذ البدء وهي الاقليمية وتقديم اوليات الطرح لكل جهة ماء على حساب الثوابت الوطنية التي اعتقد انها سمت في روحها ونهجها ومنذ زمن بعيد على هذه الاشكاليات التي اصبحت تؤرق مكونات المجتمع الأردني جميعا بغض النظر عن مشاربهم واصولهم وما قضية المحاصصة الا احدى هذه الافات التي تهدم أي توجه سياسي لبناء حكومة برلمانية من رحم المجلس .
وعودا على بدء عندما قرات مقابلة الملك في مجلة اتلانتك مع الصحفي جيفري وهي بالمناسبة ليست مقابلة بل هي قصة اخبارية رائعة يغور فيها الصحفي في اعماق الشخصية المراد كتابة قصته عنها وبعضها يحتاج إلى اشهر وسنوات وهو بقرب هذه الشخصية التي يراد الكتاب عنها , وحقيقة ما اعاد لي صدقية كتابة الملك لاوراقه الملكية هو بنفسه هو عند قراءة قصته بترجمتها الكاملة وفعلا اذهلني ما قرات وبدأت اعيد حساباتي بقراءة شخصية الملك برؤية اخرى متخلصا من ظنوني به بانه لا يفقة في السياسة شيئا وليس لدية اية رؤية سياسية لمعالجة المشاكل التي يواجهها في حكمه وما يواجهه الوطن من تحديات توصف بانها صعبة لم يمر على الوطن اصعب واقسى منها .. وعندها بدأت اقرأ معادلة النقد البناء برؤية مختلفة بعيدا عن جزافية التهم التي كان سببها من هم حول الملك والذين يتسموا بقصور ذهني سببه ضعف المدارك العقلية التي شابها سياسة الترهيب والتخويف من خوض مثل القضايا من الملك عندما كان بامس الحاجة للنصح والتوجية وعندما كان بحاجة إلى رسالة اعلامية مهنية قائمة على مخاطبة العقل البشري بعيدا عن التطبيل والتزمير والتملق والنفاق الذي كما ادركت اخيرا إن المك يكره هذا الاسلوب بل يشمئز من الاشخاص الذين يمارسونه عليه في لقائاته الخاصة والعامة ولكنم دائما حول الملك وكل ما تفلت منهم فتحوا عليه ابواب جهنم في صالوناتهم السياسية وفي جلساتهم الخاصة ومنهم حتى يحاول إن يحتفظ بشيء خطوط التواصل يحيل كل ما يمر به الملك من قصور في ادائه السياسي بان السبب الملكة وهي التي تملي عليه كل شيء وهو سماع لها لا بل هي التي تحم حقيقة وانها تحاول إن ثؤثر في قرار الملك في قضايا مصيرية وطنية من اجل تمكين رجالها في الدولة من اجل حماية تولي ابنها الحسين للحكم بدون مشاكل وبلا معيقات والملك يرسم خارطة الاصلاح السياسي الا من اجل تحقيق هذا الهدف وليس حبا في الوطن وفي الشعب الأردني الذي هو الاولى في تحقيق اماله وطموحة في الاصلاح السياسي وتحقيق المساواة والعدالة والتخلي عن الصلاحيات الدستورية التي هي في النهاية ستكون تحصيل حاصل اذا اراد تمكين حكم ابنه ولي العهد الحسين واتوقع انه ليس للاردنيين ما يكره ذلك ويناكفه اذا تحقق ما ذكر سابقا في وقت لا يزيد من احتقان الشارع السياسي الشعبي اكثر من ذلك في ظل ظروف دولية متخبطة وفتن كقطع الليل اصبحت تلبد سماء وطننا وانشاء الله لن يطال هذا الوطن أي مكروه والذي اختاره الله عزجلاله ارض للحشد والرباط ومؤئل للشرفاء الأحرار من كل حدب وصوب وخارطة الوطن الديمغرافية خير شاهد على ذلك .
وهذا السياق المؤرق لكل متبصر في ما يؤول اليه مصير وطننا الحبيب انني اناشد الملك إن يباشر بتطبيق ما يؤمن به من ثوابت ديمقراطية راسخة في ذهنه وقلبه كما اسلفت سابقا وكما اكده لي رجال صادقون مقربون من الملك بانه يصبو إلى إن يرى حكومة برلمانية ودولة مدنية ديمقراطية متحضرة لكونها الحافظة للوطن ولنظام حكمه ولكنها غير حامية لمصالح النخب السياسية الذي طالما كانوا يشكلون قوى متحفظة تقليدية في النهج السياسي ولطالما حاولوا تعطيل أي مسيرة اصلاح سياسي في الوطن لكونهم يعلمون انهم سيكونوا خارج دائرة القوى السياسية الجديدة التي ستتشكل من الشعب كمصدر حقيقي لها لا شكلي يلعبون على هوامشه موهمين تلك القيادات الجديدة إن الامور ما زالت بايدهم وهم المؤثرون في صنع القرار وهم من يوزرون من يشاؤا ويحمون مصالح من يريدوا ... هذا اخر سلاح بيدهم يستخدمونه ليرهبون به الملك بان التغيير ليس لصالح حكمه ويتأمرون احيانا مع الاجهزة الامنية وعلى راسها المخابرات العامة ليخوفوا الملك من اتخاذ اية خطوة على جادة الطريق الصحيح للاصلاح ...
لم اكن انوي إن اكتب في كل ما يتعلق في الملك ولكنني اكتب لكم اليوم يا أبناء الشعب الأردني الشرفاء بان الوطن بحاجتنا كثيرا في هذه الاوقات الصعيبة والملك بامس الحاجة لنا ويبارك حركات الاصلاح السياسية الوطنية الجادة بعيدا عن شخصنة الامور لندفع باتجاه واحد هو الشد على يد الملك بالبدء بمرحلة الاصلاح السياسي من خلال برنامج سياسي شامل يتبناه الملك شخصيا على تشكيل لجنة ميثاق وطني تضع على اجندته كل الثوابت السياسية بدأ من الدستور ووضع قانون انتخاب عصري وحديث يحفز على تشكيل الاحزاب والانظمام لها وبناء اسس وثوابت وطنية اصلاحية تتبنى اسس وقواعد منظومة الفكر المجتمعي بالعدالة والمساواة بين الناس وجميعهم سواسية امام القانون وبعدها يتم العمل على توثيق عرى التوافق الوطني لدى الجميع بحماية الوطن كحاجة انسانية وروحية لدى الجميع ليجد حب الوطن والانتماء اليه وحمايته مبدأ لا يمكن التفريط به لأي سبب من الاسباب وبذلك تتحقق المواطنة الصادقة لاردننا الحبيب .
حمد الحجايا - صحفي ونائب سابق



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات