منذ سنوات مضت والأردن بيتنا الكبير ومظلتنا التي تجمعنا وتحمينا من موجات العنف والاقتتال الطائفي والحروب الاهليه في دول الجوار ، منذ سنوات والأردني معززا مكرما محميا من كل تلك الموجات .
فالأردني يناطح السحاب بكبريائه وكرامته ويتفاخر بهويته الأردنية وبقيادته الهاشمية ، كان الأردني سيدا في بلده ويمارس طقوس سيادته بأدب وهمة ووقار .
ولكن اليوم وللأسف دخل بيتنا الغرباء وسادوا وتمادوا وصار عندهم شعور أنهم هم الأسياد ونحن الغرباء قبل فترة كنت لا أرى أعلام ترفرف في سماء بيتنا إلا العلم الأردني أما الآن أصبحت ترى أعلام ورايات بألوان وأشكال مختلفة ، أصبحنا نرى أنفسنا غرباء حتى في لهجاتنا الاردنيه ،سابقا كنا حينما نسأل شخص لا نعرفه نقول له أنت من أي محافظة وألان أصبح السؤال ( أنت أردني ) .
في السوبر ماركت في صالونات الحلاقة في الشوارع على البسطات في سوق العمال في كل مكان أصبحنا نرى الغريب ، نراه ونرى عيونه التي تنظرك شزرا ، ينافسك في رزقك وفي عيشك ونحن نبتسم حتى تطاولوا علينا وسبونا ولعنونا وقذفونا .
ما حدث أمس في المركز الثقافي الملكي من اعتداء سافر على بعض مواطنينا يزرع في القلب غصة وفي العين حرقة ويجعل الدماء تغلي في عروق أبناء هذا الوطن ، ما حدث أمس شيء كبير وعظيم بحق كل فرد من أفراد هذا الوطن ، عندما شاهدت الفيديو والذي عرض على شاشة إحدى القنوات التلفزيونية وعلى الكثير من المواقع الالكترونية وشاهده الملايين للوهلة الأولى ظننت أن ما يحدث به من اعتداء شأن عراقي أي ان المعتدين والمعتدى عليهم عراقيين ولكن عندما شاهدته كله وعرفت ان المعتدي عراقي والمعتدى عليه أردني نزف قلبي وتشتت الأفكار في عقلي ، ما هكذا نحن الأردنيين أصبحنا ( ملطشة ) لمن جاء ومن راح اعتداء على أردني في أرضه من قبل غريب والله إنها لمصيبة لقد كان اعتداء مقصود وشروع بالقتل حتى أن النساء تطاولت علينا .
يجب على الحكومة أن تتحرك أن تصحو من سباتها يجب عليها أن تنظر كيف كنا في الأمس وكيف أصبحنا اليوم ، الأردن بيتنا الكبير وفي بيتنا سكن الغرباء وتمردوا وتمادوا ، يجب على الحكومة أن تتحرك قبل فوات الأوان وقبل وقوع الفأس بالرأس إن لم يكن قد وقع أصلا .
أطالب الحكومة برد الاعتبار لكل مواطن أردني يسكن على ثرى هذا الوطن الكبير ، رد الاعتبار للصغير قبل الكبير ، يجب عليها أن تجد حلا جذريا لقضية هؤلاء الغرباء وليس فقط لما حصل بالأمس ، والله لقد قهرونا في بيتنا وقهر الرجال شيء عظيم والرسول الكريم قد استعاذ بالله من قهر الرجال ، نريد حلولك أيتها الحكومة وإلا عليك أن تتحملي نتيجة قهر الرجال وليس أي رجال إنهم الأردنيون أصحاب الكرامة والشموخ والهيبة والهمة العالية .