جاء أوباما ولم يرحل بوش


غادر جورج بوش البيت الأبيض ولكن هل فعلاً غادر, صحيح أن بوش قد رحل فعلياً ولكن أعمال بوش لم ترحل وربما يرحل أوباما ولم يستطع أن يصلح ما أفسده بوش , لقد أعطى أوباما الأولوية القصوى لحل المشكلة الاقتصادية والتي تعتبر أكبر المشاكل الداخلية والتي لم تذق طعمها الولايات المتحدة منذ مدة طويلة وهي آخر ما خلفه بوش قبل الرحيل, أعرف أن مهمة أوباما صعبة في حل هذه الكارثة التي خلفها بوش قبل المغادرة بعام ولكن هي لا تقارن أبداً بما فعل بوش طوال الثماني سنوات حيث إن حربي أفغانستان والعراق بحاجة إلى وقت طويل حتى ننسى أساهما واللون الأحمر الذي سطره بوش في هذه الحروب لن يغيب عن ذاكرة التاريخ ولو بسحب القوات الأميركية وهذا أفضل ما سيقدم أوباما لهذه الدول.

أما في فترة نقل الولاية من بوش لأوباما فقد اختتمت أيضا في غزة قبل أن يتم نقلها على واشنطن في أكبر حفل تنصيب عرفته الولايات المتحدة وهم يتطلعون بشغف ويتساءلون هل يا ترى سيكون عهد أوباما مثل عهد بوش أم سيكون فرصة لإعمار الولايات المتحدة بدلا من أعمار العراق أو أفغانستان وغزة وطبعاً؟ وأحمد الله أن جورج بوش لم تكن له ولاية ثالثة حتى لا تكون حرب عالمية ثالثة أكثر فتكاً من سابقتيها.

وإذا أردت أن تعرف أولويات باراك أوباما في الإصلاح فانظر إلى انجازات بوش فهي لا تختلف عنها بدءاً من معتقل غوانتنامو وحرب العراق وأفغانستان وانتهاء بمشكلة الطاقة والنفط والبيئة التي أشعلها بوش, وإذا نظرنا إلى أهم أولويات أوباما في القطاع الخارجي وخاصة في الشرق الأوسط نجد أنه الصراع العربي الإسرائيلي الذي اجتهد بوش بالعودة في ملفه إلى الوراء وقد تم تعقيد القضية أكثر من السابق بالرغم من الجملة التي سمعناها في كل وسائل الإعلام والتصاريح الأميركية والتي تتحدث عن مساعي بوش في حل الصراع العربي الإسرائيلي. وقد كان آخرها حرب غزة وهي آخر عهد بوش في الشرق الأوسط.

السمعة السيئة التي أطلقها بوش على الولايات المتحدة هي أبشع هدية قدمها بوش إلى الشعب الأميركي والتي ربما هي من أصعب أولويات أوباما في حلها لأنها فقدت هيبتها في إدارة المنطقة وكسبت سمعة لم تلق مثلها منذ زمن بوش الأب. وإذا كان بوش لم يرحل من خاطرنا ذلك لأنه ترك ذكريات لا يمكن نسيانها ولا اعتقد أن الشرق الأوسط سينسى هذه الأيام البوشية والمصبوغة باللون الأحمر والتي أضيف إليها الخراب والدمار والتهجير, لذلك أتمنى أن يكون العالم في فترة باراك أفضل مما كانه في فترة سلفه بوش..

mustafa_omary@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات