قد يتسأل البعض منا عن ماهية هذا العنوان –الاقتصاد الاخضر -؟وماهو المقصود به ؟ وماهي اهميته في هذا الوقت ؟وهل اصبح الاقتصاد الحالي يشكل عبئا ثقيلا على كواهل الافراد والمجتمعات الانسانية والدول ؟ لاشك بأن كل هذه التسأولات وغيرها تعد مشروعه ومنطقية ولكن بالرغم من ان الاقتصاد الحالي قد احدث نقلات نوعية في حياة الافراد والمجتمعات من خلال رفع مستوى المعيشه واحداث نوعا من التنمية في الكثير من المجتمعات وساهم في عمليات التحضر الايجابي الا انه في نفس الوقت ساهم في احداث اثار سلبية على الموارد وتجارة الانسان والبيئة الطبيعية بشكل عام .

حيث وكما يعلم البعض بان التغيير المناخي الحالي - ماهو الانتيجة للغازات المنبعثة من الارض و من خلال الاستخدام الجائر لموارد الطاقة فادت تراكم هذه الغازات الى اجراء ثقب في طبقة الاوزون والذي من اثاره هذه المشاهدات اليومية لحالة تقلبات المناخ في جميع دول العالم .كما ان نقص المياه والزيادة في الطلب على الماء للشرب والزراعة والصناعة ادى الى نضوب في مصادر المياه والى حدوث جفاف و عمليات التصحر كما ان الشراهة في الاستهلاك من قبل المجتمعات البشرية لمخرجات الصناعة والزراعة زاد من كميات النفايات بانواعها – المنزلية والصلبة والالكترونية والنووية – واصبح التخلص منها يشكل عبئا كبيرا على الطبيعة بل اصبحت مصدر تهديد للانسان والحيوان علاوة على الاعباء والاكلاف الاقتصادية والاجتماعية وتهديداتها للسلامة البشرية . ان الاستهلاك الجائر لمصادر الطاقة والموارد الطبيعية وماتتركه من اثار سلبية على الواقع الحياتي للانسان دون النظر لحق الاجيال القادمه في هذه الموارد يعد تهديدا حقيقيا لمستقبلهم وحقهم في العيش بحياة كريمة – من هنا تاتي دعوة المجتمع البشري العالمي التنبيه بضرورة التوجه نحو الاقتصاد الاخضر – هذا المفهوم الذي يعمل على تحسين نوعية الحياة بجودة عالية وفي نفس الوقت يقلل من المخاطر البئية – ان بناء اقتصاد اخضر لمحلياتنا واوطاننا ليس مطلبا ترفيهيا بل هو ضرورة تتطلبها اسس التنمية الخضراء المستدامه وهذا يستدعي بالضرورة الى تكاتف الجهود المحلية والوطنيه والدولية في القطاع العام والخاص من اجل خلق بنية اقتصاديه خضراء تحقق الرفاه لنا في حاضرنا وتحفض حق الاجيال في الافادة من هذه الموارد بانجع الوسائل وهنا لابد من دور فاعل يلعبه اصحاب القرار السياسي في تبني استراتجيات وتشريعات تعمل على التمكين من خلق برامج لاقتصاد اخضر يحافض بالمحصله على البيئه الخارجيه والموارد الطبيعيه من جانب ويقلل من عمليات التلوث ويرشد المسار التنموي لاوقتصادنا - وقبل هذا وذاك- يبقى الحياة كريمه لحاضرنا مع الحرص الشديد ان تنعم الاجيال القاده بمستقبل اكثر اشراقا واقل ضررا بالموارد الاقتصاديه والبيئه والانسان معا .