لنقيب المعلمين الف تحية .. ولتعذرنا ابا عمر


 لا اعتقد بأن مجرد ذكر اسم هذا الرجل مصطفى الرواشدة اضحى مجرد اسم عابر ، بل هو بكل تأكيد يعني تاريخا سجله المعلم الأردني على صفحات من ذهب حين سطر ثورته على الرجعية والأحكام العرفية المزركشة التي تسود بلادنا ضد المعلم حصرا ، عرفنا جميعا هذا الرجل منذ بداية حراك المعلمين قبل ما يقارب الثلاث سنوات بعد حادثة الوزير الذي استهزأ بنا ، و كلمات الأستاذ مصطفى التي اطرب بها أذاننا في أول ظهور له في لقاء نظمه معلمو الكرك في خيمة بنيت خصيصا للمعلمين في اول إضراب لهم في تاريخ الدولة الأردنية المجيد وبعقليته المنفتحة وتواضعه و حنكته استطاع ابا عمر ان يحوز على ثقة الآلاف من ابناء هذا الوطن لا المعلمين وحدهم فمجرد ظهوره على التلفاز ببذلته البسيطة تلتفت الأعين والأسماع الى كلماته التي ما زالت تطنطن الى يومنا هذا في أذهاننا .

وبحمد الله استطاع هذا الرجل أن يقود حراكا شهد له القاصي والداني حين أوقف حكومات عابرة لا وزن لها على قدم واحدة ، واستطاع بهمة زملائه الذين شاركوه مرارة العمل ان ينتزعوا نقابة المعلمين من جذورها رغما عن كل تلك الأيادي القذرة التي لم تشأ ذلك وكانت تنادي بجمعية تعنى بصنع الجميد وسلال القش والمطرزات وهؤلاء من يستحقوا ان يقال لهم موتوا في نحوركم ، وبدات الحكاية التي كانت خطاً أحمر تصبح أمراً واقعاً و كانت هي نقابتنا وتحققت الإنتخابات وفاز من فاز و تمكن طرف متمكن في وزنه على الصعيد النقابي والعددي والفكري أن يحوز على الأغلبية وشاء المولى ان لا توفق اللجنة الوطنية في معركتها الأولى لأسباب كثيرة ، ولكنها وهي كلمة حق اقولها امام الله اننا نحن من صنعنا هذه النتيجة التي صدمتنا جميعا ً ..

ولا يخفى على احد ان موقف العزيز ابو عمر لم يرق للكثيرين في إبان تلك الانتخابات لأنه كان من المفترض ان يقود الاستاذ مصطفى رئيس اللجنة الوطنية لإحياء نقابة المعلمين المعركة الانتخابية مع زملائه شركاءه في النضال على مدار عامين ، ولكن الصدمة كانت على دفعتين حين رفض الترشح والثانية حين ترشح مستقلا بعيداً عن زملائه ، وأنا هنا لا انكر بان للأستاذ مصطفى موقفاً يستحق الوقوف عليه في هذا الأمر تحديدا فقد كان يرى بأن البعض يريد استغلال اسمه للوصول وهذا بالطبع لم يكن في الكرك حصرا بل في معظم المحافظات بل تعدى الأمر طبع صورته على كثير من البروشورات الإنتخابية بصورة غير مقبولة أبداً ، ولكن حدث ما حدث وانتهى الأمر بسلام وتاهت لجنتنا الوطنية ؟!

وكما كانت الأقدار فنقابتنا اليوم وكما يقال بانها تدار من أغلبية اخوانية ، وللترجمة أقول اخوانية أي ( منتمين لجماعة الأخوان المسلمين ) أو إسلاموي ( أي منتمي لحزب جبهة العمل الإسلامي ) ويشاركهم السيطرة على مقاعد المجلس مستقلين حقيقيين ومستقلين من نوع أخر بالإضافة لمن جلبتهم الفئوية والعشائرية البدائية المقيتة ، وبدأت المسيرة بالعمل الدؤوب للمضي بنقابة للمعلمين تصدح بها كل الألسن ، ومنذ اليوم الأول كانت لعنة السياسة قد حلت على نقابتنا وبدا الطرف الاخر صاحب البعد السياسي الاخر يحدد موقفه من النقابة على مبدأ المناكفة فقط دون أي مبرر كان ، وهذا قبل أن تبدأ مسيرة العمل كما هي اليوم ، وهي بالطبع لغة المكيدة والإقصاء للأخر ، ولم يكن للطرف المسيطر على نقابة المعلمين إلا مفرا واحدا وهو إعطاء النقابة قوة حقيقية وعلى أرض الواقع وفي مرحلة حرجة لنقابة ما زالت في طور التأسيس ، إلا أن البعض يريد الأراضي والمشاريع السكنية والقروض المجانية والزواج بالمجان على حساب النقابة ومن اليوم الأول لها ، أو علي وعلى أعدائي ...

وبعيدا عن كثرة الكلام لا أخفيكم بان الأيام الماضية وما رافقها من احداث وتصريحات بين النقيب والنقابة أحزنتنا جميعا ، ولم نكن في يوم من الأيام نتوقع ولو في عالم الخيال ان يحدث هذا ولكن للامر حكاية أسوقها لكم ... ما إن بدأ عمل نقابتنا حتى بدأ الطرف المسيطر يبسط نفوذه بكل ما امكن له من قوة نافذة وهذا الامر طبيعي جدا فأنا على يقين تام لو تحصل الشيوعيون على مقاعد نقابتنا لصنعوا كغيرهم وبسطوا نفوذهم ومناجلهم أيضاً ، حينها دقت ساعة الخلاف ولم يكن للسياسة الا ان تدق باب نقابتنا فبدات شرارة الخلاف وكل من يرى مع الإسلاميين من وجهة نظره السياسية خلافاً بدأ عمله ، و شاركهم في الأمر اسباب اخرى عداء شخصي هنا او هناك ضعف لدى البعض وأراد من خلال الصراخ أن يظهر وأخر إقصائي يشتم الأخوان بنكهة مخابراتية صدئة ، ومع وجود نخبة من المعلمين الافاضل الناقدين الناصحين بما يرضي الله إعلاء لكلمة الحق مهما كان الثمن .

وفي هذه الخصومة وما زاد الطين بلة ان نكون نحن المعلمون ضحية هذا الصراع فما شاني أنا إن قاد نقابتي أخواني أو يساري أو جبهة النصرة ( ما شأني ) أنا أريد لنقابتي أن تقدم لي ما أرتأيته ومن اجل ذلك سعيت لإحياءها ، ما الذي تعنيه لي خلافات شخصية بين اطراف متنازعة يتضرر منهم المعلمون في المناطق النائية الذين يعانوا المرارة و ظروف العمل السيئة ، ما شأني إن كانت نقابتي تقاد بأيدي قوميين وهم من جلبوا لي انظمة وقوانين تضمن لي احتراما وتقديرا يفرض فرضا على وزارتي بل و تسمع وجهة نظري ، ما شأني إن جاء ماوتسي تونغ وحقق لي صندوق التكافل وإرتحل الى حيث يريد ، ما شأني إن جاء الملا عمر من جبال تورا بورا وإستطاع أن يعدل لي بعض بنود صندوق التكافل ؟!!
حبذا لو نجتمع على كلمة سواء ونكون يدا واحدة تجتمع على كلمة الحق ، وهو ما نضمن به تقدم نقابتنا الى الأمام ، بعيدا عن التلاسن والإتهامات بين طرف وأخر فمن قال عن نقيبنا بانه فاشل فقد اخطأ ووجب عليه الإعتذار ومن أساء لغيره ونبزه بالفشل حق عليه الإعتذار أيضاً ، وأن لا نسمح للأخرين من امثال ناهض وغيره أن يسوقوا لنا كلاما لا نكهة له ولا مذاق ، ومن كان يملك إدانة صغيرة ضد من يدير النقابة ترقى الى الفساد والخيانة فلا يخجلن من ذكرها ولنصفقن له جميعا وسأكون اول شبيح في مجموعته ..

وليعذرني العم الفاضل ابا عمر فانا لست بمن يملك وزنا وقدرا لانقد رجلا بقامة مصطفى الرواشدة فمن لا يعلمك يجهلك و مهما حدث فتاريخك مدون ولم يشوه مهما كاد لك البعض فقد كنت رمزا وستبقى مهما حدث وانا على ثقة تامة بان زهرة مصطفى الرواشدة لن تذبل أبدا ... ولك من تلميذك التحية نقيبنا العزيز.



تعليقات القراء

مواطن1
الاخ كاتب المقال لقد خطط مصطفى للوصول الى ما هو عليه الان وما سيوؤل اليه من خلال دغدغة عواطف المعلمين المخلصين واستطاع ان يركب الموجه وان يظهر بمظهر الحمل الوديع الزاهد في المنصب علنا الراغب به سرا واخذ زمام المبادره واستطاع من خلال مواقع الكترونيه تبنته ان يظهر على انه المنقذ ومن خلال دهائه الذي لا انكره وخبرته كرفيق بعثي ان يكسب ود الناس من خلال ايهامهم بانه لايريد اي مصلحه شخصيه وانما يريد الاصلاح ما استطاع اليه سبيلا ومن خلال مناورته برفض الترشح سواء للنقابه او النيابه مع الاتفاق مع مجموعه من جماعته بتزكيته للترشح حتى يوهم الناس انه اجبر على الترشح او على مبدأ نزولا عند رغبة الجماهير فارجو يا اخي كاتب المقال ان لاتأخذك العاطفه بعيدا عن قول الحق اما اذا التبس عليك الحق فعليك بالبحث عنه
20-05-2013 05:22 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات