لماذا نفشل في الحوار ؟


الحوارات والنقاشات والمجادلات التي تدور بين الناس نادرا ما تصل الى نتيجة حسنة. وغالبا ما تنتهي بخلاف اشد وربما بعداوة ظاهرة او مستترة او انطباع خاطئ عن المحاور والمناقش والمجادل. ويرجع ذلك الى اسباب عديدة سأحاول ذكر ما يبدو لي انه الاهم منها مستدلا على ذلك بآية قرآنية عظيمة لم يفطن كثير من الناس الى قيمتها الا وهي قوله تعالى : قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد .

فهذه الاية منهج متكامل في الحوار لا بد ان يوصل الى الحقيقة. وهي تنص على عدد من الخطوات والأحوال المشترطة للوصول الى الحق , وهي كما يلي:

1- القيام وهو التصدي للمهمة بعزيمة ونشاط لا ينتابه كسل او ملل او تعب قبل تحقيق الهدف.
2- القيام لله وفيه معنى اخلاص النية في الوصول الى الحق وتنزيهها عن الغرض والهوى والرياء والسمعة , والاستعداد لقبول نتيجة التفكر حتى لو خالفت رأي ومصلحة احد الطرفين او كليهما.
3- مثنى وفرادى فالاثنان اقرب للوصول الى الحق في نقاشهما من الثلاثة فما بالك ان كثر الجمع وقلة فرصة كل طرف في توضيح رأيه لتزاحم المتجادلين على حق الكلام . والفرد يمكنه ان يصل بمفرده بالشروط السابقة ولعل تقديم الاثنين يدل على تفضيله على التفكر المنفرد. كما ان الفرد والاثنين اقدر على التجرد من الرياء والسمعة وخوف الهزيمة مما لو كان الجدل في جمع كبير سيعيبون عليه اعترافه بالحق ان كان عند صاحبه.
4- فتتفكروا والتفكر هو المبالغة في التفكير وتكلفه وهذا يعني إلا يكون الامر تسلية بل هو مثل الاجتهاد وهو بذل الوسع في الوصول الى الحق.
5- ما بصاحبكم من جنة : والمستفاد من هذه العبارة تحديد قضية الخلاف توحيدها فلا تتداخل القضايا ولا يختلط حابل الامر بنابله .
6- ان هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد : ويستفاد من هذه العبارة هو النظر في وجهة النظر الاخرى التي لم تكن تحظى بالعناية والبحث.

هذه بعض التأملات في اية كريمة املاها علي نقاش الامس دار بيني وبين اخوين في موقعين مختلفين لم نصل في اي منها الى نتيجة لنقاشنا . اسأل الله ان يهدينا للحق فيما نقول ونفعل.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات