المحسوبية .. إلى متى


 تكررت الدعوات ولا زالت للقضاء على المحسوبية والشللية والوساطة,ولكن وللأسف لا زالت الاختراقات من هذا الباب قائمة. فقد كثر القائمين على المحسوبية في أسواق المصالح وبورصات المنافع الشخصية واستشرى فسادهم واتسعت دائرتهم ,وقد البسوا هذا المسلك الفاسد رداء خدمة الناس وتسهيل مصالحهم وتحقيق مطالبهم واحتياجاتهم .
مما جعل هذا الأمر يشكل صدمة لإحساس المواطن وولد إحباطاً وتعطيلاً لفاعلية الشعور الوطني لديه.

وترتب عليه أن المجتمع أصبح عاجزاً عن ترجمة معاناته إزاء ما يحصل , وشكل هذا الأمر شرخا عميقا في كيانه وتصدعاً عنيفاً في بنيانه الإداري.

وقد حرص إسلامنا كل الحرص على المساواة فالجميع سواسية في الحقوق تحت راية العدالة , والتفاضل بين الناس يكون على أساس كفاءتهم وانجازاتهم وقدراتهم لا على أساس مركزهم أو علاقتهم مع أصحاب القرار.

فالمحسوبية بأبسط صورها إنها إساءة لاستخدام السلطة لأهداف غير مشروعة يسعى القائمين عليها لتحقيق مكاسب شخصية من خلال ممارسة النفوذ بمحاباة الأقارب أو أبناء العشيرة أو الأصدقاء الخ ....للحصول على عمل أو مركز او للحفاظ عليه أو منفعة دون وجه حق بسلبها عنوه ممن يستحقها ومنحها من لا يستحقها ولم يستطيع الحصول عليها بالطرق المشروعة.

وتعتبر المحسوبية احد أسوء أوجه الفساد الغير مرئي التي تؤثر سلباً على روح الانتماء لدى أبناء الوطن وتزكي الفئوية والعشائرية والإقليمية واستغلال السلطة بطريقة غير شرعية ,
وتكمن السلبية في عضمها أنها تأتي بكادر غير مؤهل , فالذي يحصل على الوظيفة بالواسطة يهون عليه التساهل فيها.

وهي تعتبر تحدياً في وجه التنمية وتعمل على تقويض الديمقراطية وشرعية الحكومة وتنخر كيان وهيبة مؤسساتها.
فكيف للمحسوبية أن تنحسر إن لم تحاصرها الرقابة النزيهة والقوانين المحكمة وكيف للقائمين عليها شخوصاً وجماعات أن يحجٌموا إن لم يكن العقاب حاضراً وحاسماً لا تجهضه وساطة أو تدخل من أي جهة كانت.

فعلى كل اردني حر غيور على وطنه العمل على محاربة الفساد والمحسوبية , وان يتحمل المسؤولية كل صاحب قرار بأمانه لمحاربة هذه الآفة .
والحقيقة أن ثمة عزم لدى الحكومة من خلال هيئة مكافحة الفساد لفتح ملفات الفساد وإعادة الحق لأصحابه ومحاسبة هذه الثلة التي استغلت مناصبها لاجتثاث الحق من صاحب الحق ومنحه لمن لا يستحق .

والحقيقة أن الإجراءات التي اتخذتها الهيئة تعتبر إجراءات راشدة بدأتها بتوفير كل الإمكانات المادية والمعنوية والكوادر المؤهلة التي اختيرت بدقة وعناية وشفافية ,
وهذا يتطلب من الجميع دعم هذه الهيئة بأن يكون كل منا رقيب وان لا يقبل أي تجاوز , وان يكون أمينا ودقيقاً في إيصال المعلومة ومن خلال القنوات الرسمية المعتمدة والمعنية بالرقابة , دون التجريح والاساءة والتشهير , وان يكون الواعز الوطني والدين والحرص علىتحقيق النزاهة والعدالة هو الهدف والسبيل للتخلص من الفساد باجتثاث المفسدين وتعريتهم امام الجميع بعد ثبوت جرمهم .

وليحفظ الله هذا الوطن من أي مكروه



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات