من أين لك هذا ؟


 " من أين لك هذا ..؟!! " .... كلمات باتت تتردد على مسامعنا كثيراً.....

حتى بات البعض منَّا يظن أنها ..." حِكمة معينة " أو " صدر " بيت من الشِعر

أو " قول مأثور " لمفكر أو زعيم .... أو ملكٍ راحل ...!! أو ربما يظن البعض

أنها " مطلع أغنية " إختص بها مطربي هذا الجيـــــــــــــــــــــــــل .....!!!!

.... ولكن في حقيقة الأمر .. إنها كلمات تُدمي القلب ..! وتجرح الفؤاد .... وتعيق المسيرة ...

وما إزداد سماعي لتِرداد تلك الكلمات إلا وشعرت في أعماقي وتيقنَّت بأن " الداء " قد إستفحل

في جسم الأمة ، وخلخل كيانها ... وقطَّع أوصالها ...ومزَّق نسيج تلك العلاقة الإجتماعية ....

حتى بات الجسد " جسد الأمة " لا يقوى على الحراك ... وربما أوشك على الإنهيار ....!!!!

" من أين لك هذا " ...مجازاً سنعتبر تلك " العبارة " ... ( صَدرُ ) بيت من الشِعر

..... ولكن آما آن الأوان " لمتنفَّذ " ... أو " صاحب قرار " أن يقرع الجرس ....

ويكمل صدر ذاك البيت من الشعر ......!.... ويقول ....

من أين لك هذا .. ...سنحاسبك ولا تسأل لماذا .....!!!!!!

نعم .." إن رجالاً يتخوضَّون في مال الله بغير حق ، لهم النار يوم القيامة "

إنه قانون رباني ... قبل أن يتجادل فيه هذا " النائب " أو ذاك .... أو يقَّر ... أو يسحب ....



وها هو الفاروق " عمر " .... قد بلغه أن أموال عامله على مصر " عمرو بن العاص " قد كثُرت

فكتب إليه قائلاً " ... بلغني أنه قد فشت لك فاشية ، من إبل وبقر وغنم وخيل وعبيد ... وظهر لك

من المال ما لم يكن في رزقك ، ولا كان لك مال قبل أن أستعملك .... فمن أين لك هذا ..؟!

فأكتب لي وعجَّل ...... "

فردَّ عليه عمرو بن العاص " فهمت كتابك يا أمير المؤمنين ، وأما ما ظهر لي من مال ... فإننا قَدِمنا

إلى بلادٍ رخيصة الأسعار ، كثيرة الغزو ..... والله لو كانت خيانتك حلالاً ما خُنتك وقد إئتمنتني....

فإن لنا أحساباً إذا رجعنا إليها أغنتنا ......."

فكتب إليه عمر ..." إني لست من تسطيرك الكتاب ، وتسقيفك الكلام في شيء .... ولكنكم معشر

الامراء قعدتم على عيون الأموال ... ولن تقدمَّوا عذراً ، وإنما تأكلون النار ، وتتعجلون العار ...

فسـَّلم لي شطر مالك ....."

نعم ...... ذاك المسلك ، وتلك السياسة هي التي تكافح الفساد ، والظلم والتسلط والإبتزاز والإستبداد

.... وتبيَّن مصدر الثراء ، وتحَّد من إستغلال المنصب ، وتمنع الصفقات الوهمية ...! وتقطع طريق

الرشاوي .... وتقضي على الفتن والمشكلات .......



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات